أثير- موسى الفرعي
قال جيفارا: لا شيء أسوأ من خيانة القلم، فالرصاص الغادر قد يقتل أفرادا، بينما القلم الخائن قد يقتل أمما.
نعم هو كذلك ولكن قبل أن يقتل الأمم يُسقط مروءة الرجل وينصله من إنسانيته، وما أكثر زيد بن رفاعة في التاريخ وحاشا بعضهم من نموذجنا العصري، مع تطابق بعضهم معه، ومن الواضح بأن الشخصية التي وراء هذا الاسم منفعلة متفاعلة مع الشأن الإماراتي فقد كتب من قبل ” الإمارات.. أبطلت السحر فهاجمها ” معرّضا في المقال بالشيخ يوسف القرضاوي وقطر، وفحوى أغلب ما كتب يكون إثارة للنعرات والفتن في العراق وغيرها، هذا لتتضح لنا الروح التي تسكن الواقفين خلف الاسم، ونتبين الهدف من وراء هذه الكتابة ولماذا.
وها هو العشق الصوفي الإماراتي الساكن فيه يحركه تجاه عُمان ليكتب “ما الذي يجعل عدو الخوارج وقامعهم محتفى به في عمان ” منطلقا في تعاطيه من الطائفية الممجوجة في عمان والتي يعشقها أمثاله ومن يقف خلفه، الطائفية التي لا تقبلها التربة العمانية المباركة ولا تجد لها مسكنا في العقول العمانية النقية، وقد وقف هذا المأفون على تعليق معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس في ندوة المهلب بن أبي صفرة ودفاعه عن الرموز العمانية، وظل يتشدق بالمذهبية ويلعب على حبل الخوارج والإباضية دون علم أو معرفة ودون أن يعلم أنه يرفع حبل مشنقة لفكره وأحلامه المريضة، وكي يتعلم درسا عليه أن يعلم أن معالي عبدالعزيز الرواس سني المذهب، وأينما ولّى وجهه في عمان سيجد أهل السنة أول المدافعين عن “الإباضية” ويجد “الإباضية” أول من يقاتل من أجل السنة ويجد الشيعة مشتركين في هذا وذاك، لأن العمانيين لا يملكون سوى دين واحد وإله واحد ووطن واحد وقائد معلم واحد كبر وكبر معه تراب هذا الوطن وإنسانه، وبهذا ينقلب السحر على الساحر ويعود الكيد إلى نحور كل من يريد بعمان سوءا.
وقد تعاطى هذا المدعو زيد بن رفاعة مع قضية عفى عليها الزمان وأشبعت بحثا وتمحيصا وتبين فيها الحق، وبينت بالدليل القاطع استحالة القدرة على التعامل مع المذهب الإباضي باعتباره إحدى فرق الخوارج كـ الأزارقة والصفرية والنجدية، وإنما تلك التسمية كانت حيلة أموية لتنفير الناس عن الذين ينادون بعدم شرعية الحكم الأموي، وهنا أستعرض بعض الأدلة لا لتأكيدها فهو أمر قضي ولا يحتاج التبيين أكثر وإنما كي أزيد القلوب المريضة مرضا من أنفسهم، من بينها رفض الإمام عبدالله بن إباض وشدته إزاء الأفكار التي نادى بها نافع بن الأزرق وأعلن بطلانها، الإباضية تجيز النكاح من غيرهم من الموحدين ويرتبط ذلك بالميراث أيضا أما الخوارج فلا لأنهم يرون سواهم من المشركين، والمتبصر في التاريخ يتأكد له أن الإباضية توجهوا إلى خدمة الإسلام علما وعملا منذ ابتدأت الفتنة فاشتغلوا بالتدوين فكان الإمام جابر بن زيد أول من دون الحديث وأقوال الصحابة، أما الخوارج فقد جنحوا إلى إراقة الدماء، وقد كان الإمام الحافظ الحجة الربيع بن حبيب بن عمر البصري الفراهيدي الإباضي يقول حين بلغه أمر الخوارج: دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل فإن بقوا على قولهم فخطأهم محمول عليهم وإن تجاوزوه إلى الفعل حكمنا فيهم بحكم الله.
وذلك بعض ما ورد في رسالة العلامة أبو إسحاق أطفيش ” الفرق بين الإباضية والخوارج” وما هذا المرور السريع إلا لنلقم محرّفي التاريخ وشذاذه حجرا تلو حجر، وإن زادوا زدناهم.
أما فيما يتعلق بالتاريخ ورموزه فحسبنا من هذا المدعو جهله بالتاريخ وآلية البحث حيث قال في أول ما كتب: إن الإمارات أرادت أن تكرّم هذا القائد – المهلب بن أبي صفرة – الذي ولد على جزء من أرضها” فهل كان للإمارات أي وجود ككيان سياسي ومسمى سياسي حينذاك، وما هي إلا وليدة سبعينات القرن المنصرم، وعليه فماذا كانت قبل ذلك وتحت أي غطاء سياسي أو جغرافي وجدت..؟! وما هو الجزء الذي ولد فيه المهلب لماذا لم يذكره، أما الانتماء القبلي والوطني فنحن أول العارفين به ونحن خيركم لأننا خيرنا لأهلنا وأسلافنا، وأما الانتماء فكل من ينتسب إلى هذه الأرض الموغلة الذِكر في التاريخ بانتسابه إلى شيء ما أو باتصاله بأمر بعينه فيها، أو بتمسكه بأي عنصر من عناصر البيئة المحيطة به فكريا أو وجدانيا أو معنويا أو واقعيا فهو عماني ولو كره الكافرون.
ولن أضع نقطة في آخر السطر فالمقبل لكل من يريد بعمان شرا أضعاف ما يمكن أن يتصور، علينا الكتابة منتصرين بالحق وللحق وعليكم السكنى بالقرب من آلات السحب البنكي بعد كل كتابة تشوّه نفوسكم وعقولكم.