فضاءات

د.محمد الشعيلي يكتب: شذرات من تاريخ جوادر العمانية

د.محمد الشعيلي يكتب: شذرات من تاريخ جوادر العمانية
د.محمد الشعيلي يكتب: شذرات من تاريخ جوادر العمانية د.محمد الشعيلي يكتب: شذرات من تاريخ جوادر العمانية

رصد-أثير

نشر الدكتور محمد بن حمد الشعيلي مقتطفات تاريخية عن علاقة السلطنة بجوادر تحت عنوان “شذرات من تاريخ جوادر العمانية”

وترصد “أثير” ما كتبه الدكتور للقارئ الكريم بنصه.

يعد إقليم جوادر آخر الممتلكات العمانية ماوراء البحار بعد انفصال زنجبار عن عمان، وبعد فقدان ميناء بندر عباس على ساحل الخليج.

أولا: الجغرافيا والأهمية

• أطلقت عليها عدة تسميات: جوادر، غوادر، جواذر، جوادور والجوادر وكوادر وبندر جوادر وجيب جوادر وكواتر.
• تقع في أقصى الجنوب الغربي لباكستان، وتحتل موقعا استراتجيا مهما على بحر العرب، فهي تمثل الجزء الساحلي لإقليم بلوشستان القريب من الحدود الإيرانية، وتبعد عن مدينة كراتشي 700 ميل.
• تتألف مقاطعة جوادر من مدينة جوادر ومينائها بالإضافة إلى ميناءين صغيرين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب وعدد من القرى الصغيرة.


ثانيا: تاريخ جوادر العماني
• خضعت جوادر للتأثيرات البرتغالية منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وبعد رحيل البرتغاليين خضعت للحكام المحليين.
• في عهد دولة اليعاربة بدأ التأثير العماني يصل إلى جوادر.
• في عهد دولة آلبوسعيد أخذت جوادر تلعب دورا بارزا في الصراعات الداخلية العمانية مما مهد إلحاقها بالسيادة العمانية
• اتخذ منها السيد سلطان بن أحمد ملجأ له بعد خلافه مع والده الإمام أحمد بن سعيد عام 1784م ووجد ترحيبا من قبل بعض زعماء البلوش وأهمهم ناصر خان حاكم كلات الذي منحه قطعة أرض على الشاطئ لكي تكون قاعدة له.
• بعد وصوله للحكم عام 1792 اتخذ السيد سلطان من جوادر قاعدة لحملاته على الساحل العربي المقابل واتخذ الكثير من التدابير للاحتفاظ بها تحت السيادة العمانية، فأرسل إليها قوة بقيادة يوسف بن علي وعينه واليا عليها ليعزز من سلطته في المنطقة.
• أصبحت تعرف عمان بسلطنة مسقط وعمان وجواذر.
• شهدت جوادر بعد السيطرة العمانية الكثير من التطور فتفوقت على مينائي باسني وجيونري، بعد أن كانت أقل منهما.
• ظلت محط أنظار الكثير من القوى المحلية والإقليمية فتعرضت لغارات متكررة من قبل بعض الحكام المحليين والقبائل المجاورة كما تعرضت لهجمات خارجية من قبل الفرس والقواسم.
• عندما شهدت عمان مظاهر الصراعات الداخلية بعد وفاة السيد ثويني بن سعيد عام 1866 أدى ذلك إلى ضياع الممتلكات العمانية في الخارج ولم يبق إلا جوادر.
• اتخذتها المعارضة العمانية مركزا لإسقاط حكم الإمامة في عمان. ولطالما استعان حكام البوسعيد بقبائل المنطقة في صراعاتهم الداخلية.
• كانت الإدارة العمانية لجوادر عملية صعبة وشاقة بسبب بعد المنطقة عن السلطة المركزية في عمان وانتماء سكانها إلى أعراق متعددة غير عربية الأصل، كما كانت المقاطعة مثار أطماع عدد من المناطق المجاورة، فضلا عن رغبة بعض الحكام المحليين في السيطرة عليها وضمها إلى أملاكهم.
• عانت جوادر من أطماع دول خارجية كبلاد فارس، كما كانت تتأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية في عمان وتقلباتها.
• أصبحت جوادر الملاذ الآمن للعديد من الشخصيات العمانية في عهد دولة البوسعيد.
• كان والي جوادر تابعا لسلطان مسقط مباشرة ويمارس عمله في مقره الدائم في القلعة التي كانت تعرف بقلعة الوالي.
• في ظل السيادة العمانية على جوادر انتعشت الأوضاع الاقتصادية للمنطقة.
• ازدادت أهمية جوادر في الستينات من القرن التاسع عشر بعد قيام بريطانيا باتخاذها ممرا لخطوط البرق الممتدة من شبه القارة الهندية ورأس الخليج العربي، وعقدت معاهدة مع السيد ثويني في ابريل 1868 تتيح لها مد خطوط البرق في عمان وتوابعها.
• بعد توقيع معاهدة البرق تخلت فارس عن مطالبتها بجوادر، كما تخلت عن مطالبتها بتسمية الساحل الممتد من جوادر إلى الغرب منها بالساحل الفارسي.
• بعد وصول الإمام عزان بن قيس للحكم في عمان عام 1868 أرسل من ينوب عنه في حكم جوادر ولكن هذا الوالي أثار سخط السكان بسبب ميوله الدينية.
• في عام 1871 تمكن عبدالعزيز بن سعيد بن سلطان من احتلال جوادر ونصب نفسه حاكما عليها بدلا من ابن أخيه سالم بن ثويني .
• في عام 1872 استغل السيد تركي بن سعيد وجود أخيه عبدالعزيز في بومباي، فتمكن من السيطرة مرة أخرى على جوادر.
• حاول عبدالعزيز السيطرة على جوادر أكثر من مرة ولكنه لم ينجح، وفي عام 1873 قبض عليه وتم نفيه إلى الهند.
• في عام 1881 قام السيد تركي بزيارة جوادر، وقبل وفاته عام 1888 جاول فصل جوادر عن بقية أملاكه ومنحها لابنه الأكبر محمد، ولكنه لم ينجح في ذلك.
• كان الوكيل البريطاني في جوادر تابعا للوكيل السياسي في مسقط والوكيل السياسي في كلات حتى عام 1873 عندما أصبح الوكيل السياسي في جوادر تابعا لمفتش السد في كلكتا، ثم ألحق تبعيته عام 1877م للمقيم السياسي في الخليج العربي في بوشهر.
• تعاقب على جوادر خلال الفترة 1913-1958 عشرة ولاة عمانيين، منهم ستة في عهد السلطان تيمور بن فيصل وأربعة في عهد السلطان سعيد بن تيمور.
• حرصت حكومة مسقط على تطوير إدارة الموانئ والجمارك في جوادر، والاهتمام بالتعليم واقامة الكثير من المشروعات الاقتصادية بالتعاون مع بريطانيا.














