سومر العلي
قبل أن نمد ونتحدث ونُحلل، لا بد من الإشارة إلى أن التصريح المنقول عن سيميوني مدرب اتلتيكو مدريد حول بيع البطيخ كان بدعة من صفحات السوشل ميديا الناطقة بالعربية، لكنه ربما بطريقة أو بأخرى تحول لإسقاط واقعي مؤسف لدييغو سيميوني وناديه المكافح طيلة السنوات الثمانية الماضية الحافلة بالعديد من النجاحات والتفوق، مباراة فجر الأربعاء أثبتت بشكل قطعي أن نادي ريال مدريد لم يكن عقدة الروخي بلانكوس، بل كرستيانو رونالد هو العقدة الأزلية.
الليلة التي شاهدناها بالأمس كانت مشهدا مكررا لمباريات سابقة، والفارق الوحيد كان القمصان التي يلبسها الطرفان مع ثبات في نظرات وحيرة سيميوني من جهة، ومشاهدة أليغري مدرب اليوفنتوس الإيطالي على الجهة الأخرى، وكيف يكون عالم التدريب أفضل بوجود لاعب بقيمة كريستيانو رونالدو، الذي يزيح عنك الضغوطات والهجوم من الجمهور الذي كان من المؤكد أن يطالب بإقالته فورا بعد الإقصاء المفترض.
على الجانب التكتيكي لمباراة الإياب بين يوفنتوس الإيطالي واتلتيكو مدريد الأسباني، نجد أن ” التشولو ” قد أخطأ بتعويض غياب ظهيريه الأيسرين، عندما أقحم خوان فران المُتهالك بأربعة وثلاثين عاما، وفي مركز لا يعرف عنه شيئا، أمام كتيبة مدمرة لا تمشي على أرض الملعب أبدا، كما كانت تعليماته السلبية بعدم تخطي لاعبيه منتصف الملعب وعلى رأسهم موراتا وغريزمان، اللاعبان اللذان يتألقان مع منتخباتهما الوطنية حالهما حال أغلب نجوم الروخي بلانكوس، الذي تحول من فريق يصنع النجوم إلى فريق ممتلئ بهم -بجهود المدرب الأرجنتيني-، لكن المثل الذي يقول “إن الوصول للقمة ليس كالحفاظ عليها” جاء لينطبق على حال هذا النادي الذي وصل لمرحلة نوعية في تاريخه الكروي، لكنه توقف إلى حدٍ معين.
أليغري الذي كان عليه أن يُقاتل على آخر فرصة، راهن وبذكاء على سبيناتزولا في الرواق الخلفي الأيسر لأول مرة، كما غامر بإقحام المراهق كين الذي يثبت أنه موهبة قادمة في عالم كرة القدم، وذلك لثقته الكبيرة بما سيقوم به كريستيانو رونالدو في الأمام، فعمل على توظيف كل من في الملعب من أجل فتح المساحات المطلوبة له، ليتمركز في نقاط ضعف الخصم الواضحة جدًا.
موسم أوروبي يُعد الأعظم على مستوى بطولات دوري الأبطال، حيث حمل لنا العديد من الـ “الريمونتادا” للتاريخ، ولا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام المقبلة، لكن ما بات مؤكدا أن التغيير أصبح ضرورة مُلحة مع أكثر الأندية الأوروبية، كما أن فريق “الهنود الحمر” لابد أن يُعيد التفكير بعلاقته الوطيدة مع حب حياته المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، الذي بات ينسخ نفسه عن المدرب جوزيه مورينهو- وهو ما لا يريده أحدًا من العشاق-.
*الصورة من الأنترنت