أخبار

7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟

7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟
7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟ 7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟

مسقط-أثير
إعداد: علياء الهاشمية- من دائرة الإعلام بوزارة التنمية الاجتماعية


7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟
7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟ 7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟

كثيرا ما تطرق مسامعنا عبارة “الأحداث الجانحون”، والغالبية منا يعلم بأن القانون يعاقب الأحداث على الجرائم والجنايات التي يرتكبونها، ونعلم بوجود مكان خصص للأحداث يقضون فيه مدد عقوباتهم وهو دار إصلاح الأحداث، ولكن هل سمعتم بالحدث المعرض للجنوح؟ وبدار توجيه الأحداث التي يودع فيها الحدث المعرض للجنوح؟ وهل تعلم بأنك كولي أمر أو وصي مسؤول عن حدث يمكنك أن تنقذه من التحول إلى حدث جانح وذلك بطلب المساعدة من الجهات المعنية؟ فمن هي هذه الجهات وكيف يتم الاستعانة بهم؟
جميع الأسئلة تلك وغيرها تعرفنا عليها خلال الأسطر القادمة حوراء الموسوية الأخصائية النفسية بدار توجيه الأحداث التابع لوزارة التنمية الاجتماعية.


7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟
7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟ 7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟

في البدء عرفتنا الموسوي بالحدث والحدث الجانح والمعرض للجنوح قائلة: الحدث هو كل ذكر أو أنثى دون التاسعة من العمر وإلى الثامنة عشرة عاما، والحدث الجانح هو كل ذكر أو أنثى بلغ التاسعة ولم يكمل الثامنة عشرة من العمر وقام بفعل يعاقب عليه القانون، وتختلف الأفعال بناء على تصنيف قانون الجزاء العماني فهناك الجناية وهناك الجنحة وهناك المخالفة أو القباحة وتختلف مدد العقوبة من حيث الحبس والغرامة فالجنح لها حد معين وكذلك الحال في الجنايات والقباحات والمخالفات، أما الأحداث المعرضون للجنوح والذين يودعون بدار توجيه الأحداث فهم الذين يندرجون تحت المادة رقم (3) من قانون مساءلة الأحداث، حيث يعد الحدث معرضا للجنوح في الحالات التالية:
1- إذا لم يكن له محل إقامة معروف أو كان يقيم أو يبيت عادة في أماكن غير معدة للإقامة أو المبيت.
2- إذا كان سيئ السلوك مارقا من سلطة أبيه أو وليه أو وصيه أو المؤتمن عليه أو من سلطة أمه متى كان مشمولا برعايتها.
3- إذا اعتاد مخالطة الجانحين أو المعرضين للجنوح أو الذين عرف عنهم سوء السيرة.
4- إذا اعتاد الهروب من البيت أو المدرسة أو من معاهد التعليم أو التدريب.
5- إذا لم تكن له وسيلة مشروعة للعيش أو لم يكن له عائل مؤتمن
6- إذا وجد في بيئة تعرض سلامته الأخلاقية أو النفسية أو الجسدية أو التربوية للخطر.
7- إذا ارتكب فعلا يشكل جناية أو جنحة وكان دون التاسعة من عمره.
وأضافت بأن الأحداث المعرضين للجنوح يودعون بالدار بصدور قرار من المحكمة بذلك، نتيجة التبليغ عن حالة الحدث من قبل الأشخاص المخولين للتبليغ وهم ولي الأمر أو الوصي أو المؤتمن عليه، وكذلك الأخصائيون الاجتماعيون أو مدير المدرسة ولكن يشترط في ذلك موافقة ولي الأمر، ويتم ذلك بأن يقوم ولي الأمر بالشكوى بأن ابنه يهرب من البيت مثلا أو يصاحب أشخاصا سيئي السمعة، بعد ذلك ترد لنا الحالة أو القضية عن طريق الادعاء العام ليقوم المراقبون الاجتماعيون بالتعاون مع الأخصائي النفسي أو الاجتماعي بالدائرة بالبحث في الحالة، ثم يتم رفع تقرير للمحكمة ومن خلال هذا التقرير يقرر القاضي إن كان هذا الحدث يتم إيداعه بدار التوجيه أو يسلم لولي أمره أو يتخذ فيه إجراءات أخرى.





