أخبار

من ”أوشرم“ إلى العالم: المُلهِم غانم المفتاح يحكي قصة والدته التي اختارت له الحياة

غانم المفتاح

أثير - علاء شمالي

في لحظة صمت صادقة، أنصت الحضور لمشهد لا يُنسى، حيث ارتفعت كلمات غانم المفتاح – الشاب القطري الذي أصبح رمزًا للأمل في العالم العربي – لتلامس القلوب والعقول، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر ”أوشرم“ التي تنظمه الجمعية العُمانية لإدارة الموارد البشرية.

بصوت هادئ، بدأ غانم رواية تفاصيل محطات حياته، منذ اللحظة التي اختارت فيها والدته الحياة بدلًا من الإجهاض، متحدّية التوقعات الطبية واليأس المحيط بهم، ليكون هذا القرار الشرارة الأولى لقصة إيمان غير عادية.

”ولدتُ في الشهر السادس، ونصح الأطباء والدتي بالتخلي عني. لكنها كانت الوحيدة التي آمنت بي وسط شكوك الجميع. قالت لي ذات مرة: لا يمكنني تغيير العالم من أجلك، لكنك تستطيع تغييره بنفسك… ومن هنا بدأت الرحلة“، بهذه الكلمات المؤثرة أعاد غانم صياغة مفهوم القوة.

ورغم إصابته بمتلازمة ”التراجع الذيلي“ – وهي حالة نادرة أثّرت على تكوّن الجزء السفلي من جسده – إلا أنه لم يرضخ لواقع الإعاقة بل واجه تحديات الطفولة، ونظرات الشفقة، وكلمات الاستهزاء، بكل ما أوتي من عزيمة.

واحدة من أبرز محطات تحوّله كانت في التعليم، حين رُفض قبوله في بعض المدارس بسبب عدم تهيئتها لذوي الإعاقة، لكنه لم ينتظر الحلول، بل بادر بنفسه، ”أنشأنا منحدرات، وخصصنا مواقف، وأوجدنا بيئة شاملة… واليوم أصبحت هذه المدرسة نموذجًا للتكامل الحقيقي.“

في حديثه، شدد غانم على أن القيادة لا تتطلب جسدًا كاملًا، بل فكرًا واعيًا مؤمنًا بذاته، موجهًا رسالة لكل من يعيش في دائرة التردد أو اليأس، بالقول: ”تحدياتي كانت جسدية، لكن لم أسأل يومًا: لماذا أنا؟ بل: كيف أتجاوز هذا؟“

غانم المفتاح، الذي أصبح سفيرًا للإرادة الإيجابية، ومشاركًا في محافل دولية – بينها افتتاح كأس العالم 2022 – يرى أن رسالته اليوم لا تتوقف عند الإلهام فقط، بل تمتد لتمكين الآخرين، وبخاصة الشباب، من تحمّل مسؤولياتهم وإعادة تعريف حدودهم الخاصة.

Your Page Title