أثير- فاطمة اللواتية
تطورت العلاقات بين السلطنة ودولة الكويت الشقيقة منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في يوليو عام 1970م، وانعكس تطور العلاقات على العديد من الجوانب المختلفة.
ولمّا كانت دولة الكويت معروفة بتعاونها وإسهاماتها الدائمة مع كافة الدول العربية ودول الخليج خاصة ًفي كافة المجالات، كان لها دور وإسهام في الإعلام العماني وبخاصة في بدايته في فترة السبعينيات، وذلك من الجوانب الإدارية، والفنية، والبرامجية، وغيرها.
وعلى الرغم من أن التعاون الإعلامي بين السلطنة ودولة الكويت لم ينل نصيبه من التوثيق الشامل؛ إلا أن كتاب (هنا عُمان: نشأة وتطور إذاعة سلطنة عُمان من 1970م- 1979م) تضمن العديد من الإشارات إلى هذا التعاون، ومدى إسهام الخبرات الإعلامية لدولة الكويت في إذاعة سلطنة عُمان تحديداً.
ومن هذا المنطلق، تقدم “أثير” للقارئ نبذة عن إسهام الخبرات الإعلامية الكويتية في إذاعة سلطنة عُمان فترة السبعينيات.
يُعدّ الأديب المرحوم عبدالله بن محمد الطائي أول وزير للإعلام في السلطنة، وقد تولى هذا المنصب في ديسمبر 1970م. فالطائي كان قد مارس العمل الإعلامي في دول الخليج، وخاصة في فترة إقامته بدولة الكويت من (1959م-1968م)؛ إذ إنه عمل في وزارة الإرشاد والأنباء (وزارة الإعلام) في رئاسة المطبوعات والنشر وتولى رئاسة تحرير مجلة الكويت، وكان نائبًا لرئيس تحرير مجلة العربي.
ونظرًا لفترة إقامته الطويلة في دولة الكويت ومعرفته بالكفاءات الإعلامية؛ فقد اختار المرحوم سالم الفهد من إذاعة دولة الكويت ليكون مديرًا لإذاعة مسقط[1]. وقد أسهم المرحوم الفهد في تنظيم العمل الإداري للإذاعة، إذ إن النقل الخارجي كان مسجلاً فقط، وبعد مجيئه استطاع أن يُدخل نظام البث المباشر. كما أن الفهد أهدى الإذاعة مواد برامجية وأغاني من إذاعة الكويت، واستعان بسليمان الرجيب من إذاعة الكويت ليكون مسؤولاً عن البرامج، وخليل أحمد أبو عوش لتجهيز الإذاعة بالأستديوهات الجديدة، وانضم لاحقاً من إذاعة الكويت كلٌ من علي الخشن ومحمد روحي يوسف.
وبتسجيل ذكريات من عملوا مع المرحوم، تمت الإشارة إلى أنه أهدى الإذاعة أيضاً سيارتي لاند روفر، استخدمت الأولى في النقل البرامجي، والثانية في نقل الموظفين من وإلى الإذاعة.
وفي نهاية عام 1971م، تم إرسال بعثة من الإذاعة العمانية للتدريب على الأعمال الإذاعية والثقافية والفنية في دولة الكويت، وتكونت البعثة من مذيعين عمانيين، و (15) طالبا، ومنهم: علي بن محفوظ المنذري[2]، ومحمد سليمان محمد الطائي[3]، ومحمد سالم الكشح، وعبد الله ناصر المعولي، ومحمد زاهر، وعبد الله النبهاني، ومحمد حسن محمد، وسالم سلطان البستاني، وعلي عبدالله اليافعي، ومحمد أحمد رواس، وعبدالله صالح الحربي، وعلي مسلم الخنجري، ومحمد حمد الرحبي ومرزوق مبارك سرور
وبثت إذاعة السلطنة مواد برامجية خاصة بدولة الكويت، مثل نقل المؤتمر الصحفي لوزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الكويت في صلالة عام 1974م، ونقل وصول المنتخب العماني المشارك لأول مرة في دورة كأس الخليج بدولة الكويت عام 1974م. وفي عام 1976م أجرت إذاعة صلالة لقاءً مع المذيع عبدالله المطيري الذي زار السلطنة ضمن وفد إعلامي كويتي إلى محافظة ظفار. وفي عام 1977م تم إجراء لقاءات مع مسؤولين من دولة الكويت، وهما وزير التربية جاسم المرزوق، ووزير المالية عبدالرحمن سالم العتيقي.
كما بثت الإذاعة عدة برامج من إنتاج إذاعة الكويت، ومنها برامج خاصة بالمناسبات: (سنة من المحبة في الكويت) و (زيارة ولي عهد الكويت لدول الخليج) بمناسبة زيارة ولي عهد دولة الكويت ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعبد العبدالله لدول الخليج عام 1978م، واللذين تناولا أجزاء من تاريخ دولة الكويت والتطورات المختلفة الحاصلة فيها. كما بثت برنامجا من إنتاجها وهو (جولة الخير) بمناسبة زيارة الشيخ أيضا للخليج عام 1979م.
وقام عدد من المجلات الكويتية بإجراء حوارات صحفية مع مسؤولين من الإذاعة، منها جريدة الخليج الكويتية عام 1975م التي أجرت حواراً مع مدير إذاعة مسقط، وجريدة صوت الخليج، التي أشارت إلى دور إذاعة صلالة الكبير في جنوب السلطنة في فترة ما قبل عام 1975م، وذكرت “بأن الإذاعة العُمانية أسهمت في توضيح الصورة لبعض الثائرين عند منطقة الحدود، الذين سلموا أنفسهم للسلطات الحكومية، وأن هناك صعوبة في إيصال الصحف التي تفند أفكار الثائرين وانعدام المصدر المصحح للأفكار، كانت الإذاعة الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تصل لكافة المواطنين، وأضافت بأن هؤلاء الناس يبتعدون عن المواطنين وبالتالي ينعدم المصدر المصحح لأفكارهم ولا يبقَ سوى الراديو”.
[1] . كانت تبث في السلطنة آنذاك إذاعتان، الأولى إذاعة مسقط والثانية إذاعة صلالة، وكانتا تتبعان وزارة الإعلام وتبثان برامج مشتركة، وتم توحيد البث بينهما تحت اسم إذاعة سلطنة عُمان عام 1979م.
[1]
[2] . انتقل علي المنذري لاحقا إلى إذاعة وتلفزيون أبوظبي، أما اخته منى بنت محفوظ المنذرية فهي أول مذيعة عمانية، وأخوه يحيى بن محفوظ المنذري تولى العديد من المناصب، منها رئاسة جامعة السلطان قابوس، وكان وزيرا للتربية، وحاليا رئيس مجلس الدولة.
[2]
[3] . تولى والده رئاسة تحرير صحيفة الوطن العمانية خلفا لأخيه الراحل، والآن هو صاحب الامتياز المدير العام ورئيس التحرير لجريدة الوطن.
[3]