أثير- سيف المعولي
في إنجاز جديد للمرأة العُمانية خصوصا وللمجال الطبي العُماني عموما تخرجت الدكتورة جرّاحة العظام العمانية وفاء عبدالقادر البلوكي من جامعة مجيل الكندية كأول امرأة خليجية تتخرج في هذا التخصص من هذه الجامعة العريقة.
الدكتورة وفاء قالت لـ “أثير” إنها تخرجت من جامعة السلطان قابوس عام ٢٠٠٩م، واختيرت ضمن نخبة المتفوقين للالتحاق بالعمل في مستشفى جامعة السلطان قابوس حيث أتيحت لها الفرصة للانْضِمام لقسم جراحة العظام، ليتوالى النجاح لها بالانضمام لجامعة ميجيل الكندية لدراسة تخصص جراحة العظام.
تقول وفاء: جراحة العظام تُعدّ من التخصصات النادرة التي لم تخضها المرأة بشكل واسع عالميا، علما بأن طبيبات الجراحة اللاتي امتهن هذا المجال أثبتن جدارتهن منافسات لزملائهن الرجال.
وتؤكد د.وفاء بأن الشائع عن هذا المجال اعتماده على القوة البدنية إلا أن المتعمق في هذا التخصص يدرك أنه يقوم على أسس علمية مثله مثل أي تخصص جراحي. وما يحتاجه هذا المجال هو المعرفة العلمية قبل اللياقة البدنية.
وأما عن التحديات التي تواجه المرأة فإن د.وفاء تؤمن أن التحديات موجودة في كل مجتمع و في كل مجالات الحياة، بشكل متفاوت، قائلة بأن على الإنسان الطموح أن يجتاز هذه التحديات بأنواعها إن كانت لديه رغبة في تحقيق أهدافه سواء كان رجلاً أو امرأة.
تؤمن د.وفاء بأن أهم عوامل النجاح هو إيمان الإنسان بقدراته، والإصرار والمثابرة للوصول للهدف، هذا إضافة إلى وجود الدعم والتشجيع دائما.
وكونها مبتعثة في المجال الطبي فإنها تنصح كل زميل بأن يحيط نفسه بالأشخاص المبدعين والمشجعين له، وأن يحاول العيش ضمن بيئة إيجابية داعمة.
تطمح طبيبتنا المثابرة إلى أن تكون ملهمة للنساء في مجتمعها، ورسالتها هنا للمرأة أينما كانت بأن لا تسمح أن يكون العائق الذي يقف أمام طموحها هو كونها امرأة، بل على العكس فالمرأة العمانية كانت ولا زالت شريكة للرجل في بناء المجتمع.
د.وفاء فخورة بالإنجاز الذي حققته كأول امرأة خليجية تتخرج في هذا التخصص من جامعة ميجيل، مؤكدة بأن مسيرتها لم تخلُ من الصعوبات والتحديات ولَم تكن لتتجاوزها بدون كل الدعم الذي حظيت به.
تقول عن ذلك: كل هذا النجاح كان فضلا من الله أولا وأخيرا، ثم الدعم الذي يبدأ بالأسرة متمثلا في أمي التي كانت قدوة لي في الإصرار والقوة، وظلت دائما أكبر منبع للدعم لي. وأبي الذي تعلمت منه أن لا قيود تمنعي من تحقيق أحلامي، والشكر يمتد إلى أساتذتي وزملائي الذين دعموني طوال فترة دراستي، وأبعث بشكر خاص إلى صديقات الغربة اللاتي جمعتني بهن ظروف الدراسة وكنّ لي الأسرة الداعمة في الظروف الصعبة، وشددن أزري لمواصلة طريق الكفاح.
وقبل الختام تؤكد د. وفاء أن طموح الدراسة لا يتوقف عند إكمال التخصص، فهي تسعى إلى تتويج هذا النجاح بمواصلة دراسة الزمالة في تخصص جراحة العظام في الأطفال.
والختام مع البلوكي هو شكر وجهته لـ “أثير” على تسليطها الضوء على تخصصها واهتمامها بالمبدعين في عماننا الحبيبة – كما تقول-.