7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟
7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟ 7 حالات تدل عليهم: من هم الأحداث المعرضون للجنوح وكيف يتم التعامل معهم؟

رعاية شاملة
وحول سؤالنا ماذا يحدث إن أصدرت المحكمة قرارا بإيداع الحدث بدار التوجيه؟ وكيف يتم التعامل معه؟ وما هي البرامج التي تقدمها الدار للأحداث المودعين بها؟ أجابت حوراء: تتم دراسة الحالة النفسية للحدث حال وصوله للدار لتحديد احتياجاته من البرامج التعليمية والتأهيلية، وكذلك يتم إجراء الفحص الطبي للحدث للتأكد من صحته وسلامته من الأمراض المعدية لضمان سلامة الأحداث الذين سيعيش بينهم خلال فترة وجوده بالدار، وبعدها نحدد البرامج التي سيحتاجها الحدث وهذه تعتمد على طبيعة الحدث نفسه، فقد يكون الحدث أميا لا يقرأ ولا يكتب، وحينها لا يمكن أن نقدم له برامج تنمية ذاتية عميقة، وبعض الأحداث لديهم مهارة في الأعمال اليدوية، فنحن نقدم برامج متنوعة للجميع، برامج بها أعمال ومشغولات يدوية وبرامج صحية، بحيث تقدم لهم إحدى المثقفات الصحية برنامجا تثقيفيا صحيا بواقع مرة واحدة بالأسبوع، يكون البرنامج من اختيار المثقفة الصحية وأحيانا من اختيار الأحداث أنفسهم، وبرنامج ديني تقدمه المرشدات الدينيات بواقع مرتين بالأسبوع بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وكذلك نتعاون مع بعض المراكز لتقديم برامج في التنمية الذاتية والبشرية، كما يوجد تعاون مع بعض الفرق التطوعية لتقديم الدورات والورش التدريبية في مختلف التخصصات، إلى جانب تنظيم الاحتفالات والبرامج الترفيهية، وتقديم المساعدة بتوفير برامج ومدربين مختصين للأحداث كل حسب احتياجه، إضافة إلى برامج داخلية ترفيهية من إعداد الأحداث أنفسهم تتضمن المسرحيات والاناشيد وتقديم مهاراتهم ككتابة الشعر والرسم، وبرامج في الطبخ للفتيات، أما البرنامج التعليمي فقد تم افتتاح مركز الحور بدار التوجيه وهو تابع لوزارة التربية والتعليم، حيث قامت الوزارة مشكورة بتوفير المعلمين لمختلف المواد الدراسية ومختلف المراحل التعليمية، بحيث يكمل الطلاب ما تبقى لهم من دراستهم بهذا المركز.


تقييم الحدث
وذكرت حوراء الموسوي أن دار توجيه الأحداث تقدم تقريرا حول الحدث للمحكمة كل ثلاثة أشهر، أو حسب مدة إقامة الحدث في الدار وفقا للقرار الصادر من المحكمة، بحيث بعض القرارات تحدد بها مدة الإقامة وبعض القرارات تكون مفتوحة تعتمد على مدى تحسن سلوك الحدث وإن أصبح قادرا على الاندماج مع المجتمع والخروج من الدار، وبعض الأحداث يكون قرار اقامتهم أقل من ثلاثة أشهر فنقدم التقرير للمحكمة بعد مضي نصف المدة، وتعرج على أن بعض أولياء الأمور يتقدمون بطلب خروج أبنائهم من الدار قبل انتهاء المدة المحددة بقرار المحكمة، لكننا نحاول اقناعهم ببقاء الحدث فإن أصروا على ذلك فإنهم يلجؤون للمحكمة وهي السلطة الأعلى التي تبت في أمر خروج الحدث من بقائه اعتمادا على التقرير الذي يقدمه الاخصائيون بالدار للمحكمة عن الحدث.


