فضاءات

موسى الفرعي يكتب: ورق لتغطية السوءة، سامي العثمان مثالًا

موسى الفرعي يكتب: ورق لتغطية السوءة، سامي العثمان مثالًا
موسى الفرعي يكتب: ورق لتغطية السوءة، سامي العثمان مثالًا موسى الفرعي يكتب: ورق لتغطية السوءة، سامي العثمان مثالًا

أثير- موسى الفرعي

حداثة السن دائما ما تدعو إلى التجريب والاكتشاف، أما النضج فلا يُنتج إلا الحكمة وحسن التصرف والاتزان، وهنا أعني حداثة السن السياسي، وفي السياسة يكون التجريب وبال شؤم وعاقبته وخيمة، وقد كثرت وتنوعت أساليب هذا العمل الممنهج ضد عمان من قبل حديثي السن هؤلاء، وتسخير الإعلام والأقلام التي تخشى رب العمل أكثر من خالق رب العمل، وتطمع في تحسين دخلها أكثر من الضمير الهادئ المطمئن، ولا شيء يدعو للاستغراب من مثلهم، لأن وجودهم أصبح بعدد الذباب والبعوض الذي يملأ عالمنا، ولا ينقل سوى أسباب المرض الذي حمله من حامل المرض نفسه، وكلما اتسعت خارطة العدوى ارتفع منسوب أمله بعطاء أكبر.

إن حداثة السن السياسي في البيت الخليجي الواحد تسعى إلى هدم السقف على ساكنيه، فكانت اليمن وقطر أول مساحة لهذا الحراك السياسي الشبق، والهدف الآن هي عمان.

إن هذا العمل الممنهج له سماته الخاصة التي تدل على أناس بعينهم، أناس لهم ذاكرة ذبابية؛ إذ لا يتعلمون من أخطائهم وينسون دائما أن سبب خساراتهم الفادحة هي عدم دراسة المحيط السياسي بشكل حقيقي، والوهم الذي يصور لهم وجودهم كقوة أَخيلية لا تُهزم، ولكن هذه الذاكرة الذبابية تعكس الصورة المؤقتة التي جمّعتها ثواني تلك الذاكرة، غير أن الحقيقة ونتائج الواقع الذي هم فيه يؤكد أنهم مجرد مراهقين شبقين يتقاذفون الكرة من أبوظبي إلى الرياض والعكس، وكلما اتسعت خيباتهم اندفعوا بهزيمتهم إلى الأمام ليستبقوا تأكيد خيباتهم.

اليوم يظهر الصحفي السعودي سامي العثمان وهو رئيس تحرير صحيفة “الرياض اليوم” عبر حسابه في تويتر ليقول بشكل استفهامي: إن دعم عمان للحوثيين هو إعلان حرب على دول الخليج، فمن هي دول الخليج التي يعنيها، السعودية والإمارات فقط هي ما تمثل الوجود الخليجي لديه.؟ّ وأين ذهبت عمان الأشد حضورا في التاريخ والمشهد السياسي العالمي، وأين هي الكويت بوجود الشيخ صباح الأحمد، وأين قطر بوجود الشيخ تميم الشاب الذي أثبت أنه أكثر حكمة واتزانا ممن سبقه في الميلاد.من يمثل البيت الخليجي إذن ومن أعطى سامي العثمان حق محو كل هذه الأطراف في البيت الخليجي؟ وإن لم يكن وراءه أحد يدفعه فأين المحاسبة التي تفرض على البسطاء في مواقع التواصل الاجتماعي وتبتعد عن رئيس صحيفة رسمية؟

أما أسطوانة الحوثيين ودعم عمان لهم باتت شيئا ممجوجا، فالقارئ في كل مكان يعلم علم اليقين أن منطقة الخليج تُغطى باستخبارات أمريكية بريطانية والأسطول الفرنسي يشرف على مراقبة الحدود البحرية في المنطقة، أما الأقمار الاصطناعية فترصد حركة النمل في ثقوبه، ولن تتجاهل هذه الدول الكبرى مثل هذا الدعم المزعوم، كما أن إيران التي يسبحون في محيطها صباح مساء تحولت لشماعة أخطاء ولم يتجرأ أحد منهم على مواجهتها لأنهم لا يملكون سوى الضحك على أذقان الشعوب، فحجم تبادلهم التجاري مع إيران يفوق تعامل عمان مع طهران هذا وإيران هي العدو كما يزعمون، كما أنهم لا يملكون القوة أو القدرة على مواجهتها لعدة اسباب أهمها هو أن الحوثيين “أذناب إيران في اليمن كما يقولون عنهم” بعدد قليل وأسلحة بدائية قياسا بما يملكون تمكنوا من تحجيمهم وتعريفهم ما هم عليه وألحقوا بهم الخسارة تلو الخسارة، فإن كان هذا فعل الذنب فيهم فكيف بالرأس، أما العلاقة العمانية الإيرانية فتتسم بالصداقة والسلام بين البلدين كعرف عماني تنتهجه مع جميع دول العالم وهي اليوم تقف وقفة ند قوي محترم مع إيران وأصدقاء طالما انعدمت أية أسباب للعداء، أما مسألة المواجهة فقد سبق للعمانيين مواجهة الفرس وإنهاء أطماعهم في عمان لذلك على متهالكيهم عدم التجلي كثيرا.

