مسقط-أثير
اختتمت الدورة التدريبية الرابعة لمشروع صناع القادة الثاني ضمن دورات المربع الثاني للمشروع في القيادة المؤسسية والتي جاءت بعنوان دورة القيادة الروحية التي تعد من الدورات المهمة للقادة وقد نفذها المدرب المبدع المستشار بخيت الشبلي على مدى ثلاثة أيام ابتداء من 15 نوفمبر 2016م ولغاية 17 نوفمبر 2016م بمقر النادي الثقافي بالقرم.

واكتسب القادة من خلال الدورة مهارات عملية وفكرية وروحية كثيرة نحو معرفة قيادية روحية أعاد فيها أعضاء مشروع صناع القادة الرؤية للحياة من منظور آخر ، والقيادة بمعنى آخر، حيث تطرق المحاضر بدورته المتميزة إلى محاور كثيرة تعرف من خلالها أعضاء المشروع في البداية على مفهوم القيادة الروحية والفرق بينها وبين القيادة الروحانية ، كما تطرق إلى بعض نقاط القيادة الروحية بعصر الحضارات القديمة مثل حضارة الاندلس وما لهذه القيادة من إيجابيات في إدارة البشر ، حيث كان لقيادة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه بعد قيادي وأخلاقي وروحي كبير حيث تعد قيادة الرسول عليه الصلاة والسلام مدرسة من مدارس القيادة الروحية والفكرية والأخلاقية والعلمية والثقافية ، كما تناول المدرب مفهوم سلم المعرفة الذي يستطيع من خلاله الإنسان فهم الحياة بطريقة معرفية واضحة وفي كيفية التعامل مع مختلف المعارف التي تصله وكيف يتطور سلم المعرفة لدى الانسان بتطور خبراته ومعارفه واتجاهاته الفكرية ، وكذلك ركز الأستاذ بخيت على مسألة وقوع بعض الناس في تحول العبادة لديهم لعادة تخلو من روح العبادة ولا تؤثر في حياتهم حيث بين بأنه ينبغي على الجميع تغيير عاداتهم اليومية من كونها عادة إلى عبادة بتغيير النيات.

ومن المحاور الجميلة التي تناولها المحاضر هو مولد السلوك والذي يتكون من ثلاثة مكونات رئيسية وهي المدخلات والعمليات والمخرجات وقدم خلالها مجموعة من القصص التي تحاكي هذا السلوك وما ينبغي للشخص القيام به عند التعرض لأي حدث في حياته قبل القدوم على أي ردة فعل ، فيما تم إثراء النقاش في موضوع العوالم الثلاث المؤثرة في القيادة الروحية وهي الأفكار والاشخاص والأشياء وما لها من نتائج وخيمة اذا لم يتم التعامل معها بروح التقبل والتطوير ، كما تطرق المحاضر إلى مجموعة من النظريات الغربية وما لهذه النظريات من اختلاف مع المنهج الإسلامي وركز على ضرورة فهم هذه النظريات أولاً قبل تنفيذها وهل هي تتوافق مع المنهج الإسلامي أم تخالفه كما تطرق حول الآليات التي ينبغي علينا فعلها في حالة وجود نظريات غربية تتعارض مع المنهج الإسلامي ، كما عرض المحاضر مجموعة من النظريات والدراسات المتعلقة بالقيادة الروحية وما لها من فائدة في صقل خبرات المتدربين بها. دورة القيادة الروحية من الدورات التي ستحدث فارقا كبيرا لدى اعضاء مشروع صناع القادة الذين يصنعون الفرق في مجتمعاتهم مستقبلا.

وتزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني السادس والاربعين المجيد احتفلت إدارة المشروع بالعيد في آخر ايام الدورة التدريبية سائلين المولى عز وجل ان يديم الصحة والعافية على باني هذا الوطن الغالي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.

الجدير بالذكر بأن المشروع سيواصل برامجه التدريبية من خلال تقديم دورة القيادة الخلاقة وغيرها من الدورات تمهيدا لدخول المتدربين للمعسكر التدريبي القيادي الختامي في نهاية العام.