مسقط-أثير
إعداد: حمد بن سليمان المعولي
تأتي مناسبة المولد النبوي الشريف حاملة في جوهرها معاني الرحمة والصفح والتسامح، التي حمل لواءها رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم والذي بعث رحمة للعالمين وكان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا.
وبمهذه المناسبة العزيزة تفضّل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمنح عفوه السامي الكريم عن عدد من نزلاء السجون المدانين في قضايا مختلفة من مواطنين وغيرهم، وتأتي هذه اللفتة السامية متسقة مع روح المناسبة التي تذكرنا برسالة نبي الرحمة ﷺ الذي بعث رحمة للعالمين، فالعفو الكريم يفتح أمام هؤلاء النزلاء أبواب الأمل لتصحيح مسير حياتهم، وتقويم كل اعوجاج وإصلاح كل خلل، ويعيد إليهم فرصة الاندماج الإيجابي في مجتمعهم، ويجعل منهم سواعد عطاء وبناء.
كما أن هذا العفو السامي يحمل دلالة إنسانية عميقة، تعكس حكمة القيادة والحرص على تعزيز قيم التسامح والصفح في البلاد، وربط السياسات العملية بالمعاني الدينية والروحية السامية، ولتكون كل ذكرى تحمل ذكريات لا تنسى في النفوس.
كما أنها رسالة ثقة في قدرة الإنسان على التوبة والإصلاح، والتغيير والتجديد، وفتح صفحة جديدة ناصعة، وأن العقوبة ليست نهاية الطريق، إنما هي محطة لإعادة البناء، وتعديل السلوك، والتخطيط للاجمل والأفضل.
وهكذا تتجلى في هذا التوجه السامي المعاني النبيلة، والدلالات الجميلة، تربط بين الرحمة النبوية والنهج العماني في رعاية الإنسان وصون كرامته،
فهنيئا لهم ولذويهم هذا العفو السامي، سائلين الله تعالى أن يحفظهم ويجدد حياتهم في ميادين الخير، وحفظ الله جلالة السلطان وأنار سبيله بنور حكمته، وأيده بتوفيقه ولطف عنايته، لتمضي مسيرة بلادنا العزيزة على سبل العدل والإحسان.
وكل عام والجميع يهنأ في ظلال رسالة رحمة العالمين.