فضاءات

شعب الله الحساس

شعب الله الحساس
شعب الله الحساس شعب الله الحساس

د. عبدالعزيز الغريبي

تحتوي مواقع التواصل الاجتماعي بالأخص تويتر على الكثير من المواضيع التي تحرك الرأي العام بتوجيه مقصود أو غيره، تتفاوت في قيمتها لبناء المحتوى الفكري للعامة وفي مدى تأثيرها الفعلي عندما تترجم بتغييرات رسمية وإجرائية لدى صناع القرار لتساهم في بناء المجتمع.

في مشهد التويتر يمشي البعض مع القافلة أينما اتجهت كما يقول الإنجليز “they go as it flow” والمقابل لهم يبرعون بالخندقة في الإتجاه المعاكس بمجرد اختلاف مصدر العاطفة، وثلة أخيرة هم الموجِهون ومنبع الآراء لمن سبق بغض النظر عن أصالة توجهاتهم وعطائهم.

جميعنا نعي أن معظم المغردين بمختلف صورهم “المسؤول، الإعلامي، الريادي، الفنان، التسويقي، الشاعر، الأكاديمي، الموظف، العاطل، والمواطن المستفيد أو المتضرر” يُظهرون بقدر المستطاع شخصية الصفة المعلّقة على البروفايل “الشخصية الافتراضية”، بينما لا مناص مما يسميها البعض السقطات التي تكشف بعضاً من الشخصية الواقعية؛ ولكني لا أراها سقطات بقدر ماهي آراء حقيقية تصدر بين تغريدات يغلب عليها الإنشاء والتكلف، وهو السبب الذي يستثير من تمسهم تلك الآراء سلباً ليصبح الأمر رأياً عاماً بين موجِّهٍ ومحدودٍ ومُحيّدٍ للفكر، و لهاشتاجات #جت_ريل #بضعة_شخوص و #شعب_الله_الحساس وغيرها مثال في ذلك.

“ففي فضاء «تويتر» تتحول العبارة سيفا، والكلمة رمحا، واللغة بمراوغتها وخداعها تستحيل فخا، وتصريح المسؤول في اللحظات الأكثر حساسية للمواطنين تتطلب حذاقة وحكمة؛ ولغة دقيقة في اختيارات ألفاظها وتعبيراتها، وإلا فإنها ستكون النافذة المشرعة التي يفجر من خلالها الناس امتعاضهم وسخطهم من قرار ما أو من مسؤول ما”.

جاء الإقتباس السابق في مقال الكاتب والفنان المسرحي السعودي د. سامي الجمعان بشأن هاشتاج #شاورما_نفطية، وأضاف:
“إن فنية التعاطي مع التصريحات مهارة يفتقدها الكثير، وقد شهد «تويتر» العديد من السقطات التي لم يحسب بعضهم لها حسابا، فكانت وبالا على مناصبهم؛ وهذا فن بحد ذاته يدركه الإعلاميون ويعلمون خطورته”


ولكن هل يوجد هذا الإدراك لدى من لا يؤمن بذلك الفن ويرى أن الموضوعية مرتبطة بالأرقام فحسب! لا أظن ذلك. فإذا أدركنا أن الإعلام أداة تخدم أجندات أصحابها فنحن لا ولن نعرف الحقيقة كما هي؛ فمعظم ما يسمى  ب”السقطات” جاءت من مسؤولي إعلام وتسويق حاليين وسابقين لدى أكبر الشركات جمهوراً في السلطنة! .. فمن الطبيعي أن يتحسس شعب الله الحساس من شعب الله المختار.

*الصورة من موقع عالم التقنية

Your Page Title