أخبار

أدونيس : اكتشفت أن كلّ تاريخنا كان مزورا

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

باريس – الطيب ولد العروسي

 

صدر للشاعر السوري أدونيس كتاب جديد في باريس، عن منشورات “سوي” seuil ، تحت عنوان “العنف والإسلام” « Violence et islam » ، وهو عبارة عن حوار طويل (يقع في 186 صفحة” أجرته معه الأستاذة حورية عبد الواحد في جامعة ديدرو في علم النفس، ومترجمة. ومؤلفة للعديد من الكتب نذكر منها ” شخصيات نسائية من الإسلام”، الصادر عام 2012

يقر أدونيس قائلا: “اكتشفت أن كل تاريخنا كان مزورا، وملفقا من كل جانب، وأن الذين خلقوا الحضارة العربية وعظمتها تمت إدانتهم، ورفضهم، وسجنهم وحتى صلبهم. يجب علينا أن نعيد قراءة هذه الحضارة بنظرة إنسانية نظرة جديدة “، إذ يؤكد في كتابه “العنف والإسلام”، بأننا “نعلم جميعا حماقة بعض القادة العرب، أي أولئك الذين قاموا بمجازر ضد شعوبهم، وكراهيتهم للحريات المدنية. ولكن اليوم، تقوم الدولة الإسلامية بالدعوة إلى تطبيق شريعة بربرية أبعد من الخيال. لأن مهمتها تتمثل في تطهير أرض الإسلام أي شيء من شأنه أن يضر نقاوتها. وهي تقوم بأسوأ الجرائم: جرائم القتل والاغتصاب والمجازر الجماعية والنهب وبيع النساء بالمزاد، وتدمير المواقع الأثرية والتاريخية”، ثم يواصل الشاعر في إدانته لهذه العمليات التخريبية التي لا علاقة لها بالإسلام والمتمثلة أيضا في إدانة الآخر الذي تنحى نحو الخراب. “الخراب، يقول أدونيس، هو ما يعني الحالة الراهنة في العالم العربي، عالم حيث نسيس الدين والمقدس.”

وعليه فحسب أدونيس فإنه من الأهمية بمكان اليوم التفكير في معنى هذا الخراب. حيث يسترجع أدونيس “كشاعر ملتزم بعض المواضيع التي تطرق إليها في قصائده مثل الدين، التطرف، الهجمات الإرهابية، وفشل الربيع العربي، والمرأة والأنوثة، و الالتزام الفكري والشعر في أوقات الشدة …”، كما يؤكد على ذلك الناشر، الذي يرى بأن هذا الكتاب يحتوي على “مقابلات مع الشاعر تسمح بمزيد من التفكير الجريء” ، لأن هذا يسمح بمزيد من التفكير الجريء وبحرية في أعماق” ما يطلق عيها أدونيس ” بجهنمية الثقافة العربية” .

يدرس الشاعر أدونيس الحالة الراهنة للعالم العربي، حيث يثور على كل من سيسوا الدين والمقدس لخدمة أغراضهم، فعوضوا الحوار والانفتاح عن الآخر بالتطرف وبالهجمات الإرهابية . وهو يرى بأنه “ليس هناك إسلام حقيقي وإسلام غير حقيقي إنما قد يكون هناك مسلمون معتدلون ومسلمون متطرفون تبعا لقراءاتهم وتأويلاتهم.. لكن الإسلام واحد”. كما يؤكد الشاعر على التفكير فعليا في وجوب وقوع قطيعة مع الموروث “في الثقافة العربية الراهنة مع القراءة السائدة للدين وإرساء قراءة جديدة (للدين) تفصل فصلا كاملا بين الدين والدولة”، لأن الإسلام يحتاج إلى غربلة وقراءة ” مئات بل آلاف الفقهاء، الذين ليس لديهم أي تجديد أو ابتكار، فهم فقط يقلّدون أسلافهم تقليدا أعمى دون وعي أو فكر”.

Your Page Title