ثالثا: الانفصال
• في عام 1895 وجدت مقترحات لنقل جوادر من سلطان عمان إلى حكومة الهند أو خان كلات
• في عام 1903 طلب خان كلات معونة الحكومة البريطانية في استعادة جوادر، لم يتم الاستجابة له من قبل الحكومة البريطانية.
• وفي عام 1917 طرح الوكيل السياسي في مسقط فكرة بيع جوادر من قبل حكومة مسقط إلى حكومة كلات، كحل لمعالجة الوضع المالي المتدهور للسلطان تيمور بن فيصل.
• بدأت قضية جوادر تظهر كمشكلة سياسية بعد استقلال باكستان عن الهند عام 1947، وتحركها لاستعادة الإقليم وأخذت تمارس الضغط على السلطان سعيد لاستعادة الإقليم، والذي كاد أن يتطور إلى حد الصدام العسكري، فآثر السلطان حل المسألة بشكل ودي دون ادلخول في صراع سياسي عسكري مع باكستان.
• وأخذت بريطانيا تلعب دور الوسيط بين عمان وباكستان ولكن بشكل متحيز للجانب الباكستاني.




رابعا: اتفاقية ١٩٥٨
• انتهت السيادة العمانية على جوادر عام 1958 في عهد السلطان سعيد بعد اتفاق مع الحكومة الباكستانية برعاية بريطانية وفق الشروط التالية:
1- دفع مبلغ ثلاثة ملايين جنيه استرليني، على أن يتم دفع مبلغ 2.700.700 بالجنيه الاسترليني ويتم دفع الباقي بالدولار الأمريكي.
2- اذا اكتشف النفط في جوادر تحصل السلطنة على نسبة 10 % لمدة 25 عاما.
3- تقوم باكستان بإزالة أية عوائق امام توظيف المواطنين الباكستانيين الذين يخدمون في مسقط وتستمر في مد مسقط بما تحتاجه من الأرز والمساعدات الفنية.
4- من أراد من المواطنين المقيمين في جوادر أن يبقى تحت سيادة السلطان يسمح له بذلك.




خامسا: آثار الانفصال
– تم تسليم جوادر إلى الحكومة الباكستانية في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر عام ١٩٥٨، ولتخرج بذلك آخر ممتلكات الإمبراطورية العمانية فيما وراء البحار.
– ترتب على انتهاء السيادة العمانية على جوادر الكثير من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، فقد ساءت حالتها كثيرا نتيجة خروج التجار العرب منها، ونهاية التواصل التجاري بينها وبين مسقط، وحدوث هجرات كبيرة من جوادر إلى مسقط.


سادسا: المراجع

• سلطنة عمان في دليل الخليج. ج.ج. لوريمر
• جوادر تحت السيادة العمانية 1913 – 1958. هدى عبدالرحمن الزدجالي.
•صورة الموضوع من الإنترنت


Your Page Title