متابعة ورعاية لاحقة
بعد أن يقضي الحدث المدة المقررة له تستمر رحلة المتابعة والرعاية اللاحقة له ولولي أمره من قبل الأخصائيين، وحول هذا الأمر أوضحت حوراء قائلة: بالنسبة لأولياء الأمور فهناك برنامج الرعاية اللاحقة الذي نقدمه بعد خروج الحدث من الدار، وفي بعض الأحيان قد يتم تقديمه قبل خروج الحدث، فيتم ذلك قبل خروج الحدث بثلاثة أشهر أو ستة أشهر سواء من دار توجيه الأحداث أو دار الإصلاح، وذلك لتهيئة البيئة التي سيعيش الطفل فيها وضبط الوضع قبل خروجه خوفا من أن يحدث انكسار، ويتم ذلك أيضا بتواصل الاخصائيين بالدار مع أولياء الأمور في جميع المحافظات ومحاولة توطيد العلاقات بين الحدث الموجود بالدار وبين عائلته، فإن استمر الانكسار او الشق فيقدم المراقب تقريرا لتمديد مدة إقامة الحدث بالدار حتى لو بقي لفترة تمتد لسنوات، كما ونبحث له عن أسرة بديلة في حال كان وضع أسرته غير مستقر لأسباب تختلف من أسرة لأخرى، حيث تكون الأسرة البديلة من أسر أحد الأقرباء كالخال أو العم أو الجد أو الجدة أو أي قريب من الأسرة ويكون ذلك بعد التواصل مع الأسرة البديلة ودراسة وضعها ووضع البيئة المحيطة، ثم يتم ربط الحدث بالأسرة البديلة مبدئيا بالتواصل والتهيئة المبدئية للطرفين وتوطيد العلاقة بينهما.
وتؤكد الموسوي أن للأسرة البديلة معايير نأخذها بعين الاعتبار وهي أن تسكن الأسرة البديلة في منطقة بعيدة عن المنطقة التي كان الحدث مستقرا بها مع أسرته بحيث نبعده عن تأثير رفقاء السوء المحيطين به، أو إبعاده عن الوسط الأسري الذي كان يغط بالمشاحنات والمشاكل بينه وأفراد أسرته أو أحد أبويه مع ضمان الإبقاء على زيارات دورية للتواصل مع أسرته، ويتم الأخذ في الحسبان معاينة المدارس المحيطة بالأسرة البديلة للتأكد من أنها مناسبة لانخراطه فيها، كما يتم التواصل مع الأخصائي الاجتماعي أو مدير المدرسة وتوضيح حالة ووضع الحدث ليتم التعاون فيما بين الدار والمدرسة لتوجيه الحدث ومراقبة سلوكه.


فن ومهارة تربية الأبناء
وحول سبب وجود أطفال يجلبون المتاعب لأهلهم ويتحولون إلى أحداث جانحين أو معرضين للجنوح، قالت حوراء إن المشكلة ليست مشكلة وعي واطلاع وإنما فن وسلوك، فمن الأهالي من يحملون شهادات الدراسات العليا إلا أنهم لا يملكون فنون ومهارات وأدوات التعامل مع أبنائهم، وفي هذا السياق نستحضر توجيه سيدنا علي بن أبي طالب حينما أشار لأن نربي أبناءنا لزمان غير زماننا وليس كما تربينا نحن في زمن آخر ومعطيات أخرى، فلابد أن نحكم العقل ونوزن الحكمة والعاطفة في التعامل للحفاظ على الهدوء والسكينة في المنزل ولكسب الأبناء وإيجاد قنوات حوار هادفة معهم، فنرجو من الأسر أن تخلق نوعا من الصداقة في التعامل مع أبنائها، وأن تغرس وترسخ في نفوسهم القيم والمبادئ الاسلامية السمحة التي تخلق أمانا نفسيا ورقابة ذاتية، كما يجب على الأسر أن تضع أطرا واضحة في استخدام الأبناء للتكنولوجيا حتى يتأكدوا من أنهم يحسنون توظيفها بما يسهم في تنميتهم وليس انتكاستهم، لأن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وغياب الرقابة على هذا الجانب قد يودي بالأبناء إلى مهالك لا يحمد عقباها، كما لابد من تفهم ولي أمر الحدث الجانح أو المعرض للجنوح للمشكلة ومسبباتها والعوامل التي أسهمت في وجودها والتعاون مع الأخصائيين في الدار لتذليل التحديات وإيجاد العلاج المجدي والحلول المناسبة لوضعها موضع التنفيذ على مستوى ولي الأمر والحدث في ذات الآن، وذلك لضمان تقويم الحدث وخلق الوسط الأسري الملائم والمساند له والذي من شأنه تعزيز تماسك الأسرة، ولابد أن تسعى الأسر لخلق جو من الاحترام المتبادل بين أبنائها دون تمييز أو عقد مقارنات بين الابن وأطفال آخرين، جنبا إلى جنب مع تقديم العون له للمضي قدما في خطته العلاجية، ويتطلب جنوح أحد الأبناء التفاتة من ولي الأمر لمراجعة أسلوب التربية الذي انتهجه والتهيئة النفسية والقيمية لكل ابن على حدة مراعاة للتباين والاختلاف الموجود في شخصيات الأبناء، وأود أن أؤكد هنا على الدور الكبير الملقى على عاتق وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية وذلك لأن الحدث يقضي ما لا يقل عن ثمان ساعات في ساحاتها وأروقتها وقاعاتها وبين معلميه وزملائه وما يتمخض عن هذا التلاحم من تلاقح للأفكار والتوجهات والسلوكيات.


Your Page Title