لقد أصبحت هذه الافتراءات التي يُصدّرها مثل هؤلاء تقترب من كمال السخف والغباء والاستهانة بعقول الشعوب أيضا، لكنهم لا يعلمون أن الشعوب تراهم بذات الصورة بعد أن رُفع الغطاء عنهما وطفقا يبحثان عن ورق لتغطية سوءة هزائمهم ولم يجدوا.

ما أسوأ العري السياسي وما أقبح العري الإعلامي حين يحاول أن يكون أوراقا لتغطية السوءات، فاقد الشيء لا يعطيه فكيف سيتمكن سامي العثمان وأمثاله من تغطية العورات إن كانوا عراة في مشهد الخُلق الإعلامي، سامي العثمان الذي صدّر حسابه الرسمي في تويتر بتغريدة يسرد فيها إصداراته التي من بينها “عاصفة الحزم والدفاع عن العقيدة والوجود” عليك أيها العثمان أن تدرك أولا معنى الحزم وأن معناه مرتبط بنتائجه التي أثبتت أن لا علاقة لما هو كائن بالحزم، ومعنى العقيدة التي لا تتحقق إلا بكيفية الوجود ومعنى الوجود الذي يسقط سقوطا ذريعا حين يكون معول هدم لا بناء وأداة تضليل لا هدى، وسبيل خداع لا صدق وأمانة، عليك أن ترمي الدواة عرض الحائط وتبعثر الأوراق فمن يرفع المنصوب لا يليق به أن يترأس تحرير صحيفة رسمية وهذا ما كان منه في تغريدته عن عمان. إن عمان تنتصر عليك بك، ومن لا يستطيع ذلك كله أستغرب كيف يعول عليه رب نعمته الأرضية فيما ما يفوق قدراته وإمكاناته.

إن الذين يهدرون دماء أبناء عمومتهم، ويسرقون شواهد الحضارة قد أعلنوا على أنفسهم حرب الإنسانية في كل مكان، الذي يستهدف التلامذة الصغار في حافلاتهم المدرسية ويتلذذ بمشهد أشلائهم ودمائهم أولئك من ضل السبيل، من يهدر المليارات لقتل الأبرياء ومحاربة صم الجبال في اليمن في الوقت الذي ينبغي أن تصرف على أرضهم وشعوبهم أولئك من تدفعهم خساراتهم لإلقاء التهم يمينا وشمالا، من شكل تحالف أكبر الدول الاقتصادية لمقاطعة قطر بعد محاولات كثيرة للتدخل في شأنها الداخلي ويسقطون كلهم أمامها، الإعلام الذي يحاول تجميل كل ذلك مثله كالحمار يحمل أسفارا، بئس مثل القوم الذين يسعون إلى دمار الإنسان من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.

أما عُمان فمثل هذا الحراك الصبياني لا يحرك ورقة من شجيراتها، لذلك لا يمكن أن يَهز ثقة دول الخليج الساعية إلى الوحدة لا الفرقة، كما لا يَهز ثقة المجتمع الدولي الذي آمن بمنهاج السلام القوي الذي انتهجته عمان والذي تعيشه كمبدأ حياة، ودائما ما تسعى إلى تضامن الشعوب واستقرارها وصون منجزاتها ومكتسباتها وقد علم ذلك القاصي والداني وفي أنفسكم وإن كنتم تكابرون.

على كل واحد أن يتعلم أن يلعب بكرته المنفوخة بالهواء الفارغ بعيدا عن عمان، لأن في عمان سيرتفع منسوب خساراته كثيرا على كل الأصعدة، فإن كان إعلاميا ستظلله سماء من أقلام الشرفاء في عمان، وإن كان سياسيا فهو مهزوم مهزوم قبل أن يبتدئ فلا يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون، ولا يستوي الحق والباطل، ولا يستوي الخبيث والطيب، وأما عسكريا وهو خاتمة الحديث فلا تعبير أكثر بلاغة ووضوحا من قول جلالة السلطان القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي هو بوابة العبور للسلام أو السيف القاصم للظلمة والجهل حين قال: وهنا لا بد من أن نؤكد للجميع أن رغبتنا في السلام لا تنبثق من شعور بالضعف، نحن إذا تعرضنا إلى أي عدوان فإننا سندافع عن بلدنا بكل قوانا.

هذا هو السلطان قابوس بن سعيد القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد الأكثر حكمة في العصر الحديث المُنبت الأمل للباحث عنه، والدرع الواقي لمن أراد أن يصطدم به .

Your Page Title