أثير-تاريخ عمان
أثير-تاريخ عمان
أثير-تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
هو سليلُ (نوخذة) معروف جاب موانئ عمان والخليج والمحيط الهندي لسنواتٍ طويلة، وتفتحت عيناه على البحر وعلى السفن الذي تمخر عبابه، وكان خور (البطح) ميناء صور الشهير بسفنه الخشبية الكبيرة الراسية على ضفافه، والمحملة بالبضائع المختلفة محطة التساؤل الأولى للفتى الصغير الذي لم يتجاوز وقتها الخامسة من العمر حول موضوعات كثيرة تتعلق بتلك السفن، ومن حيث مسارها، والرجال الذين يعملون عليها، والبضائع التي تحملها، وأسئلةٌ أخرى عديدة كرّس لها الفتى بعد ذلك مساحاتٍ كبيرةٍ من البحث والدراسة.

بدأت علاقته بالتاريخ منذ أن ركب لأول مرة في صغره (خشبة) والده القبطان المعروف، في رحلةٍ قصيرةٍ ووحيدة من خور البطح إلى (الرشّة) أحد أحياء مدينة صور العريقة، لكنها كانت كافية لبعث الشغف والفضول لديه، ولا تزال تلك الدقائق القليلة عالقةً في ذهن الفتى الصغير حتى بعد أن كبر وأصبح باحثًا معروفًا وحاملًا لأعلى الشهادات الدراسية، ولا يزال يتذكر مشهد والده وهو يؤشر على (السكوني) ليدله على المسار الصحيح! ومن يومها والتاريخ البحريّ حاضرٌ أمام عين باحثنا، ليصبح متخصصًا فيه بعد أن كان يبحث عن أبسط الإجابات عنه في رحلة تأملاته اليومية أمام الخور العظيم!

(أثير) تقترب في هذه المحطة من سلسلة (المشتغلون بالتاريخ) من شخصية باحثٍ عمانيٍّ شاب هو الباحث الدكتور ناصر بن سعيد بن مبارك العتيقي المتخصص في التاريخ العماني الحديث والحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ العماني من جامعة السلطان قابوس في 2018م، عن دراسةٍ بعنوان “مواقف القوى الكبرى من النشاط الملاحي لمدينة صور العمانية 1888- 1913.”
إصدارات
إصدارات
للباحث الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي كتاب صادر في عام 2015م عن دار الفرقد السورية يتناول “الأوضاع السياسية العُمانية في عهد السلطان سعيد بن تيمور 1932 ـ 1954م”، وهو في الأساس عنوان لرسالة الماجستير التي قدمها بمعهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية في عام 2007م، كما إنه بصدد الانتهاء من طباعة كتابه الثاني المتعلق بمواقف القوى الكبرى من النشاط الملاحي لمدينة صور العمانية 1888-1913.

ولعل من يدقق في عناوين الرسائل الجامعية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه للدكتور العتيقي يلمح فيها الاهتمام بالجانب السياسي، ولعل ذلك يعود إلى اهتمامه المبكر بعلم السياسة منذ صغره، وتحديدًا منذ أن كان يستمع إلى أخبار العالم السياسية عبر الراديو وهو صغير بمعيّة والده القبطان المعروف، فبدأ في تشرّب حب السياسة منه، ثم عززها باهتمام آخر في سنيّ دراسته الأولى من خلال تلخيص أخبار العالم كما وردت في محطات الإذاعة والتلفزيون ونقلها عبر أثير الإذاعة المدرسية لزملائه الطلبة، فكان هذا دافعًا فيما بعد للبحث عن تخصص يقترب من علم السياسة، فكان التاريخ الذي درسه في كلية المعلمين بصور في أول محطة دراسية عليا له، ثم تخصص فيه كمدرس للدراسات الاجتماعية قبل أن يتوسع في دراساته وبحوثه فيما بعد.

نشاط فكري واسع
نشاط فكري واسع
للباحث الدكتور ناصر العتيقي نشاط فكري واسع، فهو دائم الحرص على الحضور والمشاركة في أغلب الفعاليات الثقافية بشكل عام، والتاريخية بشكل خاص في السلطنة، ويندر ألا يكون موجودًا على هامش تلك الفعاليات سواء من خلال المشاركة بأوراق العمل، أو الحضور، كما إنه مؤسس ومدير لعدد من المجموعات (الواتسابية) المتخصصة في مجال التاريخ العماني، والتي تضم نخبة من الباحثين المتخصصين، بالإضافة إلى عضويته في عدد من الجمعيات المهتمة بالتاريخ؛ فهو عضو بجمعية الكتاب والأدباء العمانية، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وجمعية التاريخ العمانية، كما كان عضوًا في اللجنة المنظمة للملتقى العشرين لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والذي عقد مؤخرا بمسقط في أبريل 2019م، كما عمل باحثنا كعضو هيئة تدريس زائر في جامعة السلطان قابوس في الفصل الدراسي الثاني 2014م، وأسهم في مراجعة العديد من الكتب والبحوث التاريخية المتعلقة بتاريخ مدينة صور بشكل خاص، والتاريخ العماني بشكلٍ عام.

