فضاءات

ناصر الحارثي يكتب: اسطنبول ملحمة الأمنيات ونقطة اتصال الشرق بالغرب

ناصر الحارثي يكتب: اسطنبول ملحمة الأمنيات ونقطة اتصال الشرق بالغرب
ناصر الحارثي يكتب: اسطنبول ملحمة الأمنيات ونقطة اتصال الشرق بالغرب ناصر الحارثي يكتب: اسطنبول ملحمة الأمنيات ونقطة اتصال الشرق بالغرب

ناصر الحارثي

تتزاحم السفن ذهابا وإيابا على ضفاف مضيق البوسفور في إطلالة على قلب مدينة اسطنبول حيث العمران والمساجد والمعابد والقصور وهو ما يعكس صخب المدينة وحيويتها في الماضي والحاضر، وبين هذا وذاك تمتلئ المدينة بلوحات الرئيس التركي أردوغان حاملة عبارة “شكرا اسطنبول”، لتكتشف أنك في أكثر المدن الإسلامية في الفترة الحالية إثارة للاهتمام معرفيا وثقافيا وحتى سياسيا.

تعد مدينة اسطنبول مهد حضارات كثيرة لتمتد لآلاف السنين وهي أكبر المدن التركية وقلبها النابض بالحياة والمحرك الأساسي للاقتصاد التركي، لذلك لا يستقيم حال المدينة إلا بالتناغم مع هذا التنوع الثقافي والتصالح مع الإرث التاريخي والديني لهذه المدينة التي تعاقبت عليها أسماء متعددة لكونها مركزا أساسيا لحضارة عدد من الدول والسلاطين لتسمى: بيزنطة، أوجست أنتونيا، روما الجديدة ، القسطنطينية، إسلامبول استمبول إلى مسماها الحالي اسطنبول هذا التنوع يعكسه صراع خفي داخلي بين علمانية الدولة وروحها الإسلامية المنعكسة في كل أنحاء المدينة بالإضافة إلى التنوع الديني والعرقي والذي يجده الشخص في تفاصيل ثقافة المدينة وتاريخها البيزنطي العتيق هذا الصراع تديره مؤسسات المجتمع المدني وتديره الصناديق ويتفوق فيه من يجيد العزف على أوتار آمال الشعب الاقتصادية.

اسطنبول في الجانب الآخر هي الملجأ لعدد من وسائل الإعلامية العربية وعدد من قيادات الأحزاب المعارضة العربية، وعدد كبير من التجار والمستثمرين العرب الذين قاموا بتأسيس مصانع وأنشطة تجارية كبيرة، أضف إلى ذلك عامة العرب الذين هربوا من ويلات الحروب للبحث عن لقمة العيش ليشغلوا عددا كبيرا من الوظائف حتى امتلأت بعض المدن وضواحيها بالعرب من مختلف الدول العربية بشكل عام ومن سوريا بشكل خاص، وبالتالي نجد للعرب بصمة كبيرة في تركيا كما تسعى الحكومة التركية على تعليم عدد لا بأس به من الشعب التركي اللغة العربية وهو ما يعكس اتجاها سياسيا واقتصاديا من تركيا نحو دول الشرق الأوسط كما أنها توفر ترجمة خاصة للسياح العرب في مختلف الأماكن السياحية، في حين تضل اسطنبول محطة سياحية ودينية مثيرة للاهتمام لدى عدد كبير من السياح الأوروبيين.

كل زائر لهذه المدينة العريقة سيجد أن اسطنبول مقبلة على تغييرات حقيقية تؤثر على واقع ومستقبل هذه المدينة والمنطقة المحيطة بها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، لذلك ستظل اسطنبول إحدى المدن القليلة ذات الإرث التاريخي الكبير والواقع الحضاري الحيوي والفاعل في آن واحد.

Your Page Title