باريس-الطيب ولد العروسي
يعرف الرئيس الفرنسي جاك شيراك باهتمامه الثقافي والفني، وأنجز كثيرامن المشاريع الثقافية سواء حينما كان رئيسا لبلدية باريس، أو رئيسا للجمهورية الفرنسية، فعلى سبيل المثال شيد متحف “كاي برونلي”، الذي يهتم بالحضارات القديمة، غير الأوروبية، إذ أصبح مكملا لما تعرضه المتاحف الباريسية الأخرى، ولقد مر على افتتاحه عشر سنوات، وبهذه المناسبة نظم مسؤولو المتحف معرضا تحت عنوان “جاك شيراك أو حوار الثقافات”، يستمر إلى غاية 9 أكتوبرالقادم ويقدم صورة ثقافية حول الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية، الذي اهتم بالحضارات غير الأوربية يوجد هذا المنجز الثقافي المنطقة الخامسة عشر من باريس، على ضفاف السين.
يبين هذا المعرض اهتمام الرئيس شيراك بالثقافة منذ كان طفلا، كان مولعا بزيارة المتاحف والتردد على النقاشات الثقافية، ويعد واحدا من شهود عيان تطور الثورة الثقافية التي رأتها أوروبا في القرن العشرين، تم اكتشفه تدريجيا النعرات العرقية التي قادته لمعرفة ثقافات العالم مع المزيد من الاهتمام والاحترام والتأمل. وهذا المعرض يعد بمثابة (إعادة) اكتشاف اهتمام الرئيس السابق إلى قارة آسيا، واليابان على وجه الخصوص، وإلى اكتشاف فن ما قبل الكولومبي، هذا الفن الذي خصص له معرضا بعنوان ” “تينو” عام 1994 في القصر الصغير المحاذي لجادة الشانزليزيه. “أكثر من خمسين فترة تاريخية، يجدهم الزائر وهم يزينون مسار المعرض، إضافة إلى خمسين موقفا من المعطيات الثقافية التي تقرّب مواقف التاريخ السياسي والثقافي الفرنسي مع الدول الأوروبية أو العالمية مع اختيار – مواقف متميزة – لرجل السياسة الفرنسي. ولتوضيح القضايا الخاصة بكل من هذه الأحداث، تم عرض أكثر من 200 قطعة جيء بها من متاحف فرنسية وآسيوية وأفريقية وشمال أميركية وأسترالية ومن التراث الإسلامي، مع صور لزيارات شيراك في مختلف القارات ونصوص من مذكراته. عرضت على شكل (لوحات وصور ووثائق ومنحوتات…)، لإنشاء حوار بين الرجل والقرن الذي عاش فيه.
أعربت زوجة شيراك عن سرورها بمناسبة افتتاح المعرض حيث أكدت قائلة: ” يشبه هذا المعرض الرئيس شيراك لأنه كان دائما ملتفت إلى الآخرين وإلى الفرنسيين. وهو معرض يظهر أن فرنسا لن تكون كبيرة إلا في حوارها مع الثقافات الأخرى ومع الآخرين، الأمر الذي يمثل رسالة قوية جداً. وجئت أحييكم جميعاً أنتم الذين واكبتمونا خلال سنوات وشاركتمونا في حياتنا. عشنا معاً قصة جميلة… قصة حياة في خدمة فرنسا والفرنسيين”.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند هو الذي افتتح المعرض، وكان مصحوبا بوفد كبير من الوزراء والمسؤولين في الدولة، إضافة إلى وجود عائلة الرئيس جاك شيراك الذي لم يستطع الحضور لأسباب صحية.
كما تم إطلاق اسم جاك شيراك على هذا المتحف المتميز.