الدكتورة طاهرة اللواتية – كاتبة عمانية
الدكتورة طاهرة اللواتية – كاتبة عمانية
كلما زاد نضجنا، وزادت خبرتنا في الحياة ، شعرنا أن الكفاءة عملة مهمة جدا إذا أردنا تقدم مجتمعاتنا وأوطاننا، وإذا أردنا ألا تكون أثمان التنمية مرتفعة جدا، فهناك علاقة عكسية بين وجود إنسان كفؤ في مكان ما وتكلفة التنمية، فتقل التكلفة بوجود الكفؤ، وتزداد مع عدم وجوده.
لذا ترتفع جدا أثمان التنمية في البلدان العربية، فقد ابتلت دولنا العربية بارتفاع صوت الواسطة والعلاقات العامة وإن وجد الكفؤ، فالواسطة والعلاقات تعلو ولا يُعلى عليها، مهما قيل من كلام مهم ومنمق وجميل. ومع ارتفاع أثمان التنمية ترتفع نسب الهدر، وتزداد نسب التسيّب.
لربما أبسط مثال على ذلك، وجود عاملة منزل غير كفؤة في بيتنا، أتينا بها بناء على توصية أخت عزيزة أو صديقة مقربة.
تحتاج وقتا أطول للتدريب وجهدًا مضاعفا للتعليم ، ومع ذلك لا تعطينا النتيجة المرجوة ،لأنها تفتقد الكفاءة أصلا، فيذهب التدريب وأثمانه هباء. نحاول زيادة كفاءتها في البيت والمطبخ باقتناء المزيد من الأدوات والمساعدة حتى نغطي نقص الكفاءة ، فنصرف أموالا إضافية، لكنها تهدر الإمكانات التي تحت يديها ، فلا البيت نظيف ولا الطعام مستساغ.
نرقع مع بذل المزيد من الجهد والمال والحوافز لها كي تعطي الأفضل، لكن لا حياة لمن تنادي، بل تفرض طريقتها الفجة في إدارة الأعمال التي تحت إشرافها لتكون النتيجة وخيمة، وقد تسبب خسائر كبيرة جدا ، فقد تتعامل مع أثاث نفيس بأسلوب غير صحيح في التنظيف يعرضه للتلف والتشويه، فيكون مكانه مخزن البيت وليس المجلس أو الصالة، وقد تأخذ سجادة عجمية من الحرير الخالص كلفتنا آلاف الريالات إلى سطح الدار للغسل والتنشيف تحت حرارة الشمس اللاهبة ، فتفسد السجادة في نصف نهار ، ولربما عرضت الأطفال وهم رأسمال نوعي ونفيس جدا ولا يعوض إلى مخاطر المرض أو الحوادث أو الموت.
ترى ما أكثر أضرار عاملة منزل واحدة غير كفؤة؟ وما أكثر مخاطر وأضرار مدير أو مسؤول وحدة غير كفؤ ، فما بالنا إذا شكّلوا أغلبية؟