أخبار عالمية

البقرة ..فيلم لمخرج جزائري يعرض في العديد من قاعات العرض السينمائي الفرنسية

البقرة ..فيلم لمخرج جزائري يعرض في العديد من قاعات العرض السينمائي الفرنسية
البقرة ..فيلم لمخرج جزائري يعرض في العديد من قاعات العرض السينمائي الفرنسية البقرة ..فيلم لمخرج جزائري يعرض في العديد من قاعات العرض السينمائي الفرنسية

باريس-الطيب ولد العروسي

بعد أن توج فيلم البقرة بالعديد من الجوائز العربية والفرنسية، تمت برمجته في العديد من قاعات العرض السينمائية الفرنسية بداية من يوم الاثنين 15 يناير  2016، وهو يحكي قصة فلاح جزائري متواضع حلمه الوحيد المشاركة في معرض الفلاحة بباريس ليقدم بقرته “جاكلين”، التي يخصص لها كامل وقته للاعتناء بها، ويعيل أسرته من قطعة أرض جرداء، يحاول فلاحتها وغرس ما تتطلبه أسرته من غذاء يومي، وكان في كل سنة يراسل المشرفين على المعرض، حتى تم قبوله، شرط أن يأخذ على عاتقه تكلفة التذكرة والإقامة، وجدت هذه الدعوى صدى جيدا في القرية التي يسكن فيها، اجتمع أهلها ولموا له مبلغا ماليا يسمح له بالسفر إلى مرسيليا، ومن هناك، يواصل رحلته وبقرته مشيا على الأقدام حتى باريس، وذلك في إطار كوميدي ساخر، وكان أثناء سيره يلتقي مع سكان القرى التي كان يمر بها، والذين تفاعلوا معه، وكان يكتشف عاداتهم وتقاليدهم، ووجد منهم عناية واهتمام كبيرين.

تزامن مروره بأحد القرى بوجود حفلة، كان أهلها يرقصون ويشربون على أنغام موسيقى مختلفة، فاستدعوه ليشرب معهم، لكنه رفض لأنه لا يتناول المشروبات المسكرة، فقدموا له “عصير الأجاص”، الذي أسكره وتركه يفقد توازنه، أخذوا له صورة وأرسلوها إلى قريته، الشيء الذي أزعج زوجته ووالدها، واصل مسيرته مهموما، دخلت في الوحل، فجاء مالك الأرض يتفقد مزارعه فوجده، ثم أخذه معه إلى قصره، وهنا نشأت علاقة إنسانية رائعة، بين مالك كبير، وفلاح بسيط ساذج، لاحظ الفلاح المالك متعبا ومنهكا وقلقا فأراد معرفة “هموم” هذا الغني الذي يتربع على قصور وأملاك كثيرة، مما تركه يكتشف الآخر الذي أمامه، والذي تنحصر مشكلته في المشاركة في السباق الذي ينظمه المعرض الفلاحي، وفي إقناع زوجته بأن ما حدث له كان في القرية التي مر بها، سحابة عابرة، وهو يحترمها ولا يريدها أن تتخلى عنه، فكتب له المالك رسالة عبر لها فيها عن حب زوجها لها. كل ذلك في جو ساخر ومضحك، مما يذكرنا في فيلم الممثل الفرنسي الشهير فيرنانديل “البقرة والسجين”، أو في كتابات مارسيل بانيول الذي اهتم من خلالها بحياة الفلاحين والبسطاء في الجنوب الفرنسي، ظل الفلاح صامدا ومواصلا طريقه، وعبر هذا السفر يتطرق المخرج إلى ثقافات المزارعين، ويسلط الضوء على الاختلافات لتسليط الضوء على أفضل أوجه التشابه.

كان الأداء الرئيسي في هذا الفيلم لمجموعة من الممثلين الكبار، مثل جمال دبوز، والممثل الفرنسي الشهير لامبير ويلسون، وإعطاء الألوان الجميلة للفيلم، تفوز البقرة  جاكلين وتحصل على جائزة الجمهور الذي تعامل مع الفلاح منذ أن خصصت له وسائل الإعلام الفرنسية عدة مواضيع اجتماعية وثقافية وسياسية وإنسانية مختلفة
يذكر أن المخرج والكاتب الجزائري محمد حميدي من مواليد 14 اكتوبر 1972 في مدينة “بوندي” بالقرب من باريس، وهو سليل مدينة ندرومة الجزائرية، القريبة من الحدود المغربية،  قدم أول فيلم له بعنوان “ولد في مكان ما” ، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا عندما شارك في دورة مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2013.


Your Page Title