
د. حنان فياض :
تسعى جائزة الشيخ حمد للترجمة، والتفاهم الدولي إلى تمتين أواصر الصداقة، والتعاون بين شعوب العالم
الدوحة- أثير
تعد جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي من الجوائز التي حجزت لها مكانة متميزة بين الجوائز العربيةبخاصة أنها أنشئت لخدمة حقل مهم، وتكمن أهميته في فتح قنوات التواصل والحوار في المجتمع الدولي، في مرحلة يحتاج بها العالم إلى التفاهم، وتقريب وجهات النظر، وحول تفاصيل الجائزة التقينا الدكتورة حنان فياض المستشار الإعلامي للجائزة
وبدأنا حديثنا معها حول أهمية الجائزة في التبادل المباشر بين ثقافات الشعوب في آسيا وأفريقيا، وكانت إجابتها ” الإنسان عدو ما يجهل، وعندما يتواصل البشر، ويستمع بعضهم إلى بعض، يؤدي هذا إلى تعزيز التفاهم فيما بينهم، وتقوية الروابط عن طريق التركيز على المشتركات الثقافية والحضارية من ناحية، إضافة إلى تعزيز التعددية الثقافية والقبول بالاختلاف من ناحية أخرى. وهذه كله يمكن أن يتم عن طريق الترجمة بين اللغات المختلفة، وهذا ما تسعى الجائزة إلى التركيز عليه وتشجيعه.
فيُرجى من الجائزة أن تسهم في مد جسور التواصل بين الأمم والشعوب، وإغناء التراث الثقافي العالمي، وكذلك إغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية، ونشر هذه الثقافة وتطويرها وإزالة ما شابها من تشويه وتنميط، وتنمية علاقاتها مع باقي ثقافات العالم، ما نرجو من ورائه أن يسهم في التقريب بين الأطراف المترامية”
* تشهد دورة الجائزة الثالثة توسعا في فئاتها، وهذا التوسع نشأ عن ضرورة، فما هي هذه الضرورة؟
– نعم، فقد قامت “جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي” في دورتها الثالثة بتوسيع فئاتها لتشمل بالتساوي خمس لغات شرقية، وقد كان اختيار هذه اللغات منسجما مع أهداف الجائزة. وتم رفع القيمة الإجمالية لمجموع الجوائز من مليون دولار إلى مليوني دولار.
فإن حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية ما تزال تخضع إلى ذائقة المركز الغربي (الإنكليزي أو الفرنسي في معظم الأحيان) الذي يمنح كاتبا أو كتابا من خارج حدوده تقديرا ومكانة، فيترجم الكتاب من الإنكليزية أو الفرنسية في معظم الأحيان بدلا من ترجمته عن لغته الأصلية، ونادرا ما نشهد تبادلا مباشرا بين ثقافات الشعوب في آسيا وأفريقيا. ونتيجة للوعي بهذه المعضلة قامت الجائزة بتوسيع فئاتها لتشمل عددا من اللغات الشرقية. وقد أعلنت عن فتح باب الترشح والترشيح لعام 2017 بدءا من منتصف أيار/ مايو وحتى الحادي والثلاثين من آب/ أغسطس.
* ما أهداف الجائزة؟
– لقد تأسست جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في قطر عام 2015، وهي جائزة عالمية تهدف إلى:
– تكريم المترجمين وتقدير دورهم عربيًّا وعالميًّا في مد جسور التواصل بين الأمم والشعوب، و تشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما،و الإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، و إغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية، وتقدير كل من أسهم في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفرادًا ومؤسسات.
* من كم فئة تتكون الجائزة؟
– تتوزّع الجائزة إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى باسم “جوائز الترجمة”، وتضمّ أربعة فروع تُمنح للمترجمين من العربية إلى الإنكليزية، ومن الإنكليزية إلى العـربية، إضافة إلى فئة الترجمة من العـربية إلى الفرنسية، ومن الفرنسية إلى العربية، وقيمة كل منها مئتا ألف دولار.
والفئة الثانية باسم “جوائز الإنجاز”، وتُقسم إلى عشرة فروع ينال الفائز في كل واحد مئة ألف دولار، وهي: الترجمة من العربية إلى الأردية، ومن الأردية إلـى العربية، ومن العربية إلى الصينية، ومن الصينية إلى العربية، ومن العربية إلى الفارسية، ومن الفارسية إلى العربية، ومن العربية إلى المالاوية، ومن المالاوية إلى العربية، ومن العربية إلى اليابانية، ومن اليابانية إلى العربية.
أما الفئة الثالثة فهي جائزة التفاهم الدولي، وقيمتها مئتا ألف دولار، وتُمنح تقديرًا لأعمال قام بها فرد أو مؤسسة، وأسهمت في بناء ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي.
* ما دور الجائزة في نشر ثقافة التواصل والتفاهم الدولي؟
– تسعى الجائزة إلى تمتين أواصر الصداقة، والتعاون بين شعوب العالم، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح وترسيخ القيم السامية، وتشجيع نقل الأفكار، والمعارف والعلوم إلى اللغة العربية، وترجمة إبداعات الثقافة العربية إلى باقي لغات العالم، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، كما تسعى إلى إفساح المجال للغات دول ما يسمّى العالم الثالث، وتشجيع الترجمة والمترجمين من هذه اللغات التي لا تلقى الدعم الكافي.
* كيف يمكن الترشيح للجائزة؟
– ينحصر ترشّح، وترشيح الترجمات في مجال الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، ويتمّ الترشيح عن طريق المؤسسات (دور نشر أو مراكز بحوث أو معاهد وأقسام جامعية، … إلخ) أو عن طريق الترشّح الفردي، على أن يكون لمترجمين على قيد الحياة، ولا يحقّ ترشيح أكثر من عمل واحد للمترجم الواحد، كما يحق لكل مؤسسة ترشيح ثلاثة أعمال لمترجمين مختلفين.
وتتضمن الشروط أيضاً أن تكون الأعمال المرشّحة منشورة خلال فترة خمس سنوات من تاريخ إعلان الترشيح والترشّح، وتستثنى جوائز الإنجاز من شرط الفترة الزمنية، إذ تُمنح عن مجموعة أعمال قدمت إسهاما متميزا على امتداد فترات طويلة.
* ما المعايير المتبعة لاختيار أعضاء لجان التحكيم؟
– لجان التحكيم هي لجان دولية مستقلة ومحايدة تختارها لجنة تسيير الجائزة بالتشاور مع مجلس الأمناء، ويمكن زيادة أو إنقاص عدد أعضاء كل لجنة حسب الحاجة، أو الاستعانة بمحكمين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجالات اختصاصاتهم.
وقد شارك في التحكيم لهذا العام حوالي 30 محكما من أكثر من 10 دول عربية وأجنبية، وهم من المترجمين المتميزين والأكاديميين المتخصصين في اللغات السبع. وباشرت اللجان عملها ابتداء من 17-9-2017.