أخبار

استثمار الهيدروجين الأخضر: ما الذي تخبئه سلطنة عمان للعالم؟

الهيدروجين الأخضر

أثير - مـحـمـد الـعـريـمـي

يُعد الهيدروجين الأخضر مصدرًا مهمًا للطاقة النظيفة، وتعمل سلطنة عمان على تطوير هذا القطاع حيث خُصص له مساحات واسعة ووضعت لها خطط إستراتيجية، مما يعزز استدامتها الاقتصادية وتنافسيتها العالمية.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز الجهود والأهداف المتعلقة بالهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، عبر تصريحات معالي المهندس سالم العوفي، وزير الطاقة والمعادن، في ملتقى ”معًا نتقدم“ الذي حضرته ”أثير“.

مناطق امتياز واسعة للهيدروجين الأخضر

أوضح معاليه بأن الوزارة خصصت أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع لمشروعات الهيدروجين الأخضر، ضمن إستراتيجية تهدف إلى تعزيز موقع سلطنة عمان كمركز عالمي للطاقة النظيفة.

وأشار معاليه إلى أنه تم خلال عامي 2023 و2024 توقيع اتفاقيات لـ 8 مناطق امتياز مع مستثمرين عالميين لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بهذه المبادرات.

متى سيُتخذ أو قرار استثماري ومتى سيُنتج؟

بيّن معاليه بأن أول قرار استثماري نهائي يتوقع أن يُتخذ بحلول نهاية عام 2026م وبداية 2027م، بناءً على عوامل عدة، أبرزها الطلب العالمي، وإذا سارت الأمور وفق المخطط، فمن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الأولي بحلول 2030م، بمعدل لا يقل عن مليون كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

ما التحديات التي تواجه قطاع الهيدروجين الأخضر؟

أكّد معاليه بأن سلطنة عُمان تسعى إلى جذب الصناعات الجديدة والمستثمرين نحو استخدام الطاقة النظيفة، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو خفض الانبعاثات الكربونية، وأحد أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع هو تحديد حاجة السوق الفعلية للهيدروجين الأخضر، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على قرارات المستثمرين.

وقال معاليه بأن أول محطة للهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط افتتحت مؤخرا في مسقط، وتقع في شارع السلطان قابوس، ما يعكس بوادر مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد العماني.

هل تمول الحكومة مشروعات الهيدروجين الأخضر ، وهل يُعد ذلك مغامرة؟

أكد معاليه بأن الحكومة لا تمول مشروعات الهيدروجين الأخضر، باستثناء دور جهاز الاستثمار العماني، مما يجعل جميع الاستثمارات في هذا القطاع خاصة بالكامل، سواء من قبل شركات محلية أو أجنبية، والجرأة تكمن في وضع الإطار التنظيمي لهذه المشروعات بشكل سريع وتحديد مناطق الامتياز الواسعة لطرحها للمستثمرين واستقطاب شركات عالمية ومحلية.

وأشار معاليه إلى أن قرار الاستثمار النهائي يعود للمستثمرين أنفسهم، حيث يحددون نوع المخاطر، وحجمها، وجدواها الاقتصادية، بينما يقتصر دور الحكومة على تهيئة البيئة الاستثمارية الجاذبة عبر توفير البنية التحتية اللازمة والتسهيلات التنظيمية.

ما المشروعات المستقبلية لدعم الهيدروجين الأخضر؟

ذكر معاليه بأن سلطنة عمان تستعد للإعلان عن أول مشروع لإنتاج توربينات الرياح وشفرات الهواء، لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر وزيادة كفاءة إنتاج الطاقة النظيفة، ضمن جهودها لتعزيز الطاقة المتجددة.

ما المقصود بتوربينات الرياح وشفرات؟

بالرجوع إلى عدة مواقع، فإن مشروع توربينات الرياح يهدف إلى تحويل طاقة الرياح إلى طاقة كهربائية باستخدام توربينات رياح.

يتكون التوربين من شفرات هوائية مثبتة على جهاز دوار، وعندما تتحرك الرياح عبر هذه الشفرات، يتم تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة ميكانيكية عبر حركة الدوار، والتي يتم تحويلها بدورها إلى طاقة كهربائية بواسطة مولد كهربائي.

أما شفرات الهواء، فهي الأجزاء الرئيسية في توربين الرياح التي تستقبل الرياح وتحول طاقتها الحركية إلى طاقة ميكانيكية. الشفرات مصممة بشكل هندسي يسمح لها بتحقيق أعلى كفاءة في امتصاص الرياح. يتكون تصميم الشفرات عادة من مواد خفيفة ولكن قوية مثل الألياف الزجاجية أو البلاستيك المقوى.

وتعد هذه المشاريع جزءًا من الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، حيث تتميز بأنها نظيفة، غير ملوثة، وقادرة على توفير طاقة مستدامة. يتم تركيب توربينات الرياح في مواقع ذات سرعات رياح مرتفعة مثل المناطق الساحلية أو المناطق الجبلي

Your Page Title