باريس- الطيب ولد العروسي
تعرض في مسرح “المدينة” بحي “شاتليه” ( من 31 مارس إلى 3 أبريل المقبل ) بباريس مسرحية حول التراجيديا الفلسطينية بعنوان “أوصاف التدمير”، من إخراج آدلين روزنشتاين Adeline Rosenstein ، والمسرحية عبارة عن عرض وثائقي حول القضية الفلسطينية، منذ عام 1799، حيث تصف الفوضى والتلفيق الذي يلف تاريخ وحضارة المنطقة، وبشكل خاص فلسطين، وذلك عبر قراءات لشهادات ووقائع خطيرة جدا حول موضوع مأساوي. فتماشيا مع ما يقدمه المسرح الوثائقي، فإننا نجد أنفسنا أمام وصف الخراب الذي يمتزج فيه الخيال بالمعرفة للأجوبة على أسئلة محيرة حول القضية الفلسطينية تقدم في سلسلة من أربع حلقات تغطي الفترة التاريخية من 1799 إلى 1908. وحسب المخرجة والمناضلة الألمانية الشابة أدلين روزنشتاين التي تجلس وراء مكتبها في المسرحية، فإننا نراها منشغلة بما يمكن جمعه وقوله وتقديمه من شهادات وعبر تشتمل على حقائق وخرائط، وحجج دامغة. ولكنها في كثير من الأحيان تترك ممثلي المسرحية يقدمون أشياء إضافية هم كذلك، لكي تجمع بين قضايا منبثقة من معطيات ومسرحيات تاريخية عربية غير معروفة، حيث يتم بناء وتشكيل القضايا التي أثيرت والتي تمنح للمشاهدين مفاتيح جديدة للتوغل بطريقة أكثر موضوعيه في عالم القضية الفلسطينية. وحول هذا الصراع الطويل: كفلسطينيين وعرب، وكمتفرجين من كل الشرائح الاجتماعية من الغرب، إذ يمكن تلخيص هذه المسألة على النحو التالي: كمواطن وكمتفرج.
تطرح المخرجة ماذا يمكن أن يقدم المسرح من أجل القضية الفلسطينية المتشابكة بشكل موضوعي ينفذ إلى العقل الأوروبي دون لف ودوران؟ وللبحث على أجوبة، أجرت المخرجة مقابلات مع فنانين غربيين من مختلف الأعمار كانوا قد عاشوا بضعة أشهر في الأراضي المحتلة، أو في فلسطين في أوقات مختلفة نفس الأحداث. إذ تؤكد بأن مشروعها “أوصاف التدمير ” ولد من الرغبة في مواجهة هذه المحادثات والاعتماد على مقتطفات من الدراما التاريخية العربية التي تتعامل مع نفس الأحداث. أمنح الكلمة للمسرحيين من دول عربية يبدو لي أفضل طريقة لإفساح المجال لمنظور غير أوروبي للصراع. ، ثم تواصل، كان اللقاء مع الكاتب والباحث الفلسطيني مسعود حمدان (سكان حيفا) حاسما لبدء البحث وترجمة هذه المقتطفات.” المستوحاة من المجموعة الشعرية “مفاتيح الحكاية”، وهذه النّصوص هي “مشروع هدم للراهن، وإفساد متعمّد لانتصارات الاحتلال، هي مقولات تزجّ برواية الجاني وراهنه إلى الهامش، وتحتفي بالمتن التاريخيّ الفلسطينيّ وترسّخ الذّاكرة كمرجع وكسلطة يستحيل محوها أو مصادرتها. هكذا، فيما الشّاعر يفتحُ الحكايات الفلسطينيّة متعدّدة الوجوه، يرسمُ أيضاً مغاليقها وطرقها الوعرة الشّائكة على مرّ التاريخ الفلسطينيّ الحديث.”، كما تؤكد على ذلك الشاعرة الفلسطينية ريم غنايم.