أثير- يحيى الراشدي
أثير- يحيى الراشدي
حصل المبتعث العُماني إلى اليابان أمجد بن ناصر بن مسعود الجديدي مؤخرًا على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة توكاي اليابانية تخصص (الاقتصاد)، بعدما حصل مسبقًا على تخصص بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من اليابان أيضًا.

ولأن البدايات تُعطي تصوّرًا عن النهاية، فقد أنهى أمجد دراسته في ثانوية بلعرب بن سلطان بولاية بهلاء وتخرج منها بنسبة تعدت 97%، حيث كان الأول على الذكور على مستوى ولايته.
يقول أمجد لـ “أثير” بأنه قضى سبع سنوات ونصف في اليابان، عاصر خلالها أقوى زلزال في تاريخ اليابان وخامس أقوى زلزال في العالم منذ سنة 1900، حسب ما وصفته وكالة فرانس 24، حيث اضطر هو والعمانيون هناك للرجوع إلى السلطنة حتى تستقر الأوضاع، لكن توابع الزلزال خلفت كارثة نووية حين ضرب محطة فوكوشيما داييتشي للطاقة النووية، مضيفا بأن البعثة كادت أن تُحوَّل إلى أمريكا لكن الأمور سارت على ما يُرام.

وسرد أمجد قصته مع حدوث الزلزال قائلا بأنه حدث بعد 6 أشهر على وجوده في اليابان حيث كان يدرس وقتها في معهد اللغة، فشعر مع الطلبة بالهزة الأولى لكن الدكتور طمأنهم لتحدث الهزة الثانية التي كانت أقوى من سابقتها لينبعث الغبار من بين التشققات التي حصلت في المبنى.
وأضاف: طلب منا الدكتور النزول تحت الطاولات وكنا نرى المباني الطويلة تتمايل من قوة الزلزال.

وحسب ما رواه أمجد، فقد توقفت القطارات وانقطعت الكهرباء والمياه وشارفت المواد الغذائية الأساسية على النفاذ من المحلات التجارية.
وأشاد أمجد في حديثه بدور سفارة السلطنة وقتها، حيث أكد بأنها كانت على تواصل دائم معهم وموافاتهم بالتعليمات المناسبة.
الصعوبات توالت على طالبنا المجيد بدايةً باللغة اليابانية؛ لأنها المعتمدة للدراسة مرورًا بالغربة والوحدة التي وصفها بقوله: “تشعر بأن كل شخص حولك لا ينتمي إليك”، لكن رغم ذلك يقول بأنه حوّلها إلى دافع لتحقيق ما جاء من أجله، حيث تمكّن من إنهاء مرحلة اللغة اليابانية خلال سنة ونصف ليتخرج بعدها بشهادة البكالريوس في الهندسة الميكانيكية ويحصل على توصية لتكملة الماجستير.

رأى أمجد بأنه غير قادر على مواصلة الدراسة في تخصص الهندسة الميكانيكية، ليقرر خوض تجربة أخرى أكثر صعوبة بدراسة الماجستير في تخصص آخر لا يمت بصلة للأول هو تخصص الاقتصاد؛ والسبب هو فضوله لمعرفة السر وراء نجاح الشركات اليابانية على مستوى العالم، وقد جاءت رسالته حول “انتشار المعرفة وأثرها على أداء الابتكار في الخدمات الفندقية في سلطنة عمان”.
لّخص الجديدي سنوات الدراسة في أسلوب الحياة باليابان؛ حيث قال بأنه ساعده في التعلم ليس على المستوى التعليمي فقط، لكن تعدّاه ليؤثر على صقل شخصيته وتوسعة مداركه وزيادة ثقافته على المستويين المعرفي والحياتي.
الجديدي الذي يحب التصوير، والإنتاج، والقراءة ختم حديثه لـ “أثير” بدعوة الشباب العُماني إلى المثابرة للحصول على بعثة خارجية؛ لأنها تغيّر من منظور الشخص للحياة ولنفسه ومستقبله، كما دعا الدارسين في الخارج إلى الاستفادة القصوى من وجودهم هناك، وأن يركزوا في أسلوب الحياة والعمل والثقافة لينقلوها عند عودتهم للبيئة المحيطة بهم.