مسقط-أثير
مسقط-أثير
قالت الهيئة العامة لحماية المستهلك أمس بأنها منعت بيع وتداول عدد من الحافظات (ترامس) التي تستخدم في حفظ الشاي والقهوة والمشروبات المشابهة نظرا لوجود مادة الاسبستوس السامة فيها.
ويتساءل البعض عن هذه المادة، وخطورتها، وكيفية التخلص منها، لذا تقدّم “أثير” في هذا الموضوع معلومات للقارئ الكريم عن هذه المادة السامة.
ما هي “الأسبستوس”؟
ما هي “الأسبستوس”؟
هي مواد غير عضوية تحتوي على العديد من المعادن الطبيعية التي يدخل في تركيبها أملاح السيليكات إلا أنها تختلف عن بعضها في التركيب الكيميائي والخواص الطبيعية لاختلاف كميات الماغنسيوم والحديد والصوديوم والأوكسجين والهيدروجين فيها. وحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُطلق مصطلح “الأسبستوس” على مجموعة معادن ليفية تتكوّن طبيعيًا ولها فائدة تجارية، نظرًا لمقاومتها غير العادية لقوة الشدّ، ورداءة توصيلها للحرارة، ومقاومتها النسبية لهجمات المواد الكيميائية عليها.
تاريخ اكتشافها
تاريخ اكتشافها
تم اكتشاف الأسبستوس منذ مدة بعيدة، حيث استخدمها الصينيون والمصريون القدماء . ويعود المصدر الأساسي لاسمها إلى اللغة اليونانية الأسبستوس، وتعني: قابل للاحتراق والانحلال . وقد استطاع الإيطاليون في منتصف القرن التاسع عشر , إيجاد طرق لغزل ألياف الأسبستوس ونسجها، للحصول على مواد قابلة للاستخدام في مجالات متنوعة .بعد ذلك تم تطوير هذه الصناعة عالمياً ، فقد افتتح أول معمل لتصنيع مواده عام 1870 في ألمانيا ، وفي عام 1900 استخدم الأسبستوس في تصنيع صفائح اسمنتية بالطريقة الرطبة . بعد ذلك انتشرت هذه المادة في العديد من الاستخدامات ، وخاصة في مجال البناء والصناعة .
أشكالها وأهم السلع التي تُنتج منها
أشكالها وأهم السلع التي تُنتج منها
تأتي مادة الأسبستوس على أشكال عدة من أهما الكريسوتيل (الأسبستوس الأبيض) والكروسيدوليت (الأسبستوس الأزرق). ومن الأشكال الأخرى الأموزيت والأنثوفيليت والتريموليت والأكتينوليت. وتُستخدم هذه المادة لأغراض العزل داخل المباني وينتج منها سلعٌ مثل ألواح التسقيف، وأنابيب الإمداد بالمياه، وبطانيات إطفاء الحرائق، ومواد الحشو البلاستيكية، وغيرها.
خطورتها والأمراض التي تسببها
خطورتها والأمراض التي تسببها
تكمن خطورة الأسبستوس في نوع المواد المعدنية الموجودة فيها، وتعتمد تأثيراتها الصحية على المدة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان وكذلك على عدد الألياف وطولها ومتانتها، حيث تبين وجود علاقة وثيقة بين المدة الزمنية للتعرض لألياف الأسبستوس وشدة التعرض وبين التأثيرات السلبية على صحة الإنسان، إذ تظهر أعراض المرض بعد التعرض المزمن لألياف الأسبستوس الذي قد يصل إلى أكثر من 20 سنة. وهناك وسيلتان رئيستان يمكن من خلالهما التعرض لألياف الأسبستوس :الأولى، التعرض عن طريق الهواء، أو الاستنشاق خاصة في أماكن العمل، وقد صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وهي تابعة لمنظمة الصحة العالمية الأسبستوس كمادة مسرطنة وذلك عن طريق الاستنشاق. والثانية :عن طريق مياه الشرب، كما يَنتج عن تعرض العاملين في إنتاج أو صناعة الأسبستوس بعض الأمراض من أخطرها الأسبستوس وسرطان الرئة والميزوثيليوما. ويُعدّ الأسبستوس مرضًا رئويًا مزمنًا يصيب الرئتين نتيجة استنشاق ألياف الأسبستوس التي تتميز بدقتها الشديدة، والتي تعمل على خفض كفاءة الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام حيث يحدث اتصال مباشر بين الألياف والخلايا في الرئة ما يؤدي إلى تحول خبيث لهذه الخلايا، وبالتالي ينتج عن ذلك سرطان الرئة، ولوحظ أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الذي تمكن خطورته في أن أعراضه تظهر بعد مرور 15 إلى 20 سنة.
