مسقط – أثير
أعلن الشيخ طلال بن سعيد المعمري تنحيه من منصب الرئيس التنفيذي لشركة عمانتل في سبتمبر 2025م، بعد أكثر من أحد عشر عامًا قضاها في قيادة الشركة منذ تعيينه في يونيو 2014م، لتطوى بذلك مرحلة اتسمت بتحولات إستراتيجية كبرى عززت مكانة عمانتل كأحد أبرز المؤسسات الوطنية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات محليًّا وإقليميًّا.
ففي فترة قيادته، أشرف المعمري على دمج عمليات الاتصالات الثابتة والمتحركة، الأمر الذي عزز من تكامل العمليات ورسخ الحصة السوقية للشركة في السوق المحلية.
أما على الصعيد الخارجي، قاد الشيخ طلال المعمري إحدى المحطات البارزة في تاريخ عمانتل، تمثلت في الاستحواذ على حصة إستراتيجية مسيطرة في مجموعة زين الكويتية للاتصالات، وهي الصفقة التي أسفرت عن إنشاء التحالف المشترك «زين عمانتل الدولية (ZOI)» الذي يقدم خدماته لما يزيد عن 55 مليون مشترك في ثمانية أسواق إقليمية. وقد أسهم هذا التوسع في تعزيز حضور عمانتل على مستوى المنطقة، ودعم موقع سلطنة عمان كمركز اتصالات دولي عبر شبكة كوابل بحرية مترامية تساهم بنحو 15 بالمائة من إجمالي حركة الربط الإقليمي للبيانات.
وخلال النصف الأول من عام 2025م، واصلت المجموعة تسجيل مؤشرات نمو بارزة؛ إذ بلغت إيراداتها 1.609 مليار ريال عماني بزيادة نسبتها 9.5 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024م، فيما بلغ صافي الربح 161.1 مليون ريال عُماني بزيادة 46.2 بالمائة. وارتفع صافي الربح العائد للمساهمين إلى 34.9 مليون ريال عماني بزيادة نسبتها 25.5 بالمائة. أما في السوق المحلي، فقد حققت الشركة إيرادات بلغت 321.3 مليون ريال عماني بزيادة نسبتها 8 بالمائة، مع حفاظها على موقعها الريادي بحصة سوقية قدرها 40.3 بالمائة في خدمات الهاتف المتنقل، و54.6 بالمائة في خدمات الإنترنت الثابت.
وعلى صعيد التحول الرقمي، شهدت عمانتل في عهد المعمري انتقالًا نوعيًّا من شركة اتصالات تقليدية إلى مزود متكامل للخدمات الرقمية؛ ففي عام 2019م، دشنت خدمات شبكات الجيل الخامس تجاريًّا، ثم توسعت فيها بوتيرة متسارعة عززت ريادتها في السوق المحلي. كما وقعت الشركة تحت قيادته سلسلة من الشراكات الإستراتيجية مع شركات عالمية كبرى مثل هواوي وأمازون ويب سيرفيسز (AWS) وجوجل، بما أسهم في تطوير البنية السحابية الوطنية وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية في السلطنة. وإلى جانب ذلك، أطلقت عمانتل عام 2021م «مختبرات عمانتل للابتكار»، وهي مبادرة وطنية لدعم نمو الشركات الناشئة العمانية عبر توفير بيئة متكاملة للتجربة والتدريب والاستثمار. وأسهمت هذه الجهود في تحويل عمانتل إلى منظومة رقمية متكاملة تواكب تطلعات المشتركين وتنسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 للتحول الرقمي.
وبعد تنحي الشيخ طلال المعمري، قرر مجلس إدارة الشركة تكليف المهندس سامي بن أحمد الغساني، الرئيس التنفيذي للتقنية والرقمنة، بتسيير أعمال الرئيس التنفيذي بالإنابة لمواصلة مسيرة النجاح والتطوير، وبما يضمن استمرار ريادة عمانتل محليًّا وإقليميًّا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
ويعد الغساني من الكفاءات الوطنية البارزة في الشركة بخبرة تتجاوز 24 عامًا، تقلد خلالها عددًا من المناصب القيادية في مجالات تقنية المعلومات والمشاريع والشبكات، إضافة إلى العمليات التشغيلية والتسويق. وقد أسهم بشكل مباشر في صياغة وتنفيذ إستراتيجيات عمانتل التجارية والتقنية على مدى العقدين الماضيين، وساهمت جهوده في تحسين الأداء التشغيلي وتعزيز نمو الإيرادات.
