أثير- موسى الفرعي
بقدر ما يمتلئ بئر الظلام يتبين عمقه، وها هو خالد القاسمي الذي عرّف نفسه بأنه باحث في شؤون الخليج آخر الساقطين فيه حتى الآن، وسيجيء آخر فيختفي من سبقه، إنها لعبة الدمى التي تتكسر بعضها على بعض، فتزدحم مقابر الحكومات بها، ولكن إلى متى..؟!
لقد تكرر هذا المشهد كثيرا ولكن الوجوه هي التي اختلفت، وها هو القاسمي يجيء بطرح عبر حسابه الشخصي في تويتر ظنا منه أن ما أتى به فتح عظيم، ولكن هذا الأمر تجتره هذه الدمى كما يفعل المدمنون في اجترار الذكريات واللعب معها وبها، وفي كل مرة تتساقط أحلامهم البائسة وتتحطم على جدار عماني صلب، يحاولون زعزعة الثقة العمانية فيتجرعون فشلهم، ويحاولون إثارة الفتنة بنيران أحقادهم فلا تحترق سوى أفكارهم، وتسقط الدمى وتبقى بعض الحكومات باحثة عن دمية أخرى وهكذا حتى يعقلوا أو يُفني بعضهم بعضا، وتبقى عمان ثابتة مستغربة من جهلهم، فقد كان أولى بهم أن يمارسوا ألعابهم بذكاء أو يظلوا محبوسين في وحل أفكارهم، أو يرضخوا لأمر الله في عمان، لا خيار آخر، فقد قدَّر الله لعمان أن تكون شامخة عظيمة ولا يمكن لألاعيبهم الصبيانية أن تَهز ذرة رمل أو تحرك غصن شجرة أو تعكر قطرة ماء هنا، كل الذي يحدث هو التعري الكلي والإيضاح الكامل لما يقومون به.
إن ثبات المواقف العمانية ورسوخ مبادئها شكّل اضطرابا في شخصية بعض القيادات التي تحاول النيل من عمان كلما عجزوا في أمر أو فشلوا فيه، كي يخفوا عيوبهم ورغباتهم العدوانية بذلك، وهذا ما يسمى في علم النفس بالإسقاط الذي قال عنه فرويد إنه حيلة لا شعورية من حيل الدفاع ينسب فيه الفرد إلى غيره أفكارا وميولا مكبوتة في داخله، وقد تخرج بشكل أو بآخر، ومن هذا المنطلق فإن من تتسع دائرة المستنقعات بداخله فهو بطبيعة الحال ينسبها إلى من هو أعلى منه ويتهمه بها، “وحربائية” العيش هي قيمة في داخله ورغبة مكبوتة يرغبها في الآخرين، وغالبا ما تكون هذه الحالة النفسية هي نتيجة إحساس كبير بالذنب، فكيف يمكن التعامل مع المرضى الذين يسقطون رغباتهم ومخاوفهم على الآخرين؟.
إن هذه الأمراض تمارس بين حين وآخر، وقد باتت مكشوفة جدا، والحمد لله أن عمان محصَّنةٌ بقيادة حكيمة ليس فيها أي مكان للهذاءات السياسية، ومصانة بشعب صلب لا يمكن أن يهتز أو أن يؤخذ بهذه الصبيانية والمرضية وهذا كله من فضل الله على عمان.
لهم حق أن يستمروا بألاعيبهم فهذا نتاج ما بداخلهم وأما قلوب العمانيين وعقولهم فستبقى صخرة تتحطم عليها أفكارهم المغرضة، حتي ييأسوا من باطلهم ويسكنوا، وتبقى عقول العمانيين وقلوبهم سكنا آمنا مطمئنا لمن لا يحمل سوى المحبة في كفيه.
أما القاسمي وأمثاله من الدمى فبشرى لهم أننا نزداد قوة كلما أصبح الآخر قويا، وأننا نزداد صلابة مع كل محاولة منهم لشقِّ الوحدة العمانية، وما عاد ينفعهم الآن سوى البكاء على أنفسهم، وإن عادوا عدنا بما يليق بأفعالهم وكتاباتهم.