تاريخ عمان

أوصت بإنشاء متحف وطني ومركز بحثي باسم (الخليل بن أحمد الفراهيدي): تفاصيل من ندوة عُمانية مهمة أقيمت في 1994م

الندوة العلمية للتراث العماني

أثير- د. محمد بن حمد العريمي

افتُتحت في قاعة المحاضرات الكبرى بـجامعة السلطان قابوس، خلال شهر ديسمبر من عام 1994م، أعمال الندوة العلمية للتراث العُماني، تحت رعاية السيد فيصل بن علي بن فيصل وزير التراث القومي والثقافة في ذلك الوقت، وذلك في سياق احتفالات سلطنة عُمان بعام التراث، وفي إطار التعاون المشترك بين جامعة السلطان قابوس ووزارة التراث القومي والثقافة.

وقد مثّلت هذه الندوة التي استمرت لمدة أربعة أيام قدّمت خلالها (48) ورقة وبمشاركة (60) عالمًا متخصصًا، إحدى المحطات الأكاديمية البارزة في مسار الدراسات التراثية العُمانية، إذ سعت إلى ترسيخ المنهج العلمي في تناول التراث، وربط المصادر المحلية بالدراسات التحليلية الحديثة، بما يسهم في حفظ الذاكرة الوطنية وتطوير البحث التاريخي.

جريدة عمان. عدد 4 ديسمبر 1994

أهمية الندوة

جاء انعقاد الندوة العلمية للتراث العُماني في ديسمبر 1994م في مرحلة مفصلية من مسيرة الاهتمام المؤسسي بالتراث في سلطنة عُمان، حيث تزامنت مع اتساع حركة التدوين الأكاديمي للتاريخ والتراث العُماني خلال الثمانينيات وبداية التسعينيات، وتنامي الحاجة إلى منهج علمي نقدي في التعامل مع المصادر المحلية (المخطوطات، والسير، والوثائق، والنقوش). كما أن انعقاد الندوة في رحاب جامعة السلطان قابوس بمسقط، بمشاركة نخبة من الباحثين العُمانيين والعرب، وبدعمٍ مؤسسي، عكس إدراك الدولة لأهمية التراث بوصفه ركيزةً للهوية الوطنية.

جريدة عمان. عدد 4 ديسمبر 1994

أهداف الندوة

لعل من بين الأهداف التي سعت الندوة العلمية للتراث العماني إلى تحقيقها: إعادة قراءة التراث العُماني قراءة علمية تعتمد على النقد والتحقيق والمقارنة، وتسليط الضوء على المصادر العُمانية (المخطوطات، والسير، والنقوش، والوثائق) بوصفها مادةً أولية لكتابة التاريخ، وتشجيع البحث الأكاديمي المتخصص في مجالات التراث المادي وغير المادي.

جريدة عمان. عدد 5 ديسمبر 1994

توصيات

خرجت الندوة العلمية للتراث العُماني بجملةٍ من التوصيات التي عكست وعي المشاركين بأهمية التراث وضرورة التعامل معه بوصفه رصيدًا معرفيًا وثقافيًا متجددًا، من أبرزها: مواصلة عقد الندوات العلمية المتخصصة، بما يتيح الإحاطة الشاملة بالتراث العُماني في تنوّعه وثرائه، والنظر إليه باعتباره معينًا علميًا ومعرفيًا لا ينضب، وركيزةً أساسية من ركائز الهوية الثقافية.

ومن بينها، طباعة ونشر أعمال الندوة ومداولاتها في إصدارٍ علمي متكامل، والعمل على توزيعه توزيعًا واسعًا، ليكون منطلقًا لتعميم المعرفة بالتراث العُماني، وتعزيز الوعي بمكانته وأبعاده الحضارية.

وكذلك: دعم المؤسسات الثقافية والعلمية والفكرية المعنية بالتراث العُماني والعربي والإسلامي، وتمكينها من أداء دورها في إبراز منزلة هذا التراث ضمن السياق الإنساني العام، وتوظيفه في خدمة الإنسان العربي المعاصر.

ومن بين التوصيات: إنشاء متحف وطني شامل يُعنى بإبراز مختلف مواطن التراث العُماني، إلى جانب العناية بالمتاحف القائمة وتطويرها، بما يبرز الخصوصيات الثقافية والتاريخية لمحافظات سلطنة عُمان المختلفة.

كما أوصت بإعداد موسوعة علمية تُعنى بمصطلحات التراث العُماني ومفاهيمه، وتوفّر مرجعًا علميًا موحّدًا يخدم الباحثين والدارسين والمهتمين.

وأوصت الندوة كذلك بمواصلة إصدار مجلة الدراسات العُمانية بوصفها منبرًا أكاديميًا متخصصًا في نشر البحوث العلمية الرصينة المتعلقة بالتاريخ والتراث والثقافة العُمانية.

ومن ضمن المقترحات: إنشاء مركز للبحث والدراسات اللغوية والمعجمية تحت مسمى (الخليل بن أحمد الفراهيدي)، يُعنى بالدراسات اللغوية والمعجمية، ويسهم في خدمة اللغة العربية والتراث اللغوي العُماني ضمن إطارٍ علمي مؤسسي.

جريدة عمان. عدد 6 ديسمبر 1994

المراجع

  • - جريدة عمان. أعداد 4، 5، 6 ديسمبر 1994
Your Page Title