من عمان

أكثر من 1000 حريق مركبة في عام واحد، والإهمال أحد الأسباب

حرائق المركبات

أثير - ريما الشيخ

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف إلى مستويات تتجاوز أحيانًا 50 درجة مئوية، تتزايد المخاوف من حوادث حرائق المركبات التي باتت تُسجّل سنويًا أرقامًا لافتة.

وبين الأسباب الفنية والسلوكية، يبرز الإهمال في الصيانة الدورية كمسبب رئيسي، وهو ما تؤكد عليه هيئة الدفاع المدني والإسعاف في جهودها التوعوية المستمرة للحد من هذه الحوادث، وضمان السلامة العامة لمستخدمي الطرق.

حول ذلك، حاورت “أثير” النقيب الجلندى بن محمد البلوشي، رئيس قسم العلاقات العامة في هيئة الدفاع المدني والإسعاف، للحديث عن أبرز الأسباب والإجراءات الوقائية.

أسباب حرائق المركبات

قال النقيب الجلندى بأن السبب الرئيسي في حرائق المركبات يعود إلى إهمال الصيانة الدورية من قِبل أصحاب المركبات، مؤكدًا أهمية فحص الزيت، ومبرد المحرك، والأسلاك الكهربائية بصورة منتظمة.

وأشار إلى أسباب أخرى منها:

- الحمولة الزائدة في الشاحنات، والتي تؤدي إلى احتكاك الإطارات وزيادة احتمالية الاشتعال.

- الحوادث المرورية التي قد ينتج عنها احتكاك يولد شرارة تؤدي إلى الحريق.

- تسرب الزيوت والوقود داخل المركبة.

وبيّن أن الحرائق لا تقتصر على المركبات القديمة فقط، بل حتى المركبات الجديدة معرضة لها إن لم تتم صيانتها ومتابعتها باستمرار.

أهمية وجود مطفأة حريق في المركبة

شدد النقيب على أن مطفأة الحريق تُعد السلاح الأول في مواجهة أي حريق داخل المركبة، خصوصا وأن الشعلة الأولى قد تلتهم المركبة بالكامل خلال 4 إلى 10 دقائق. كما أن قرب أو بُعد موقع المركبة عن مراكز الهيئة قد يؤثر في سرعة الاستجابة، ما يجعل وجود المطفأة أمرًا أساسيًا لحماية الأرواح والممتلكات في اللحظات الأولى من الحريق.

إحصائيات حرائق المركبات لعام 2024م

ذكر النقيب الجلندى أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف تعاملت خلال عام 2024م مع 1047 حريق مركبة، بزيادة قدرها 94 حالة عن عام 2023م، وعدّ أن هذه الزيادة طبيعية نتيجة لزيادة عدد المركبات والازدحامات والتطور في نمط الحياة، لكنه شدد على أن الالتزام بإجراءات السلامة قادر على تقليل هذه النسب.

جهود التوعية والتغطية الميدانية

أشار البلوشي إلى أن قسم العلاقات العامة بالهيئة يُنفذ خطة توعوية خاصة بفصل الصيف، تركز على مخاطر مثل حرائق المركبات، من خلال نشر الرسائل التوعوية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون المستمر مع وسائل الإعلام لضمان وصول الرسالة لأكبر شريحة ممكنة. كما بيّن أن الهيئة تنتشر بمراكزها ونقاطها في جميع المحافظات، بالإضافة إلى إنشاء نقاط إضافية خلال المناسبات مثل مهرجان صلالة السياحي، حيث توضع نقاط قريبة من المسارات المستخدمة بكثافة لتعزيز سرعة الاستجابة.

كيفية التصرف عند نشوب حريق مركبة

قدّم النقيب إرشادات مهمة في حال حدوث حريق، وهي:

- الحفاظ على الهدوء وتجنّب الهلع.

- التوقف بجانب الطريق وعدم الوقوف في منتصفه.

- إخلاء المركبة فورًا من أي ركاب.

- استخدام مطفأة الحريق بحذر، دون فتح غطاء المحرك بسرعة.

- عدم المجازفة إن لم يكن السائق قادرًا على السيطرة على الحريق.

- الابتعاد عن موقع الخطر، ويمكن استخدام الرمل إن لم تتوفر مطفأة.

وأكد ضرورة الإبلاغ الفوري للهيئة من اللحظة الأولى لبدء الحريق.

قنوات التواصل مع الهيئة

أوضح النقيب أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف وفرت تطبيق “نداء” الذي يتيح إرسال البلاغات بشكل فوري مع تحديد الموقع بدقة، كما يمكن التواصل عبر:

رقم الطوارئ: 9999

مركز العمليات: 23433666

وأشار إلى أهمية التطبيق في الحالات الطارئة التي قد يتعرض فيها الشخص للإغماء أو عدم القدرة على التواصل اللفظي، حيث يُرسل الموقع تلقائيًا.

الجوانب القانونية

أوضح النقيب الجلندى أن هناك أطرًا قانونية واضحة تحكم مسؤولية مالكي المركبات، حيث ينص قانون المرور على مجموعة من الاشتراطات المتعلقة بصيانة المركبة، والتأكد من سلامة أجزائها، بما في ذلك الأنظمة الكهربائية والميكانيكية.

وأضاف أن هناك جزاءات قانونية تطبق على من يُهمل صيانة مركبته أو يُجري تعديلات غير قانونية عليها، أو يضيف زوائد قد تؤدي إلى نشوب حريق أو تفاقم الحوادث، مشيرًا إلى أن شرطة عمان السلطانية معنية بمتابعة هذه المخالفات ضمن نطاق التحقيق في مسببات الحوادث، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة عند وجود تجاوزات.

كما شدد على أهمية الالتزام بهذه القوانين، وعدم التهاون في الجوانب الفنية أو القانونية للمركبة، لما لها من دور مباشر في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.

رسالة توعوية

وجّه النقيب في ختام حديثه مع “أثير” رسالة إلى مستخدمي المركبات، خصوصًا المسافرين إلى محافظة ظفار خلال موسم الخريف، بضرورة إجراء الصيانة الدورية قبل السفر، والتأكد من إجراء الصيانة في مراكز معتمدة، مؤكدا أهمية وجود مطفأة حريق في المركبة، والالتزام الدائم بإجراءات السلامة، متمنيًا السلامة للجميع.

Your Page Title