مسقط-أثير
أكد أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة الرئيس الامريكي في قصر الدرعية بالرياض بالمملكة العربية السعودية مساء امس في ختام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة الرئيس الأمريكي على الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار للمنطقة.
واستعرض القادة في البيان الختامي الذي صدر عن القمة التقدم الملموس الذي تم احرازه منذ القمة الأولى التي عقدت في كامب ديفيد في مايو 2015م بما في ذلك التدابير التي اتخذت لتعزيز التعاون بين مجلس التعاون والولايات المتحدة وتعميق الشراكة بينهما.. مؤكدين دعمهم المبادئ المشتركة التي تم الاتفاق عليها في كامب ديفيد بما في ذلك إدراكهم المشترك بأنه ما من حل عسكري للصراعات الأهلية المسلحة في المنطقة التي لا يمكن حلها إلا من خلال السبل السياسية والسلمية واحترام سيادة جميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وكذلك الحاجة لحوكمة شاملة تشمل حماية الأقليات واحترام حقوق الإنسان في الدول التي تمر بتلك الصراعات.
وأكد البيان ان القادة أبدوا التزامهم باتخاذ المزيد من الخطوات العاجلة لتكثيف الحملة لهزيمة تنظيم -داعش- وتنظيم القاعدة وتخفيف حدة الصراعات الاقليمية والسعي لإيجاد الحلول لها، وتعزيز قدرة دول مجلس التعاون على التصدي للتهديدات الخارجية والداخلية والعمل معاً للحد من التوترات الاقليمية والطائفية التي تغذي عدم الاستقرار.
وأوضح البيان ان القادة أعربوا عن تضامنهم مع الشعب السوري.. مؤكدين أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 القاضي بالسماح بالوصول الفوري للمساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها .. معبرين عن قلقهم العميق بشأن معاناة اللاجئين والنازحين داخل سوريا.. مرحبين بخطط الولايات المتحدة لعقد قمة رفيعة المستوى حول وضع اللاجئين في سبتمبر 2016 ومما يتيحه ذلك من فرص لحشد المزيد من الدعم الدولي.
وأشار البيان الختامي للقمة الى ان مجلس التعاون والولايات المتحدة رحبا بالتقدم المحرز في تقويض مكاسب -داعش- على الأرض في كل من سوريا والعراق.. مؤكدين التزامهما المشترك بمحاربة الإرهاب بكافة اشكاله.
ووضح البيان ان الولايات المتحدة رحبت بمشاركة ودعم دول مجلس التعاون في التحالف الدولي ضد تنظيم -داعش- مشيدة بالجهود الحازمة لدول مجلس التعاون في منع الهجمات الإرهابية وتبادل المعلومات حول المقاتلين الأجانب في التنظيمات الإرهابية والأعمال التي قامت بها دول المجلس في مكافحة خطاب وفكر تنظيم/داعش/ ورسائله الإرهابية وجهودها الشاملة لمكافحة التطرف العنيف.
وقال البيان ان القادة تعهدوا بدراسة معمقة لعروض الولايات المتحدة للتعاون في مجال الأمن البحري والوصول على وجه السرعة الى اتفاق حول الخطوات اللازمة لتنفيذ نظام دفاعي تكاملي للإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية.. مشددين على ضرورة الحوار الموسع لحل الصراعات في المنطقة واهتمامهما المشترك في تخفيف التوترات الطائفية.
وأوضح البيان ان الولايات المتحدة أكدت استعدادها للعمل سوياً مع دول مجلس التعاون لردع ومواجهة أي تهديد خارجي يستهدف سلامة أراضي أي من دول مجلس التعاون يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة.
وقال البيان ان دول المجلس أيدت توسعة نطاق التعاون مع الولايات المتحدة في مجال أمن الفضاء الإلكترونية الامن السيبراني وتبني معايير التشفير الإلكتروني التي وضعتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ودول مجموعة العشرين.
وأضاف البيان الختامي للقمة ان الولايات المتحدة أبدت استعدادها لدعم جهود مجلس التعاون في تنويع اقتصاداتها والتكيف مع التحديات الاقتصادية الناجمة عن انخفاض اسعار النفط والديموغرافيات المتغيرة واحتياجات الحوكمة الفعالة وفي سبيل ذلك وافقت دول مجلس التعاون على مقترح الولايات المتحدة بإطلاق حوار اقتصادي على المستوى الوزاري بين الجانبين عام 2016 وذلك استكمالاً للأنشطة القائمة بموجب الاتفاقية الإطارية بين الجانبين حول التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني” الموقعة عام 2012 وبالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين.
وأشار البيان الى ان القادة أكدوا على المنافع المتبادلة للتعاون بين الجانبين في مجال قضايا المناخ وعبروا عن التزامهم بالسعي نحو تبني تعديلات مناسبة لبروتوكول مونتريال في 2016م للتخلص من انبعاثات (هايدروفلوروكاربون).
كما أشار الى ان القادة أكدوا كذلك التزامهم بمواصلة التنسيق الوثيق بين مجلس التعاون والولايات المتحدة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع من الجانبين والسعي لعقد قمة سنوية على مستوى القادة.. ورحبت الولايات المتحدة برغبة مجلس التعاون في افتتاح مكتب في واشنطن لمتابعة هذه الشراكة، وتعهدت ببذل الجهود لتحقيق ذلك.. ووجه القادة بأن تجتمع كافة مجموعات العمل المشتركة مرتين على الأقل في السنة وذلك بهدف تسريع وتيرة الشراكة حول مكافحة الإرهاب وتيسير نقل القدرات الدفاعية الحساسة والدفاع ضد الصواريخ الباليستية والجاهزية العسكرية والأمن الإلكتروني السيبراني.
واختتم البيان الختامي للقمة الخليجية الامريكية بالتأكد على ان القادة أعربوا عن ارتياحهم لمسيرة الشراكة الدائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة التي تحقق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.