رصد - أثير
يواجه القطاع الصحي في غزة انهيارًا واسعًا جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023م، والتي شلّت قدرة المستشفيات والمراكز الطبية على إنقاذ الأرواح، مع إغلاق عدد كبير من المنشآت، وتقليص الخدمات، واستهداف سيارات الإسعاف، ونفاد الأدوية الأساسية، ما يترك مئات الآلاف من المرضى أمام خطر الموت.
كشف مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، في بيان على صفحته بـ”فيسبوك“ نشرته وكالة الأناضول، عن أرقام وصفها بـ”الصادمة”، مؤكدًا أن ما يجري يتجاوز كونه أزمة إنسانية ليشكّل ”جريمة مكتملة الأركان ضد الحق في الحياة“، وسط مجاعة وأمراض تضرب مئات الآلاف من السكان.
وقال البرش إن إسرائيل قتلت منذ بدء الحرب 61 ألفًا و499 فلسطينيًا، بينهم 18 ألفًا و430 طفلًا، و9 آلاف و300 سيدة، من بينهن 8 آلاف و505 أمهات، كما أُبيدت 2,613 عائلة بالكامل، وفقدت أكثر من 5,943 عائلة أكثر من فرد واحد. وأشار إلى إصابة 153 ألفًا و575 شخصًا بجروح، بينهم 18 ألفًا بحاجة إلى تأهيل عاجل، إضافة إلى 4,800 حالة بتر أطراف، بينهم 718 طفلًا.
وأضاف أن الإبادة استهدفت أيضًا الكوادر الصحية، حيث قُتل 1,590 منهم، بينهم 157 طبيبًا، وتم تدمير أو استهداف 183 سيارة إسعاف. وأوضح أن معدل إشغال المستشفيات وصل إلى 200%، مع بقاء 15 مستشفى فقط قيد العمل من أصل 38، بينها 4 مستشفيات مركزية، بينما لا يعمل سوى 67 مركز رعاية أولية من أصل 157، و40 غرفة عمليات من أصل 110.
وأشار البرش إلى أن المجاعة والأمراض تحصد الأرواح بشكل متزايد، إذ سُجلت 28 ألف حالة سوء تغذية منذ بداية عام 2025، وقُتل 1,750 فلسطينيًا أثناء انتظارهم المساعدات منذ 27 مايو الماضي. كما توفي 101 طفل جراء سوء التغذية منذ 7 أكتوبر، وارتفع العدد إلى 103 وفيات الثلاثاء الماضي، فيما يوجد 500 رضيع في المستشفيات بسبب الجوع، وسُجلت 3,120 حالة إجهاض مرتبطة بالمجاعة.
وذكر أن 300 ألف مريض مزمن مهددون بسبب نقص الدواء، وقد توفي 6,758 منهم، إضافة إلى وفاة 41% من مرضى الكلى و52% من مرضى الأمراض المزمنة بسبب فقدان العلاج، فضلًا عن وفاة ألف مريض قلب للسبب ذاته. وأوضح أن 16 ألف مريض يقفون على قوائم الانتظار للعلاج في الخارج، توفي منهم 633 قبل حصولهم على الموافقة.
وبيّن أن الوضع الوبائي يشهد تفشي أمراض خطيرة، حيث سُجلت 71,338 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، و167 ألف حالة إسهال مزمن، و1,116 حالة حمى شوكية منذ بداية العام، إضافة إلى 64 إصابة بمتلازمة ”غيلان باريه“ النادرة، بينها 3 وفيات.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 288 ألف أسرة بلا مأوى، وأكثر من مليوني مدني تعرضوا للنزوح القسري، ويعيشون في خيام ومدارس أو في الشوارع، وسط غياب المياه النظيفة والصرف الصحي وظروف المعيشة الإنسانية.