كيفية التخلص منها
كيفية التخلص منها
يتم التخلص من مادة الأسبستوس بطريقتين رئيسيتين: الأولى هي التنظيف الجيد، من خلال أشخاص ذوي خبرة ومهارة في هذا الأمر، لأن مُلامسة الأسبستوس أمر ليس بالجيد على الإطلاق، ولذلك يقوم هؤلاء العمال بعملية التنظيف في حرص وخفة تامين، ثم يقومون بعد ذلك بحرق الملابس والمعدات التي استخدمت في تلك الأعمال، وغالبًا لا يحدث هذا الأمر سوى مرة واحدة كل شهر، لأن استخدام الأسبستوس يحدث في أضيق الحدود وعلى فتراتٍ مُتباعدة. وتتمثل الطريقة الثانية في إعدام القطع الملوثة والتخلص من القطع والأدوات التي تم استخدمها في العمل.
القانون في السلطنة
القانون في السلطنة
أولت السلطنة عنايةً كبيرة بالحفاظ على الصحة العامة للمستهلكين عبر قوانين وأنظمة عدة تم إصدارها والعمل بها، ومن ذلك المرسوم السلطاني رقم 46/95 الذي قضى بإصدار لائحة نظام تداول واستخدام الكيميائيات، معرّفًا إياها بأنها أي مادة تكون مدرجة كمادة خطرة طبقا للتصنيفات الدولية للمواد الخطرة التي لها تأثير على الصحة العامة والبيئة. ولم تتأخر السلطنة في حظر هذه المادة الخطرة حيث قامت بحظر تداولها واستخدامها هي ومركباتها منذ عام 2009م، عبر قرار صادر من قبل وزارة البيئة والشؤون المناخية حمل رقم ( 25/2009 ) قضت المادة الرابعة منه بحظر تداول واستخدام مادة الأسبستوس ومركباتها، وأصدرت الهيئة العامة لحماية المستهلك قرارا رقم 245/2017م بشأن حظر تداول السلع التي تحتوي على مادة الاسبستوس، كما أصدرت وزارة التجارة والصناعة قرارا رقم 139/2017 بحظر استيراد السلع والمنتجات التي تحتوي على مادة الاسبستوس.
عقوبات للمخالفين
عقوبات للمخالفين
تأكيدا على عدم الإخلال بالعقوبات الجزائية المنصوص عليها في قانون حماية المستهلك، حدد قرار الهيئة العامة لحماية المستهلك رقم 245/2017م القاضي بحظر تداول السلع التي تحتوي على مادة الأسبستوس غرامة إدارية لا تقل عن 50 ريالا عمانيا، ولا تزيد عن 1000 ريال عماني ضد المخالفين، وتضاعف العقوبة في حال تكرار المخالفة. كما تفرض غرامة إدارية مقدارها 50 ريالا عمانيا عن كل يوم تستمر فيه المخالفة، على ألا يزيد مجموعها على 2000 ريال عماني.
وهنا تفاصيل قرار حظر حماية المستهلك الأخير بشأن حافظات (ترامس) القهوة والشاي:
https://ath.re/2yDh3SE