رصد – أثير
إعداد: ريما الشيخ
تأكيدًا على العلاقات المتينة بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا، وانطلاقًا من حرص البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، يقوم حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - يوم غدًا بزيارة رسمية إلى إسبانيا، حيث سيلتقي بجلالة الملك فيليبي السادس وكبار المسؤولين في الدولة.
فماذا تعرف عزيزنا القارئ عن إسبانيا، الدولة ذات التاريخ العريق، والثقافة المتنوعة، والموقع الاستراتيجي في جنوب غرب أوروبا؟
الاسم والنظام السياسي
يُطلق على إسبانيا رسميًا اسم “مملكة إسبانيا” (Reino de España) عاصمتها مدينة مدريد، وهي دولة ذات نظام ملكي دستوري برلماني، ويرأس الدولة الملك فيليبي السادس منذُ عام 2014، بينما يرأس الحكومة رئيس الوزراء، وتُعدّ المركز السياسي والإداري والمالي للبلاد.
اللغة الرسمية والتنوع اللغوي
اللغة الرسمية في عموم البلاد هي الإسبانية القشتالية، واالتي تُعدّ من أكثر اللغات انتشارًا عالميًا، كما أن هناك لغات إقليمية معترف بها رسميًا في بعض المجتمعات المستقلة، مثل الكاتالونية في كاتالونيا، والباسكية في إقليم الباسك، والجاليكية في جاليسيا، وهي تُستخدم في المؤسسات التعليمية والإدارية المحلية.
التاريخ والهوية
إسبانيا دولة ذات عمق تاريخي كبير، حيث سكنت شعوب كالإيبيريين والفينيقيين والرومان أراضيها، ثم جاء المسلمون في القرن الثامن وأسّسوا حضارة الأندلس التي تركت بصمة معمارية وثقافية واضحة حتى اليوم، وفي عام 1492، شهدت البلاد سقوط آخر الممالك الإسلامية في غرناطة، وبدأت مرحلة التوسع الإمبراطوري الإسباني، حيث أصبحت واحدة من أقوى الإمبراطوريات في العالم.
وفي العصر الحديث، مرت البلاد بفترة حكم ديكتاتوري تحت فرانثيسكو فرانكو حتى وفاته عام 1975، ليبدأ بعدها الانتقال الديمقراطي بقيادة الملك خوان كارلوس، وتُكرّس الدولة دستورها الحالي عام 1978.
السكان والتوزيع الديموغرافي
يبلغ عدد سكان إسبانيا حوالي 47 مليون نسمة حسب تقديرات 2025، وتتركز الكثافة السكانية في المناطق الحضرية، خاصة في مدريد وبرشلونة وفالنسيا، وتشهد البلاد تحديات سكانية مثل انخفاض معدل المواليد وارتفاع نسبة كبار السن، مما يضع ضغوطًا على نظام الرعاية الصحية والتقاعد.
الاقتصاد والقطاعات الحيوية
تُعدّ إسبانيا رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وتتمتع ببنية تحتية حديثة واقتصاد متنوع يشمل السياحة (أكثر من 80 مليون زائر سنويًا)، والصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، والزراعة، كما تُعدّ من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، ولديها صناعة نبيذ مزدهرة.
هذا وتلعب الشركات الإسبانية الكبرى مثل “تيليفونيكا” و“ريبسول” و“إنديتكس” (مالك علامة زارا) دورًا محوريًا في الاقتصاد المحلي والعالمي، كما تُعرف البلاد بنظام قطارات عالي السرعة يربط بين المدن الكبرى.
الثقافة والفنون
الثقافة الإسبانية غنية ومتنوعة، ويظهر ذلك في الفنون، والموسيقى، والرقص، والعمارة، ويُعتبر الفلامنكو من أبرز عناصر الثقافة الشعبية، كما تشتهر البلاد بمهرجاناتها مثل “لا توماتينا” و“سان فيرمين“، ومن أعلام الفن الإسباني: بابلو بيكاسو، وسلفادور دالي، وفرانسيسكو غويا.
وتضم إسبانيا متاحف عالمية المستوى مثل متحف برادو في مدريد، ومتحف بيكاسو في برشلونة، إلى جانب مئات المعالم المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
المعالم السياحية
من أبرز المعالم:
* قصر الحمراء في غرناطة، أحد أعظم إنجازات العمارة الإسلامية.
* كاتدرائية ساغرادا فاميليا، من تصميم أنطوني غاودي.
* متحف غوغنهايم في بلباو.
* جزيرة مايوركا.
* طريق الحجاج إلى سانتياغو دي كومبوستيلا.
المناخ
يتنوع مناخ إسبانيا بشكل كبير بسبب جغرافيتها الواسعة، فبينما يسود المناخ المتوسطي في السواحل، نجد مناخًا قاريًا في الداخل، ومناخًا محيطيًا في الشمال الغربي. تتمتع البلاد بصيف حار وشتاء معتدل، مما يجعلها وجهة سياحية على مدار العام.
السياسة والدبلوماسية
تلعب إسبانيا دورًا فاعلًا في الاتحاد الأوروبي، وهي عضو في الأمم المتحدة، والناتو، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. تدعم مدريد العديد من القضايا الدولية المتعلقة بالتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، والتحول الأخضر.
التعليم والابتكار
تولي إسبانيا اهتمامًا متزايدًا بالبحث العلمي والجامعات، وتضم جامعات مرموقة مثل جامعة برشلونة وجامعة مدريد المستقلة، وتعمل على تطوير برامج الابتكار والطاقة النظيفة.
الرياضة
كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية، وتمتلك إسبانيا أندية عريقة مثل ريال مدريد وبرشلونة، إلى جانب إنجازات رياضية على مستوى التنس وسباقات الدراجات.
المصادر:
الموسوعة البريطانية
BBC News
المعهد الوطني للإحصاء الإسباني (INE)
موقع السياحة الإسباني الرسمي (spain.info)
بيانات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي
موقع اليونسكو
