العمانية-أثير
أعلنت وزارة الزراعة والثروة السمكية عن طرح مزايدة حول مشروع استثماري متكامل لإنشاء مزرعة نموذجية لأشجار النارجيل وتصنيع منتجاتها بمحافظة ظفار.
وأشارت إلى أن المزرعة النموذجية سيتم إنشاؤها على الأرض المخصصة لوزارة الزراعة والثروة السمكية الكائنة بمنطقة ارزات بولاية صلالة وتبلغ مساحتها 4 ملايين و845 ألفًا و355 مترًا مربعا أي ما تعادل حوالي 154ر1 فدانا.
وقالت الوزارة إن أشجار النارجيل تعد ثروة وطنية تتميز بها محافظة ظفار وتتسم ثمار النارجيل بمميزات اقتصادية وصحية متنوعة الأمر الذي يتطلب تطوير هذه الثروة والاهتمام بها حيث أن إنشاء مزرعة نموذجية لزراعة هذه الأشجار ستطبق فيها حزم تقنية متكاملة تشمل استخدام نظم ري حديثة وزراعة أصناف ملائمة وعمليات بستانية جيدة وترتبط بوحدة تصنيعية لاستغلال مكونات ثمرة النارجيل لزيادة القيمة المضافة وإيجاد منافذ تسويقية واعدة وتعظيم العوائد إضافة إلى إنشاء مجمعات سياحية ضمن إطار المزرعة النموذجية لاستقطاب السياح وتحقيق عوائد إضافية.
وأوضحت أن مكونات المشروع الرئيسية تضم حوالي 50 ألف شجرة نارجيل لأصناف محسنة وتطبق فيها أفضل العمليات البستانية وإنشاء وحدة متكاملة لتصنيع ثمار النارجيل بغرض زيادة القيمة المضافة تحكمها نتائج دراسة الجدوى وإقامة أنشطة سياحية ترفيهية يتم انشاؤها في حدود موقع المشروع بعد الحصول على الموافقات اللازمة. وبينت الوزارة أن المنتجات النهائية المستهدفة تتمثل في ثمار ومنتجات النارجيل المصنعة وتشمل ماء (عصير) وحليبا وزيتا ونارجيلا مجففا مبشورا وقشرة ومنتجات أخرى إضافة إلى منتجات سياحية ترفيهية.
وأضافت أن آخر موعد لتقديم العطاءات سيتم في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر المقبل وتم إعداد شروط عامة يجب توافرها عند تقديم المستثمر من الشركات والمؤسسات العمانية طلب المزايدة وتشمل الخبرة في مجال زراعة وإنتاج النارجيل/ والمقدرة المالية إضافة إلى مجموعة الأسس والضوابط الفنية والمالية لاختيار العرض الأفضل.
وقد أولت وزارة الزراعة والثروة السمكية اهتماما بالغا لتطوير وتحسين محصول جوز الهند (النارجيل) من خلال توسيع القاعدة الوراثية له وإدخال أصناف جديدة وتحسين العمليات الفلاحية وإجراء عدد من الدراسات البحثية خلال السنوات الماضية لتحسين الحزم الفلاحية لهذا المحصول الذي يعد من أهم محاصيل الفاكهة المتأقلمة لبيئة محافظة ظفار نظرا للظروف المناخية الاستوائية المواتية.
كما يعد المحصول التجاري الثاني بعد الموز في محافظة ظفار والمحصول الأول من ناحية المساحة الجغرافية بالمحافظة حيث يقدر عدد أشجار نخيل النارجيل بمحافظة ظفار حوالي 148 ألفا و869 نخلة وتبلغ المساحة المنزرعة من هذا المحصول 1517 فدانا حسب احصائيات القطاع الزراعي لعام 2017 وتصل الإنتاجية إلى 6643 طنا سنويا يصدر منها حوالي 1700 طن سنويا فيما يستهلك الإنتاج الباقي محليا.
وقالت الوزارة إنها بدأت اعتبارا من العام الماضي بنشر زراعة 50 ألف شتلة للمزارعين من 4 أصناف واعدة أوصت بها نتائج البحوث ضمن مشروع رائد على مدى 5 سنوات ( 2017م – 2021م ) بمعدل 10 آلاف شتلة كل عام وذلك من بين 11 صنفا من جوز الهند تم إدخالها من ساحل العاج وبدأت زراعتها في الحقل في عام 2011 بمحطة البحوث الزراعية بصلالة وهي من أصناف السلالات الطويلة والقصيرة والهجينة وتتميز بغزارة الإنتاج وجودة الثمار وبدأت معظم الأصناف التي تم اختيارها في التزهير والاثمار في أقل من عامين من زراعتها بالبذور على غير عادة أشجار جوز الهند التي تحتاج عادة الى 3 سنوات على الأقل للإثمار.
