جلالة السلطان استقبل رئيس وزرائها اليوم: ما الذي يميز اقتصاد بوتان؟

رصد – أثير

‏تفضل حضرة صاحب الجلالةُ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم حفظهُ اللهُ ورعاهُ واستقبل بقصر البركة العامر دولةَ رئيس وزراء مملكة بوتان. وتم خلال المقابلة تناولُ آفاق التّعاون بين البلديْن الصّديقيْن وفرص تطوير الشّراكة الاستثماريّة في شتّى المجالات الاقتصاديّة والتجاريّة، بما يعود بالمنافع المُتبادلة على الشّعبين، ويعزّز مسارات التّنوّع الاقتصاديّ والتّنمية المُستدامة.

تمثل مملكة بوتان، الدولة الصغيرة الواقعة في عمق جبال الهيمالايا بين الهند والصين، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 700 ألف نسمة حسب إحصائيات 2024م، إحدى أكثر التجارب الاقتصادية تفردًا في العالم. فبينما تتسابق الدول لزيادة الناتج المحلي، اختارت بوتان معيارًا مختلفًا تمامًا لقياس نجاحها: مؤشر السعادة القومية الإجمالية (GNH)، الذي يضع رفاه الإنسان والطبيعة قبل النمو المادي.

وعلى الرغم من صغر حجمها ومحدودية مواردها، استطاعت بوتان بناء اقتصاد مستقر يعتمد على التنمية المستدامة، وحماية البيئة، واستثمار موارد طبيعية قليلة لكنها عالية القيمة.

يقوم اقتصاد بوتان على الطبيعة والطاقة المتجددة، تتميز باقتصاد صغير لكنه واعد، يعتمد في أساسه على:

الطاقة الكهرومائية

تُعد الركيزة الكبرى للاقتصاد، حيث توفّر بوتان كميات ضخمة من الكهرباء من أنهارها الجبلية وتصدّر معظم إنتاجها إلى الهند. وتشكّل هذه الصادرات نحو 40% من عائدات الدولة، مما يجعل الطاقة النظيفة أهم مورد اقتصادي للبلاد.

السياحة البيئية عالية القيمة

لا تستقبل بوتان سوى عدد محدود من السياح سنوياً، وفق سياسة ”القيمة العالية – الأثر المنخفض“، ما يضمن الحفاظ على البيئة وفي الوقت نفسه زيادة الدخل.

وتُفرض رسوم يومية على الزائرين، تُستخدم مباشرة لتمويل التعليم والصحة وحماية التراث.

الزراعة العضوية

أعلنت بوتان هدفًا لتكون أول دولة تعتمد بالكامل على الزراعة العضوية، وتعتمد على محاصيل مثل الأرز والفلفل والفواكه الجبلية والعسل الطبيعي. وتعمل الدولة على دعم المزارعين للانتقال إلى الإنتاج الأخضر الذي أصبح مطلوباً عالميًا.

صناعة الحرف التقليدية

تشكل الصناعات اليدوية مثل النسيج والخشب والفنون البوذية مصدر دخل مهم، وتُعد جزءًا من هوية بوتان الثقافية.

قطاعات استثمارية واعدة

رغم قيود البيئة الجبلية، تفتح بوتان أبواب الاستثمار في المجالات الآتية:

• مشاريع الطاقة الكهرومائية المشتركة: إذ تمتلك البلاد أنهارًا لم يُستغل جزء كبير منها بعد، ما يمنح المستثمرين فرصًا طويلة الأجل في الطاقة المتجددة.

• السياحة الراقية والبيئية: بناء النُزل البيئية، مراكز اليوغا والتأمل، والفنادق الجبلية المتخصصة، ضمن إطار احترام البيئة.

• الزراعة العضوية والتصدير: الاستثمار في سلاسل القيمة الزراعية، مثل الأعشاب الطبية، العسل الجبلي، والفواكه النادرة.

• التقنيات الخضراء: تشمل حلول إدارة الغابات، إعادة التدوير، والممارسات الصناعية منخفضة الانبعاثات

اقتصاد أخضر قائم على الاستدامة

تسعى بوتان إلى بناء اقتصاد متوازن يحافظ على البيئة ويستثمر في الإنسان، مستندة إلى الطاقة المتجددة والسياحة المستدامة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات، لتظل نموذجًا عالميًا في التنمية الهادئة والمتوازنة.

المصادر:

البنك الدولي

رويترز

CNN العربية

IFAD