محمد الهادي الجزيري
لا أذكر إن كتبت عن هذا الكتاب ، ما أذكره أنّي افتقدته في الصيف الماضي ولم أجده ، جلدت ابني الأوسطبلساني طبعا، وغضبت عليه كثيرا لأنّه سبب ضياع كتب كثيرة ، ولأنّ الكتاب من ضمن أهمّ الكتب التّي في حوزتي ..، وفرحت جدّا حين اقتنى نسخة منه ولدي الأوسط في معرض الكتاب ، ورماه في حضني كمن يرمي شيئا عزيزا وبهيجا ، عادت لي الحياة فقد أحببته كما لم أحبّ متنا آخر، فهو رواية نقشها شاعر، جبلها ألبرتو مينديس من روحه وأعصابه ومات قبل أن تحظى ” أزهار عباد الشمس العمياء ” بإعجاب واهتمام النقّاد والقرّاء وفازت بعديد الجوائز العالمية …، خلاصة القول إنّها رواية أذهلتني وكذّبتني في انتصاري للشعر ..إنّها الشعر في شكله الحرّ ..لذلك أريد أن أقدّمها بطريقة جديدة لعلّي أظفر لها عن عشاق جدد في هذه الصحراء المليئة بما خلّف والنطيحة والعرجاء والجهل …
سأعمد إلى نقل الجمل التّي آثرّت فيّ بطريقة أو بأخرى ..تنقل بشكل باهر مرحلة قاتمة من تاريخ إسبانيا ..والحرب الأهلية ومرحلة الاستبدادي الفرانكوي في أبعادها الإنسانية..
وأعرضها عليكم آملا لكم المتعة والحرص على اقتناء هذه الرواية / الشعر…
*تحسب الهزيمة دوما على من يدفن أكبر عدد من الأموات …
*فيما يتعلّق بي، بعد كلّ ما رأيته في هذه الحرب، لم أعد لا مع هؤلاء ولا مع أولئك
*كيف يمكن تصحيح الخطأ المتمثل في أن يكون المرء حيّا؟، لقد رأيت موتى عديدين، ولكنّي لم أتعلّم كيف يمكن للمرء أن يموت…
*وضعت حجرا كبيرا فوق قبرها، لم أكتب اسمها لأنّه إذا كانت هنالك ملائكة، فأنا متأكد أنها ستتعرف على الروح السخيّة لإلينا من بين آلاف الأرواح السخيّة.
*اليوم قتلت ذئبا ، جاءت أربعة تطوف حول الكوخ، في البداية، تملّكني الخوف لأنّ حاجتها إلى الأكل تكسبها شراسة تكاد تكون إنسانية…
*لمّا اندلعت الحرب انتظر اوخينيو أن يعلن خاله انتماءه ليلتحق هو بالطرف الخصم، بهذه الطريقة أعلن ولاءه للجمهورية.
*كتبت رسالة لأودعك والآن أنا سعيد أنّهم منعوني من أن أبعثها لك، ربّما لأنّ لحظتي لم تحن بعد، طالما أستطيع أن أكاتبك فذلك يعني أنّني لازلت على قيد الحياة …
*أعدمناه رميا بالرصاص. كان حقيرا. أقول لهم أقلّ ما يمكن قوله لأرى إن كانوا سيتركونني أعيش بضعة أيام إضافية، هذا كلّ ما في الأمر…..
*كان فتيل المشاجرة قد أشعله نقابيّ من منطقة أراغون وفوضوي من كاديس ، تمّ ضربهما حتّى لم يبق لديهما أدنى أثر لقناعة ما وتبددت كلّ أفكارهما…
*لا بدّ أنّها على صواب لأنني لم أتمكن قط من نسيان وجه أبي وهو ينجذب نحو الفراغ، وجهه الباسم بينما الساحة تلتهم جسمه المهمل، وإن كان هذا مستحيلا لأنّ قامتي ما كانت تسمح لي حينذاك بأن أطلّ من تلك النافذة….
صدرت أزهار عباد الشمس العمياء عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، وهي من تأليف ألبرتو مينديس ، ترجمة عبد اللطيف البازي وقد تصدّى لمراجعتها الدكتور فهد المطيري….