أوراق عمل
أوراق عمل
شارك باحثنا على مدى رحلته المستمرة في مجال البحث التاريخي في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات من بينها: تقديم ورقة بحثية في ندوة مخطوطة معدن الأسرار في علوم البحار للملاح العماني ناصر الخضوري أول مخطوطة عربية تدخل في سجل ذاكرة العالم، حول الأدوات الملاحية المستخدمة من قبل الملاح ناصر الخضوري، كما شارك بورقة عمل في المؤتمر الدولي الرابع لهيئة الوثائق العمانية بمسقط حول تاريخ الصحافة بعنوان: ” التاجر الفرنسي جوجير والمكاتب عبدالعزيز مراسل جريدة الأهرام المصرية 1901-1905م “، وشارك في المؤتمر الخامس لهيئة الوثائق العمانية بجمهورية جزر القمر حول العلاقات العمانية الأفريقية بورقة عملٍ عنوانها: ” مصادرة الطليان للسفن العمانية في السواحل الصومالية “، كما شارك بورقة عمل في ملتقى الجمعية الخليجية للتاريخ والآثار بالبحرين 2016م ، حول تقرير مورفي، كما قدّم العديد من المحاضرات على مستوى ولاية صور من بينها محاضرة من تنظيم مكتبة صور العامة عن تاريخ مدينة صور العمانية خلال الفترة ( 1807 – 1928م )، وأدار مؤخرًا جلسة علمية في ندوة الشيخ العلامة سعيد بن مبارك الغيلاني التي عُقدت بولاية صور في ديسمبر 2018م، بتنظيم من النادي الثقافي، وله عدة أبحاث منشورة في مجلات علمية وتاريخية متخصصة.
شارك باحثنا على مدى رحلته المستمرة في مجال البحث التاريخي في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات من بينها: تقديم ورقة بحثية في ندوة مخطوطة معدن الأسرار في علوم البحار للملاح العماني ناصر الخضوري أول مخطوطة عربية تدخل في سجل ذاكرة العالم، حول الأدوات الملاحية المستخدمة من قبل الملاح ناصر الخضوري، كما شارك بورقة عمل في المؤتمر الدولي الرابع لهيئة الوثائق العمانية بمسقط حول تاريخ الصحافة بعنوان: ” التاجر الفرنسي جوجير والمكاتب عبدالعزيز مراسل جريدة الأهرام المصرية 1901-1905م “، وشارك في المؤتمر الخامس لهيئة الوثائق العمانية بجمهورية جزر القمر حول العلاقات العمانية الأفريقية بورقة عملٍ عنوانها: ” مصادرة الطليان للسفن العمانية في السواحل الصومالية “، كما شارك بورقة عمل في ملتقى الجمعية الخليجية للتاريخ والآثار بالبحرين 2016م ، حول تقرير مورفي،
كما قدّم العديد من المحاضرات على مستوى ولاية صور من بينها محاضرة من تنظيم مكتبة صور العامة عن تاريخ مدينة صور العمانية خلال الفترة ( 1807 – 1928م )
، وأدار مؤخرًا جلسة علمية في ندوة الشيخ العلامة سعيد بن مبارك الغيلاني التي عُقدت بولاية صور في ديسمبر 2018م، بتنظيم من النادي الثقافي، وله عدة أبحاث منشورة في مجلات علمية وتاريخية متخصصة.

آمال وتطلعات
آمال وتطلعات
يأمل الباحث في وجود مجلات علمية تاريخيّة محكّمة على المستوى المحلّي تمكّن الباحث العماني من نشر بحوثه ودراساته، وتوفر للمهتمين بالتاريخ فرصة الحصول على المعلومات التاريخية المطلوبة، كما يتمنى وجود مركز ثقافي متخصص ومهتم بمجال التاريخ العُماني يقوم بالعديد من الأنشطة المختلفة في مجال تنظيم الفعاليات الثقافية البحثية من مؤتمرات وندوات وحلقات عمل، وطباعة ونشر البحوث والدراسات، كما يأمل في إيجاد دعم للجمعيات التاريخية العُمانية والخليجية لتتمكن من مزاولة أنشطتها بشكل موسّع، ومع تقديره وإشادته بالجهد الكبير الذي تبذله الهيئة العامة للوثائق والمخطوطات في سبيل الاهتمام بالوثيقة والمخطوط العماني، من خلال البحث عنه، وصيانته، وحفظه، وعرضه، وتقديمه للباحثين، إلا أن باحثنا يأمل في زيادة هذا الجهد من خلال تطوير أعمال هيئة الوثائق بحيث يتم التوسع والتجديد في آليات وأساليب عرض الوثائق الحالية، وزيادة أعداد الوثائق المعروضة كي يجد الباحث العُماني مصادر أصيلة يرجع إليها عند القيام ببحوثه المختلفة في التاريخ العماني.
