الأولى

روت قصة خداع بـ 25 مليون دولار: مستشارة تؤكد بأن الذكاء الاصطناعي يُهدد القادة

الدكتورة كيت باركر – مستشارة مجلس الإدارة التنفيذي ورئيسة المستقبليات في نيوم

أثير - ريما الشيخ

قالت الدكتورة كيت باركر – مستشارة مجلس الإدارة التنفيذي ورئيسة المستقبليات في نيوم- إن الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل يشكّلان تحولًا جذريًّا في كل ما نعرفه اليوم، مؤكدة أن العالم كما نعرفه الآن سيبدو مختلفًا بشكل يكاد لا يُصدّق خلال السنوات القليلة المقبلة.

جاء ذلك خلال مشاركتها في اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر أوشرم بنسخته الثامنة ”القيادة في الفضاء الحر“ الذي حضرته “أثير”، حيث أشارت إلى أن العالم يمرّ بحالة من التقلبات العالمية غير المسبوقة، على المستويات الاقتصادية والسياسية والتجارية، وهو ما أدى إلى تغيّر أولويات الدول بصورة متسارعة.

وأوضحت الدكتورة أن النمو البطيء في سوق الوظائف تفاقم، حتى أن عمالقة التقنية – الذين كانوا يُنظر إليهم كمحركات للتغيير – أصبحوا يواجهون موجات متتالية من التسريحات، في ظل تغيّر عميق يطال البنية الداخلية لتلك الصناعات.

واستشهدت في حديثها بحادثة وقعت في شركة هندسية عالمية مقرها لندن ولديها فرع كبير في هونغ كونغ، حيث تم خداع المدير المالي الإقليمي عبر مكالمة Zoom مزيفة، باستخدام تقنية “التزييف العميق” (Deepfake)، أدت إلى تحويل 25 مليون دولار إلى حساب احتيالي، ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي تمكّن من تقليد وجوه وأصوات ثمانية موظفين في مكالمة واحدة بشكل دقيق وخادع.

وأكدت أن هذه الحوادث تفرض تحديات أمنية جديدة أمام قادة المؤسسات، خصوصًا عندما تستهدف التقنيات الاحتيالية الفئة التنفيذية العليا، مضيفة أن هذه التهديدات لم تعد نظريّة بل أصبحت واقعًا يوميًّا.

وفي جانب آخر من حديثها، أشارت إلى أن بيئات العمل الحديثة بدأت تشهد إدخال استخدامات غير تقليدية للذكاء الاصطناعي، مثل “الروبوتات والأفاتارات”، التي يمكنها حضور الاجتماعات، أو إجراء تقييمات الأداء، أو حتى تقديم استشارات قانونية وطبية وهندسية بمستويات عالية من الكفاءة.

وأضافت: نحن نعيش الآن بداية عصر يُعرف باسم BrainNet ، حيث يمكن نقل المشاعر والأفكار بدون كلمات، وهذه التقنية تُمكّن من معرفة ما يفكر به الطرف الآخر لحظة بلحظة، وقد بدأت التجارب الفعلية على ذلك، خصوصًا لفئة ذوي الإعاقة.

وفي استعراضها لنتائج دراسة أعدّتها بالتعاون مع MIT Sloan عام 2022 وشملت أكثر من 5000 قائد من حول العالم، بما فيهم مشاركون من الشرق الأوسط، بيّنت أن:

- فقط 9٪ من القادة يمتلكون المهارات المناسبة لهذا العصر.

- 15٪ فقط لديهم العقلية الملائمة للقيادة في المستقبل.

- 30٪ فقط من المؤسسات مهيأة فعليًا لمنافسة مستقبلية ناجحة.

وذكرت أن هذه الأرقام تكشف واقعًا مقلقًا يتطلب من المؤسسات الإسراع في تطوير قدراتها، مشددة على أن القيادة ستكون “العملة الجديدة” في عالم العمل المستقبلي.

كما استعرضت الدكتورة أربعة اتجاهات رئيسة تشكّل ملامح القيادة اليوم:

1. الأداء البشري: لم يعد التركيز فقط على المهارات التقنية أو الإنتاجية، بل على ما يستطيع الفرد تقديمه كإنسان.

2. العقود الاجتماعية: تعزيز الروابط التي تتجاوز حدود العمل نحو قضايا إنسانية وبيئية.

3. المهارات القيادية عبر أجيال متعددة: خصوصًا مع دخول الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في القيادة الحديثة.

4. رفاهة الموظفين: مشيرة إلى أنه رغم نهاية جائحة كورونا، إلا أن مؤشرات الصحة النفسية والرفاهية لم تتحسن كثيرًا.

وقد دعت القادة إلى:

- تطوير مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي بصورة فورية.

- بناء ثقافة مؤسسية تحتفي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

- تحديد علامتهم القيادية بوضوح أمام فرقهم.

واستشهدت بنماذج قيادية ناجحة مثل إندرا نويي الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة بيبسيكو، التي بنت نموذجًا قياديًا قائمًا على الثقة والاحترام، وكانت مطلوبة عالميًا بعد مغادرتها منصبها، حتى اختارت الجلوس في مجلس إدارة Google كما تطرقت إلى قصة ساتيا ناديلا وتحويله مسار شركة مايكروسوفت من خلال إدخال ثقافة قائمة على التعاطف، ما جعل من هذه القيمة عنصرًا محفزًا للابتكار داخل المؤسسة.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التغيير لم يعد تدريجيًا، بل أصبح هو الواقع الجديد، داعية الجميع إلى اتخاذ قرارات جريئة تخلق مستقبلًا أكثر استدامة وإنسانية.

Your Page Title