أثير – أكرم بن سيف المعولي
يعد التعليم إحدى الركائز التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على تخطي الصعوبات التي تواجههم في الحياة، إلى جانب إسهام التعليم في سمو العقل والفكر فهو يعد بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وسيلة لمواجهة التحديات التي تعترضهم بسبب الإعاقة، فالتعليم يساعدهم على كيفية الاعتناء بالنفس وكذلك يساعدهم على تجاهل نسبة العجز لديهم بسبب الاعاقة بل وأيضا كيفية تسخير ذلك العجز وتحويله إلى طاقة إيجابية تسهم في الرقي والتطوير والبناء.
بالرجوع إلى إحصائية ذوي الاعاقة الصادرة من المركز الوطني للاحصاء والمعلومات عام 2015 استنادا إلى احصائيات 2010 نجد أن مستوى التعليم في الاشخاص ذوي الاعاقة متدنٍ ويحتاج إلى وقفة جادة لمعالجة الأسباب وتقليصها خلال الاعوام القريبة القادمة، حيث تشكل الأمية ما نسبته 56,43% من إجمالي عدد الاشخاص ذوي الاعاقة البالغ عددهم 62506 أفراد، وما نسبته 13,07% يقرأ ويكتب، و 15,82% مؤهلاتهم دون الثانوية ( الدبلوم العام)، و ما نسبته 10,64% يحملون مؤهل الثانوية. في حين أن من لديهم مؤهلات فوق الثانوي هم 4,04% فقط من إجمالي ذوي الاعاقة.
يعود السبب في تفشي الأمية في الأشخاص ذوي الاعاقة إلى صعوبة الاعتناء بالنفس وصعوبة التنقل وصعود السلم. في الجهة الأخرى فإن عدد المدارس المختصة بتعليم ذوي الاعاقة ( الصم والبكم ، كفيف البصر، والتخلف العقلي ) قليل جدا، حيث إن هذه الحالات تتطلب مدراس خاصة بهم حسب مجال الاعاقة، ولكن هناك حالات من الاعاقة تستطيع تلقي العلم في المدارس العامة فيما لو توافرت فيها البيئة الملائمة.
من المهم جدا أن يتم مراجعة المنظومة التعليمية بين حين وآخر للوقوف على مدى ملاءمتها لمتطلبات الاشخاص ذوي الإعاقة واحتياجاتهم. ويشمل ذلك المادة العلمية والمباني المدرسية.
ومن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة الأمية في ذوي الاعاقة تعود عدم توفر نقل ملائم للطلبة من المنزل إلى المدرسة والذي يشكل حلقة مهمة تبدأ عندها مسيرة التعليم، فمن لديهم إعاقة حركية يحتاجون إلى حافلة مجهزة للكرسي المتحرك، وقد يجد أولياء الأمور صعوبة بالغة في إيصال ابنهم أو ابنتهم من ذوي الاعاقة الى المدرسة بشكل يومي وبالتالي إما أن يتغيب الطالب بشكل مستمر أو يصعب حينها لولي الأمر السماح له / لها بمواصلة الدراسة.
وبعض أولياء الأمور يساورهم القلق من أن ولدهم أو ابنتهم من ذوي الاعاقة لا يستطيعون مجابهة التحديات التي قد تواجههم بسبب عدم توافر احتياجات الطالب في البيئة التعليمية، وبالتالي يكتفون بالجرعات التعليمية المنزلية غير المنتظمة وغير المستمرة. العقبة الأخرى التي تواجه الطلبة في مسيرة التعليم هو غياب المرافق الخاصة بهم في المدرسة مثل المداخل والمخارج ودورات المياه ومقاصف المدرسة وتوافر التسهيلات الأساسية في المكتبات والمختبرات المدرسية وكذلك غياب المصاعد في حالة وجود الفصل الدراسي في الدور العلوي.
ينبغي كذلك إلحاق الكادر التعليمي بدورات تعزز من كفاءتهم في التعامل مع الطلبة من ذوي الإعاقة ومراعاة قدراتهم المختلفة والسعي المستمر نحو دمجهم مع من حولهم من الطلبة والذي ينتج عن ذلك بيئة تعليمية وصديقة لذوي الإعاقة في المدراس.
ويلعب التحفيز والتشجيع دورا مهما في تعزيز رغبة الطلبة في التعليم وكذلك الحال مع الطلبة من ذوي الإعاقة قد يحتاجون إلى اهتمام أكبر في هذا الجانب، حيث إن كل إنجاز تعليمي يحققه الطالب من ذوي الاعاقة يُعدّ نجاحا وتغلبا على عقبات الإعاقة.
بشكل عام الطلبة من ذوي الإعاقة قادرون على تلقي العلم مثل غيرهم متى ما توافرت التسهيلات والمتطلبات التعليمية التي تتناسب مع نوع الاعاقة، والمرجو من الجهات ذات العلاقة في منظومة التعليم الوقوف على التحديات والسعي نحو معالجتها بشكل دائم لتقليص نسبة الأمية في ذوي الاعاقة في السلطنة.