مسقط-أثير
كتب المقال: محمد بن أحمد النهاري
ارتقى الصحافي الجسور أنس الشريف وإخوانه محمد قريقع والمصوران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل في قصف صهيوني غادر على خيمتهم في جريمة جديدة من جرائم الإبادة التي لا حد لها، في صمت دولي وإقليمي سيخلده التاريخ في قعر الرذالة والانحطاط الإنساني والأخلاقي.
كان أنس الشريف وإخوانه على درب من سبقوهم يشهدون جرائم الإبادة يوما بعد آخر ويُفجعون في أحبابهم في موتٍ يسبق موتهم؛ فكانوا يركمون الكمد في صمتٍ وجسارة قل نظيرها في غير غزة فيا لعلوهم الذي اعتلوه، ارتشفوا كأس المنايا في كل حركة ولم يظهروا للشاشة غير الحياة والإباء نقلوا لنا الموت بأصنافه بين تجويعٍ وقصفٍ وإعدام ارتكبتها العصابات المارقة الصهيونية بحق غزة وأهلها في شهادةٍ مهنيَّةٍ وموضوعيَّةٍ موثقةٍ فضحت المعايير المتضاربة للقانون الدولي وحماته المتشدقيين في الأنظمة الغربية.
أمضى أنس ومن معه إلى الديَّان شهيدا وشاهدا على أبشع جريمةِ إبادةٍ مصورةٍ في القرن الواحد والعشرين ساروا وفي سويداء قلبهم بركانٌ من الألم والتعب والظلم والجوع والعطش الذي تجرعوه وكل واحدٍ منهم له من الأحباب من سبقه إلى الشهادة ومن لم يسبقهم يذوق ويلات الظلم والتجويع والخذلان وسوء الأدب من بعض ألسنة الشيطان الذين خاضوا فيهم خوض الدنس في الذهب فعجبا لهولاء عند لقاء أعدل العادلين وصحائفهم قد ملئت بالسوء والتعرض للمظلومين وحينها سيعلمون أي منقلب سينقلبون.
أدى أنس ومن معه رسالته الدنيوية شاهدا مجاسرا مقبلا إلى الحق فلم تكن أهوال الموت الذي رأى ترديه خورا بل كان يرفع عن نفسه الظلم محتسبا إلى محكمة سيغيب فيها النظام الدولي ومعاييره وسترفع حجب الأمراض السياسية وتحاذق المتشدقين حفدة ملأ فرعون! وإلى حينها سيؤنس أنسا بين القناديل يسرح في الجنة حيث يشاء منتظرا قصاص ظالميه، فلتهنأ بعد كمدٍ وظلمٍ جائرٍ عشته في عامين تناشدنا أن ارفعوا الظلم عنا، آن الأوان لبحة صوتك أن تهدأ بعد أنين الألم، آن الأوان أن تشبع بعد خواء التجويع آن الأوان أن ترتوي بعد عطش الأيام آن الأوان لتكمل البر مع أبيك فلتعش اليوم عيشا سرمديا هانئا لقد عشت اليوم وبدأ عيشك فلتهنأ.