عمانيات

(الفصول الأربعة) لفيفالدي وشيماء المغيري بدار الأوبرا السلطانية

(الفصول الأربعة) لفيفالدي وشيماء المغيري بدار الأوبرا السلطانية
(الفصول الأربعة) لفيفالدي وشيماء المغيري بدار الأوبرا السلطانية (الفصول الأربعة) لفيفالدي وشيماء المغيري بدار الأوبرا السلطانية

مسقط- أثير

 

معزوفة عهد الباروك الأشهر (الفصول الأربعة) لأنتونيو فيفالدي تحل ضيفا على خشبة مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط بتقديم من فرقة أوركسترا “إي سوليستي فينيتي” الإيطالية بقيادة الموسيقار كلاوديو شيموني. يقام الحفل يوم الخميس القادم الموافق 30 مارس، في السابعة والنصف مساء.

 

تتألف موسيقى “الفصول الأربعة” لمؤلف عصر الباروك الشهير أنتونيو فيفالدي (1678 – 1741) من أربع مقطوعات كونشرتو قوية على الكمان تعبّر عن الحالة العامة وتجسد “شخصية” كل فصل من فصول السنة الأربعة التي يشهدها نصف الكرة الأرضية الشمالي؛ وهي الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء. ويعد هذا العمل واحدًا من أشهر وأنجح المقطوعات الموسيقية التي ترجع إلى تلك الحقبة حول العالم.

 

كان أنتونيو فيفالدي ماهرًا في عزف الكمان بمثل مهارته في تأليف الموسيقى، وقد نشر هذه الكونشرتات الأربعة الرائعة للكمان مع قصيدة تتماشى مع موسيقى كل فصل من الفصول. يبدأ فصل الربيع بزقزقة الطيور، وأصوات خرير مياه الأنهار الرقيقة، والنسيم الهادئ المصاحب لرقص الفلاحين على المروج الخضراء التي تتناثر فيها الأزهار. وتعبر موسيقى الصيف عن الشمس الحارقة، وصوت غناء الوقواق والحمام البري والحسون، وعاصفة رعدية وشيكة تهز السماوات أثناء سقوط البَرَد على حقول الذرة.

 

وفي الخريف، يحتفل الفلاحون بالحصاد بالرقص والغناء، في حين يطارد الصيادون فرائسهم بالأبواق والكلاب والصيحات العالية. ثم يأتي الشتاء بالجليد والرياح قارسة البرودة، والأسنان المصطكة المرتجفة، إلى جانب موقد دافئ تصدر عنه أصوات ألسنة النار الملتهبة.

 

يشتهر أنتونيو فيفالدي بأنه واحد من أعظم مؤلفي عصر الباروك. ولا شك أن شهرة موسيقى “الفصول الأربعة” الكبيرة أسهمت إلى حد كبير في جعل فيفالدي أشهر مؤلف موسيقي عاش في تلك الفترة من تاريخ الموسيقى.

 

وُلد فيفالدي في مدينة البندقية حينما كانت عاصمة جمهورية البندقية المستقلة، والتي كانت قوة عظمى على الصعيدين التجاري والسياسي في أواخر القرن السابع عشر. عندما كان أنتونيو صبيًا صغيرًا، قام والده عازف الكمان المحترف بتعليمه العزف على الكمان، واصطحبه معه في جولة لتقديم حفلات موسيقية منفردة في أنحاء جمهورية البندقية.

 

انتشر تأثير أنتونيو فيفالدي في مختلف أرجاء أوروبا على مدار حياته. كان عازف كمان بارعا كتب كونشرتات عديدة للكمان، وغيرها من الآلات الموسيقية التي كانت تستخدم في عصره، بالإضافة إلى أعمال مقدسة للجوقة وما يزيد عن تسعين أوبرا. ألف أغلب مقطوعاته لفرقة “أوسبيدالي ديلا بييتا”، وهي دار حكومية لرعاية الأطفال الأيتام أو المهجورين حيث عمل فيفالدي على مدار ثلاثة عقود في منصب موسيقي وقس في ذات الوقت.

 

تعد موسيقى فيفالدي اليوم مبتكرة وسابقة لعصرها بفضل غزارة إيقاعاتها البهيجة والتناقضات النغمية المثيرة، كما تتميز بأنها تركت تأثيرًا مستمرًا. على سبيل المثال، تأثر يوهان سباستيان باخ بشدة بكونشرتات وأغاني فيفالدي، كما يظهر ذلك جليًا في أعمال الكانتاتا التي كتبها باخ ومقطوعتي “آلام القديس يوحنا” و”آلام القديس ماثيو”، فضلاً عن قيامه بنسخ ست من كونشرتات فيفالدي. عُثر في العصر الحديث على مئات الأعمال المفقودة لفيفالدي، مثل اكتشاف 300 كونشرتو و19 أوبرا وأكثر من 100 عمل موسيقي غنائي في عام 1926 في دير بمنطقة بيمونت. بعد أن ظلت “الفصول الأربعة” كامنة إلى حد ما خلال الحقبة الكلاسيكية والرومانسية، أصبحت الآن واحدة من أكثر المقطوعات الموسيقية المفضلة في العالم.

 

كلمة “باروك” مشتقة من كلمة “بارويكو” أو “باروكو” الأسبانية أو البرتغالية التي تعني “لؤلؤة غير منتظمة الشكل”، وتشير الكلمة إلى معاني الأصالة والإبداع في عصر جديد من تاريخ تطور الحضارة الإنسانية. امتد عصر الباروك لمدة قرن ونصف القرن، منذ عام 1600 حتى عام 1750 تقريبًا، واتسم بأنه عصر الاكتشافات العلمية والتطورات التكنولوجية التي انعكست بصورة ديناميكية على العمارة والأدب والفنون والموسيقى. نشأ أسلوب الباروك في روما وانتشر منها إلى مختلف أنحاء أوروبا.

 

إلى جانب معزوفة (الفصول الأربعة) لفيفالدي، فإن حفل دار الأوبرا السلطانية مسقط سيشتمل على عدة مقطوعات موسيقية أخرى مصممة لتعطي مساحة للعزف المنفرد على الكمان، وهي معزوفات لكل من فيفالدي نفسه و جوفاني بوتيسيني و فيتوريو مونتي و جون باتيست أربو. يشارك في العمل عدد من العازفين المنفردين على الكمان.

 

يقام حفل كونشيرتو (الفصول الأربعة) لأنتونيو فيفالدي يوم الخميس القادم الموافق 30 مارس، في السابعة والنصف مساء. في حين يُقدّم بعد يومين (1 إبريل) نسخة أخرى من الحفل موجهة للعائلة والطفل، تشتمل على معزوفة (الفصول الأربعة) برفقة استعراض حي لرسامة الرمل شيماء المغيري، في الرابعة عصرا.

Your Page Title