أبجد

nicolas hulot نيقولا إيلو

النصّ البحريّ


” هذا البحر المحيط بحري، لكن ادّعت السواحل أنّه لها “
ابن عربي

النصّ البحريّ


” هذا البحر المحيط بحري، لكن ادّعت السواحل أنّه لها “
ابن عربي
 النصّ البحريّ


” هذا البحر المحيط بحري، لكن ادّعت السواحل أنّه لها “
ابن عربي


محمد الهادي الجزيري

أريد هذه المرّة أن أكتب عن رجل استثنائي قادته الصدفة والقدر إليّ، ليعرف الأصدقاء والأعداء كذلك والجاثمون على ربوة الحياد قيمة ما منحني الله في محنتي الأخيرة…التّي أنا بصدد الخروج منها….

رأيته على شاشة التلفاز فحفظت اسم برنامجه ..وصار دليلي في الفصول الأربعة ، يدلّني على كلّ حيّ وميت في برنامجه المفتوح على العالم ..على الجوّ والبحر والبرّ..على الحياة

يأخذني من حواسي جميعها إلى حيث يشاء ..، يوغل في الأرض أوغل خلفه…يغوص في البحر أجدني أسبح حذوه…يطير فأحلّق معه…إنّه نيقولا إيلو الباحث والعالم والمنقّب الفرنسي الذي وهب حياته للعلم والثقافة والإنسان..وما أصعب الحديث عنه وعن إنجازاته الكثيرة التي تضمّها الحصة التلفزية

Ushuaia nature

أتبعه نحو قبائل سود وبيض وصفر..يجلس إليهم ويسمع منهم مشاكلهم وهواجسهم ..وما يشغل بالهم ..يدخل إلى تفاصيل حياتهم ..أحيانا يصادق رئيسهم ويثرثر معه ..أحيانا يسبح مع صبيان لا علاقة لهم إلا بالماء والضحك ..مرّات أخرى يتعلّم فنّ النحت والرسم من كبيرهم ..ويفرح حين يتفوّق في ذلك ..

يسحبني من قلقي ويطرق باب الله والحبّ والإيمان ..فأتجاوز إعاقتي وعجزي وأطرق معه باب الأمل..يصعد الجبال أرتقي للأعلى..فأعلى فأعلى ..وألج عالما متنوّعا وثريّا ..عالم النبات والحيوان والإنسان المعتني بهما ..، أحيانا أجد نفسي عاملا أجمع الملح في بحيرات لا آخر لها ، وأحيانا ألقاني راهبا في دير ..أتعلّم النور والمحبّة لألقّنها لما لا يحصى من الناس الطيبين الودودين …قد يوغل بي فلا أجد ما أقول ..سوى أيّها الجميل لا تسرع كثيرا فما تزال لدينا طرق أخرى ..سنقطعها معا…..

أتعجّب أحيانا من سيطرته على كلّ شيء يهمّ بتصويره ، وأرتاح حين أقرأ كم من مؤسسة داعمة له وكم من أموال خُصصت له ، أقول وأنا مستلق على سريري كم يحتاج هذا الرجل من رفاق يحيطون به، رفاق يلتقطون الصور التّي نشاهدها بكلّ شغف، مثلا صورة السمكة التّي دأبت على اللعب مع نيقولا غير خائفة منه ، أو صورة المرأة الإسكيمو التّي تطعم ابنها في معدّل حرارة لم يتجاوز 40 تحت الصفر، أو صورة الرجل البدائي العابث بالثور الذي لا يرى غير نفسه وعنفوانه….كم يحتاج نيقولا من عمر طويل ليرسم لنا روعة الوجود الإنساني ….

ومن تعلّقي به أردت أن أعرفه ، فاستنجدت بحاسوبي فقال لي أنّه من مواليد 30 أفريل 1955 وقد بدأ حياته كصحفي في التلفزة الفرنسية وفي عام 1990، أنشأ مؤسسة أوشوايا، التي أصبحت مؤسسة نيكولا إولو للطبيعة والإنسان..وقد تمتع بشهرة واسعة بفضل برنامجه التلفزيوني أوشوايا، ممّا دفعه إلى أخذ على عاتقه حماية البيئة ورفع مستوى الوعي العام حول القضايا البيئية…

هذا الرجل الأجنبي الغريب صار صديقي ودليلي في الحياة…ودفعني إلى عشق النبات والحيوان ..وزادني هياما بالإنسان..فقد رأيت من خلاله وعبر برنامجه سعة الوجود الإنساني وتنوّعه وثراءه ..وآمنت أنّ الحياة فرصة لإثبات الذات وإعطاء الآخر نصيبا من الضوء والحضور..، لقد ازددت يقينا أنّ الله قادني إلى تأثيث عزلتي بشخص يحبّ الحياة ويفعل كلّ ما يستطيع لإنقاذها ..إن كانت نباتا أو حيوانا أو إنسانا ….

Your Page Title