موسى الفرعي يكتب: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

موسى الفرعي يكتب: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة

أثير- موسى الفرعي

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرامُ

منذ الصباح وهذا البيت يراودني، ومعه أستحضر المستجدات التي تمر بالوطن العربي، وبعض الفقاعات التي تمر فوق سماء عمان عابرة لا معنى لها، وأتساءل ما الذي يمكن أن يُكسب المرء معنى أن يعيش؟ وما الذي يمكن أن يعادل أمن البلاد والإنسان؟ وما الذي يستدعي بعضهم للنيل من كرامة بلده بقول أو فعل فيهشم كرامته مع قوله؟ فمحاولات النيل من الوطن هي أن نعتدي على مرتع طفولتنا وسعي شبابنا ودفء الكهولة وحكمتها، وقبل ذلك كله هو اعتداء على حنيننا الفطري الدائم للوطن.

بلاد يقاتل بعضها البعض وأخرى تحجر على مشاعر الإنسان، وأخرى تتكسر على صخورها مطالب العيش، ويكون هنا مبرر ثورة الإنسان أمرًا منطقيًا لأنه لم يبقَ له شيء يخاف عليه فيذهب حتى آخر شوط للحياة، ورغم ذلك كله وبشكل شخصي فليس عندي أي مبرر للاعتداء على هوية الإنسان والانتماء والعزة والكرامة التي تتجسد في الوطن.

وأكثر ما أثار تعجبي واستنكاري هو أن ضرر البلاد لا أولوية له ولا يقاس الوطن بفعل الشخوص، وأولى بالإنسان أن يقوم بواجبه في الدفاع عن وطنه والحفاظ على مقدراته والاشتراك في تقدمه أو في عملية الخلاص من الهاوية التي يسعى الكثيرون لها حسدا من عند أنفسهم، وقبل عدة أيام دار حوار افتراضي بيني وأحد الأخوة حين تحدثت عن الذود عن عمان وتراثها وتاريخها وثقافتها بعد أن قال إن لعمان جنودا مرابطين في ثغورها يذودون عنها، وإني لأستغرب هذا الأمر لأن الذود عن ذلك كله واجب على كل واحد منا كلٌ حسب موقعه: التلميذ في مدرسته، والموظف خلف مكتبه، والأم والأب وعامل النظافة…إلخ.

كل هذه الثغور لها أناسها الذين يدفعون من خلالها أي خطر عن هذا البلد الكريم، بهذا يتبين لنا أن الثغور كثيرة والمدافعين عن بلدهم أكثر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنت غيرك”.

هذا هو الحب الفطري والانتماء الخالص للوطن، وهذا هو الإخلاص له حتى في مشاعر الإنسان، فأين كل معتدٍ على وطنه بقول أو فعل من قول معلم البشرية عليه أفضل الصلاة السلام.

لست أعلم إلى أين تقودني هذه الكلمات، ولكن كما قلت في البدء قادني هذا البيت الذي أؤمن من خلاله أن الأرض وكل أسباب ارتباطنا بها لا علاقة لها بفعل شخصي، وأهلنا في هذا البلد الكريم من أقصاه إلى أقصاه كرام كرام، أطفاله وشبابه ونساؤه ورجاله وحكمة كهوله وطيبتهم.

حفظ الله عمان وسائر البلاد، وحفظ جلالة القائد الذي أعزنا الله به وأدام عليه صحته وعافيته وظللنا بحكمته في عصر تكسر الحكمة وتساقط الرجال، وحفظ رجالات عمان المدافعين عنها بحبهم وإخلاصهم بدءًا بالتلميذ ووصولا لمن يحتضن سلاحه ليل نهار.

Your Page Title