محمد جبار
بعد أن كان من المقرر أن يكون فيلم الإفتتاح لمهرجان بيروت للأفلام الوثائقية الذي سيقام في 13 نوفمبر ، وللإحتفاء بأشهر معمارية عرفها العالم ، وبسبب موتها المفاجئ في مارس الماضي ، عرض المهرجان في إحدى دور العرض السينمائية في الأشرفية الأسبوع الماضي فيلماً وثائقياً يتناول سيرة المهندسة العراقية الشهيرة الراحلة زها حديد يحمل عنوان “تخيّل… زها حديد: من يجرؤ يكسب” وهو من إنتاج محطة “BBC”
يعرض الفيلم جوانب من حياتها ، فتظهر في بدايته “زها” الطفلة عبر صور فوتوغرافية ثم صعود نجمها من طالبة للعلم في لندن إلى واحدة من أبرز المهندسين المعماريين الذين غيروا نظرة الناس إلى العالم من خلال الأبنية ، ويصور الفيلم جوانب أخرى من حياتها حيث إنها لم تكتف بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضا أشياء أخرى بدءاً من الأثاث، ووصولا إلى الأحذية ، وتقول “زها حديد” في الفيلم الذي أنتج قبل وفاتها بأشهر قليلة “كنت طفلة فضولية جداً ، العراق كان آنذاك مكانا رائعا، والناس فيه رائعون والمجتمع منفتح” كما تحدثت عن نفسها بالقول “تعلمت في مدرسة للراهبات، كنت فتاة مسلمة في مدرسة للراهبات، كان وقتا مثيراً للإهتمام في بغداد آنذاك، كانت الحرية حاضرة بشكل جميل، صغيرة أردت أن أصبح مهندسة، كان لأهلي عقل منفتح”
بعض الذين جرت مقابلتهم في الفيلم قالوا “إن كونها امرأة زاد من صعوبة عملها في مهنة كان يهيمن عليها الرجال في العالم العربي”.
وقال أحد أساتذتها الجامعيين “كان واضحا أنها ستصبح إسما محوريا في تأريخ الهندسة، كان من المستحيل إيقاف مسارها”.
ولدت زها حديد في بغداد عام 1950 واستقرت في لندن حتى أصبحت المرأة الأكثر نجاحاً في الهندسة المعمارية ، ولم يكن ذلك سهلاً فكونها إمرأة تدخل عالم المعمار لم يكن العائق الوحيد ، فهي عربية ، وهذا أمر ناضلت كثيراً لتتغلب عليه ، فالغرب لايتقبل فكرة أن يحتاج الى موهبة إمرأة عربية.
ومن أبرز المشاريع التي قامت بها محطة إطفاء الحريق في ألمانيا ، ومبنى متحف الفن الإيطالي في روما ، وجسر أبوظبي ، ومركز لندن للرياضات البحرية الذي تم تخصصية للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012 ومحطة الأنفاق في ستراسبورج والمركز الثقافي في أذربيجان والمركز العلمي في ولسبورج في ألمانيا ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو
نالت العديد من الجوائز الرفيعة ،والميداليات ،والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004 ، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012، وحازت الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016 لتصبح أول امرأة تحظى بها.