أبجد

عن سقوط مدوٍ من عيني!

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

عن سقوط مدوٍ من عيني! 

سعدية مفرح

سعدية مفرح

 

تساقطوا.. تساقطوا.. أو اسقطوا بكامل وعيكم وعظيم مؤامراتكم، وبالسرعة ذاتها التي كانت سبيلكم للخيانة والأذى.. والأسى!   

 

***     ***      ***

 

من يسقط من عيني مرةً ستكون هي المرة الأولى والأخيرة، ولن يعود إلى عيني ثانيةً  بعد أن يتلوث بغبار الطريق أبداً.

العين شديدة الحساسية والرهافة فلا تحتمل شوائب الأصدقاء ولا قذاهم ولا أذاهم عندما يصدر منهم بقصد وتعمد، ذلك أنه لا يكون شائبة وأذى وقذى إلا إن كانت متقصدا ومتعمدا، أما إن كان على سبيل النيران الصديقة فلا بأس ولا ضرر ولا ضرار.. وأيضا بحب ومودة وجمال، فالعين لا تتحمل إلا من يسكنها بحب ومودة وجمال، ولهذا خُلق الأصدقاء، ليكونوا مادة الحب والمودة والجمال.

 

***     ***      ***

 

تساقطوا.. تساقطوا.. فإنكم تعاقبون نفوسكم الرديئة على رداءتها وحسب!

 

 ***     ***      ***

 

لا أتذكر أن أحداً سقط من عيني ذات يوم وعاد إليها.. أبداً!

قد أسامح وقد أتجاهل وقد أتناسى.. لكنني لن أعيده إلى مكانه الأول ، فهناك أمكنة أخرى موزعة في مجازات الجسد وفراغات الروح لكنها لا ترقى لضرورة البصر ونبل البصيرة.

 

 ***     ***      ***

 

تساقطوا بمهارة مواهبكم الخفية وطلاوة ألسنتكم العلنية، هكذا.. هكذا.. من علو الصداقة الشاهقة وسموها الأكيد إلى مهاوي الخيانة ومستنقعات الذل!

 

 ***     ***      ***

 

إن التسامح والتجاهل والنسيان فضائل قد نحظى بها فعلاً فيستفيد منها لدينا من يريد الاستفادة منها تراجعاً عن طريق الأذي المتعمد أو تحايلاً عليه، ولكن هذه الفضائل على عظمتها لا يمكن أن تسلبنا حقنا في حماية بصيرتنا من كل ما يعترضها، ولن تستطيع أن تقنعنا بلدغة ثالثة من الجحر نفسه!  

 

***     ***      ***

 

تساقطوا.. تساقطوا من عيني فلا يليق بكم إلا السقوط، ولا يليق بعيني سوى الأنقياء وذوي الكبرياء!

 

***     ***      ***

 

يسقط الساقطون من محاجر العيون بمحض إرادتهم، لا نسقطهم ولكنهم يسقطون ذلك أن فعل السقوط فعل ذاتي يقوم به المرء بنفسه لنفسه عبر سبل كثيرة ليس أقساها الخيانة ولكن تبدو في مقدمة السبل إحصائياً. كلما رصدت حالة سقوط مدوٍ لصديق مفترض أجد أنه غالباً فعل ذلك في سبيل الخيانة ونتيجة له، وأنه سقط في مستنقعها فلا يحق له بعد ذلك العودة الى مكانه الأول لأنه لم يعد مكانه، لكنه قد يجاهد في سبيل نيل غفران من خانه، أو تجاهله أو حتى نسيانه ، وقد ينجح فعلا،    لكنه سيبقى عمره الباقي كله قابعا في ذكريات مستنقع السقوط الراكد ومختنقا برائحة الخيانة العطنة، لا يتنفس ولا يموت!  

 

***     ***      ***

 

تساقطوا.. تساقطوا؛ مفرداً ومثنى وثلاث ورباع، أفراداً وجماعات، وحداناً وزرافات، فو الذي قلبي بيده، لن تعودوا أبداً. ذلك أدنى أن تُعرفوا!   

 

Your Page Title