أبجد

محمد الهادي الجزيري يكتب: حياة الكتابة

إسراء
إسراء إسراء

حياة الكتابة

مقالات مترجمة عن الكتابة

إعداد وترجمة عبد الله الزماي

محمد الهادي الجزيري

نعرف كلّ شيء عن الكتّاب إلاّ وجوههم الحقيقية، فقد عوّدنا الروّائيون بالتحدّث عن شخصيات خياليّة نتوهّم التواصل معها..، في حين تبقى شخصياتهم الحقيقية في منأى عن التعرّي والوضوح، لكنّنا في هذا الكتاب ” حياة الكتابة ” نكتشف أوّل مرّة كيف يكتبون لأنفسهم من ورشة الخلق والإبداع نفسه، ولدينا عديد الشواهد التّي تقول ذلك..، سنبدأ باختيار ما ترجمه عبد الله الزماي وانتقائه والتعليق عليه ..حتّى نأخذ فكرة ضافية عن هذا الكتاب ..وعن الأحداث والمواقف التي كانت القادح لكلّ هذه الفقرات المنتقاة …

كتب إدواردو غاليانو عن ” الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية ” كيف منعت من النشر في جميع العالم ..في حين أنّ في بلده ” الأوروغواي ” ….

” فقد تمّ تداول كتاب ” الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية ” بحُريّة بين السجناء السياسييّن خلال الأشهرالقليلة الأولى من الحكم العسكري، ذلك أنّ الرقباء ظنّوه كتابا في علم التشريح ولم تكن الكتب الطبّية ممنوعة ..”…ونحن نعلّق على هذا الحدث بأنّ الجهل رحمة حين يتعلّق الأمر بتجوّل كتاب بين محبوسين يريدون التثقيف والتعلّم ..وأكثر الله رقابة رتيبة تقليدية مثل الموجودة في الأوروغواي أيّام الحكم العسكري..

أمّا إيزابيل الليندي فتتطرّق لعلاقتها المأزومة مع والدها بعفويّة وبصراحة:

” كان زواج والديّ فاشلا منذ البداية، وفي يوم من الأيام قبيل عيد ميلادي الثالث، خرج والدي ليشتري سجائر ومن وقتها لم يعد، مثّل ذلك الفقد العظيم الأوّل في حياتي، وربّما لهذا السبب لا أستطيع الكتابة عن الآباء مطلقا، هناك الكثير من الأطفال الذين تخلّى عنهم آباؤهم في كتاباتي إلى درجة تمكّنني من إنشاء دار أيتام، ترك أبي أمّي دون سند في بلد أجنبي مع ثلاثة أطفال صغار، وما زاد الأمر سوءا أنّ الطلاق لم يكن مباحا في تشيلي، كان البلد الوحيد في المجّرة الذي ليس فيه طلاق..( أصبح الطلاق قانونيا أخيرا في عام 2004 )، تمكّنت أمّي بطريقة ما من فسخ عقد زواجها، وبذلك أصبحت امرأة عزباء مع ثلاثة أطفال غير قانونيين ، لقدْ تلقّت تعليما متواضعا، ولم يكن لديها مال، ولا مهارات خاصّة، لذلك كان خيارها الوحيد هو أن تعود إلى أبيها ليساعدها، وهذا ما فعلته..”

في كلام إيزابيل الليندي شجاعة كبرى وتعريّة لوجهها الحميمي وهذا نادرا ما يقع لدى الكتّاب الجالسين فوق الأرائك ..المهتمّين بشؤون الناس غير معتنيين بما يقع لهم من مصائب ومشاكل ..( فهم سادة القوم ..).

عن كتابة رواية ( حياة باي ) يذكر يان مارتل ثلاثة أسباب هامة لكي تكون الكتابة ناجحة، وهي التأثّر والإلهام والعمل الجاد ، ويقول في باب العمل الجاد:

” لم يكن التدوين اليومي على الصفحات دون عقبات، ولم يَخلُ من لحظات الشكّ ..، والأخطاء والتنقيح ، ولكن دائما، بعمق ومتعة تثلج الصدر، وبالإيمان بأنّه مهما كان مصير الرواية، فإنني سأكون سعيدا بها، لقد ساعدتني على فهم العالم، الذي أعيش فيه بشكل أفضل نسبيّا…”

يقول الشاعر بلال المسعودي المكلّف بمراجعة الكتب قبل نشرها في دار المسكيلياني التّي وجدت طريقها باقتدار…عن هذا المتن المنتقى من قبل عبد الله الزماي ترجمة واختيارا :

” كثيرة هيَ الأسئلة التّي تراود المولعين بالكتابة، ولعلّ أكثرها تردّدا : متى أكتب؟ وكيف أكتب؟ ولمن أكتب؟ وماذا أكتب؟ ومن أين أبدأ الكتابة؟ ويبقى أكثرها حرقة سؤال الحسم: هل أنا فعلا؟ أو هل أنا جدير بالكتابة؟…

هذا الكتاب فرصة نادرة لمن يبحث عن إجابات لكلّ هذه الأسئلة، مع نخبة من أهمّ كتّاب الرواية في العالم ، يضع بين أيدينا منتخبات من رؤية هؤلاء الكتّاب للأدب والفنّ عموما، ومن تجارب بداياتهم بما يمكن أن تحمله من خيبة أو ذهول …”

محمد الهادي الجزيري يكتب: حياة الكتابة
محمد الهادي الجزيري يكتب: حياة الكتابة محمد الهادي الجزيري يكتب: حياة الكتابة
Your Page Title