وأشارت الوزارة إلى أنها تجري العديد من الدراسات والبرامج المتعلقة بالمسوحات الحقلية وتقييم فاعلية الأعداء الحيوية وإكثار وإطلاق أشجار جوز الهند بمحافظة ظفار في الحقول وتقييم خاصية مقاومة / تحمل أصناف النارجيل للإصابة بالحلم وتقييم فعالية المعاملات الزراعية (الزراعات البينية والري والتسميد) وتقييم فعالية المبيدات الصديقة للبيئة وتعريف الأصناف المحلية بإجراء مسوحات وأخذ القياسات الخضرية والظاهرية للأصناف المحلية الطويلة المنتشر زراعتها على طول الشريط الساحلي للمحافظة وجمع وحفظ الأصناف المحلية الطويلة والمستوردة القصيرة حيث تم جمع بذور عدد من الأصناف المزروعة بمزرعة محطة البحوث الزراعية بصلاله وتم زراعتها في مجمع حقلي وراثي بواقع 25 شتلة من كل صنف إضافة الى اجراء العديد من البرامج والدراسات والمسوحات.
وتعمل الوزارة على إنتاج وتوزيع شتلات جوز الهند (النارجيل) حيث يقوم مشتل الفاكهة بمحطة البحوث الزراعية بإنتاج شتلات لمختلف أصناف النارجيل بشكل سنوي وقد تجاوز عدد الشتلات الموزعة خلال السنوات الماضية حوالي32 ألف شتلة وإقامة الندوات والحلقات الزراعية للمزارعين والمهتمين حول الاهتمام بزراعة هذا المحصول والحفاظ عليه وإصدار النشرات والكتيبات الإرشادية حول الاهتمام بشجرة جوز الهند وتربيتها ومكافحة أهم الآفات الزراعية والمرضية التي تؤثر على نموها وإنتاجيتها.
ويعتبر سهل صلالة من أشهر المناطق بزراعة النارجيل نظرا لتوفر الظروف المناخية الملائمة ويبلغ عددها في السهل 132 ألف و909 من نخيل جوز الهند وتتم زراعتها بسهل طاقة الزراعي الذي يبعد عن صلالة بـ 37 كيلو مترا ويبلغ عددها حسب التعداد الزراعي 5463 نخلة فيما يبلغ عددها في ولايات محافظة ظفار الأخرى 10489 نخلة ويبلغ الإنتاج السنوي من محصول النارجيل 6551 طنا استنادا إلى المساحة المزروعة التي تقدر بحوالي 1455 فدانا.
وتثمر الأصناف الطويلة من النارجيل بعد 6 إلى 7 سنوات بينما تبدأ الأصناف القصيرة الإثمار بعد 3 إلى 5 سنوات حيث تصل الثمار إلى حجمها الكامل خلال 6 إلى 7 أشهر وتكون في هذه المرحلة صالحة للشرب وتصل الثمار إلى مرحلة النضج الكامل بعد ذلك بمدة 6 أشهر أخرى أي أن مرحلة النضج الكامل تستغرق عاما تقريبا.
وتجمع الثمار في مرحلة مدتها 6 إلى 7 أشهر من أجل الشرب وهو ما يطلق عليه محليا (المشلي) ومعظم المحصول في صلالة يستهلك في هذه المرحلة وتجمع الثمار في مرحلة النضج الكامل أي بعد حوالي 11 شهرا لتجفيفها للاستعمال في صناعة الحلويات بينما تجمع الثمار لاستخراج زيت النارجيل بعد 12 إلى 13 شهرا وتسمى هذه المرحلة “طور النضج الميت” حيث تسقط تلقائيا من النخيل.
ويختلف محصول النارجيل الناتج حسب المنطقة والصنف والظروف الجوية السائدة والعناية التي توجه إلى النخيل ومتوسط المحصول في أفضل المناطق 200 ثمرة للنخلة الواحدة في السنة وفي صلالة يتراوح متوسط إنتاج النخلة في السنة من 75 إلى 120 ثمرة وتستعمل ثمار النارجيل في مرحلة الحجم الكامل في شرب مائها.