خارج الشباك
أثير – نبيل المزروعي
نعم الخسارة من أستراليا وبخماسية نظيفة في شباك منتخبنا الوطني قاسية و”توجع”، حتى وإن كانت التجربة ودية يُراد منها قياس المستوى الفني والبدني قبل الدخول في أكبر تجمع آسيوي، لأن النتيجة كان لها وما عليها من تداعيات كثيرة، أبرزها الظهور المتواضع والضعيف وربما “الهزيل” للاعبي الأحمر العُماني الذين نعول عليهم الكثير والكثير في المُعترك الآسيوي بعد أقل من أسبوع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لا نريد أن نهول حجم الخسارة ونتيجتها، في مباراة تحضيرية -لا تُقدم ولا تؤخر- في مشوار استعدادات الأحمر الغالي من أجل الظهور بصورة جديدة ومُغايرة في رابع مشاركة له في النهائيات الآسيوية، والتي نأمل من خلالها “الأفضل” للعديد من الاعتبارات التي ترافق منتخبنا في البطولة، ولعل أبرزها الدخول للمنافسات (كبطل خليجي 23)، والاستقرار على المستوى الفني من فترة ليست بالقصيرة، كما أن البطولة ستظهر “بثوب جديد” فيه من إمكانية العبور للأمام الشيء الكثير.
كلنا مع الأحمر نعم .. وسوية للآسيوية، وكذلك قادمون يا آسيا .. هي ليست شعارات وكلمات نتغنى بها، بقدر ما نحن داعمون للمشاركة الآسيوية بكل ما أوتينا من إمكانات، إلا أنه وجب أيضا أو يُحتم على أقلامنا أن تذكّر “لأن الذكرى تنفع المؤمنين “من أهمية المشاركة الآسيوية التي تتطلب مزيدًا من العمل والحضور الذهني، ليس على مستوى اللاعبين والجهاز الفني فقط، وإنما الأمر يزداد “ثقلا” كذلك على الجهاز الإداري المسؤول عن منتخبنا الوطني، فالمشاركة مسؤولية الجميع، والظهور بشكل مميز ومختلف سيكون بدعم الجميع.
فأيًا كانت أسباب “خماسية” أستراليا، فنية أو إدارية، إلا أن الخوض فيها لا ضير منه، طالما ابتغينا منها الحذر ومحاولة الإصلاح وتدارك الوضع -ما استطاعوا إليه سبيلا- خاصة وأن هناك ما يقارب العشرة أيام قبل أول ظهور رسمي في النهائيات الآسيوية، لأن ما ظهر عليه الأحمر – حقيقةً- لا يُقدّم الطمأنينة أو التفاؤل، لأننا لم نشاهد على مدى الـ90 دقيقة جملة تكتيكية واحدة، ترفع من مستوى الأمل لدينا، وتعطينا عربونًا من أجل هز الشباك الأوزبكية في الشارقة، وحتى الطريقة “الفريبكية” في دفاع المنطقة، ظهرت متفككة ومتهالكة لا تقوى حتى على الصمود أمام تركمانستان أضعف منتخبات المجموعة.
البطولة الآسيوية ..ليست بحال الخليجية، فالرجاء كل الرجاء نسيان أمر الذهب واللقب، فالفوارق عملاقة، وحجم المساواة بينهما لا يُقاس بالدعاء والأمنيات والبركة، فما تجده في الخليجية لن تناله في الآسيوية.. “المنطق” يفرض نفسه والواقع مختلف، إذا أردنا الحديث في مجالس الكبار، الذين صنعوا من الأحلام خططًا، ومن الأمنيات عملًا، ومن العدم إنجازات يتغنون بها، آسيا قريبة وهناك متسع للعمل والوقوف على “خماسية” أستراليا النظيفة .. ومن يدري لربما يكون الأحمر “سوبرمان” البطولة الآسيوية ويقدم عكس ما ظهر في ودياته السابقة.
أخيرًا ..
منتخبنا قادر على عبور المجموعات وأن يُحلّق أبعد منها، فالمقومات جميعها موجودة ولا تحتاج إلى معجزات .. فقط نحتاج أن نقيس الأمور بمقياس الصراحة وعدم الكيل بمكاييل أخرى .. ونسأل الله التوفيق.