أثير- د.سالم بن سلمان الشكيلي
أسلوب الهمز واللمز الذي يستخدمه البعض ليس إلا حيلة يائسة بائسة لديهم، ممن لا همّ لهم ولا سوق يبيعون فيه، إلا سوق الردح والقدح الذي اعتادوا عليه، ليس لهم مبدأ أو موقف ثابت، بل هوى يتغيّر بتغيّر الإملاء والتوجيه الذي يُملى عليهم من زبائنهم وزبانيتهم.
سئمنا من مثل هؤلاء النفر، سئمنا من همزهم ولمزهم وسخافاتهم ومؤامراتهم في تشويه اسم سلطنة عمان عند كلّ سانحة تلوح لهم في الأفق، حتى ولو كانت من زمن ومكان اللامعقول يكفي عندهم نفث سمومهم وأحقادهم وزيف باطلهم وأكاذيبهم ليحققوا غرضًا في نفوسهم، ولكن بحول الله ليسوا ببالغيه؛ فالله ثمّ بأس العمانيين حائل بينهم وما يرمون إليه، رغم تكرار محاولات الرقص واختلاف الراقصين في مشاهد فاضحة تفضح مآربهم ومقاصدهم حتى بدوا في شكل عاهرة تخلت عن قيم الدين والأخلاق.
المنطق بعيد عن أنوفهم، والعقل صغير في رؤوسهم، يعلمون أنّ الشمس لا يحجبها غربال، ولا يؤخِّر مجيئها عن موعدها نعيق الغربان، ومع ذلك فهم يُمارون في الحق لكنّهم لفي ضلال بعيد، ارتضوا أن يكونوا أبواقًا رخص ثمنها مع رداءة وسوء مبيعهم وسلعتهم.
لست أدري ما هي علاقة سلطنة عمان بحادثة تخريب السفن الأربع في ميناء الفجيرة، هل من عاقل يُصدّق مقولة تورّط السلطنة في ذلك العمل الإرهابي كما أُطلق عليه، إلا السذّج ممن خدعوا بولولات علاونة وأشياعه، إن كان لديكم ما يثبت دعاواكم فابسطوها علنًا وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي، فإن صدقتم فيما تدعون حقًا، كنا لكم ومعكم للحق والعدل طالبين، نحن شعب تربّينا وتعلّمنا في مدرسة عمانية لا تعرف إلا السلم والمحبة والتسامح واحترام الغير، لا نخون ولا نغدر ولا نعادي قريبًا أو بعيدًا، والقريب أولى لنا لو كان يعلم.
أيها الناس إن كان لديكم علم من الكتاب بأيِّ دورٍ لسلطنة عمان في حادثة الفجيرة أو أي حوادث أخرى فابسطوها نبسط للحق معكم، أما المهاترات والهمزات واللمزات فليست إلا أفعال الجبناء والضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة، وإنّا لحالكم هذا لمشفقون. كان بالأمس القريب تهريب السلاح من أراضي السلطنة للحوثيين، ومساعدتهم وتوفير الحماية لهم، واليوم حادث الفجيرة وتورط عمان فيه، أوكلما أصابتكم مصيبة بما قدمت أيديكم انقلبتم على أعقابكم، فلم تجدوا إلا سلطنة عمان حتى تلقوا عليها فشلكم ومؤامراتكم، اتقوا الله في أنفسكم لعلكم تُرحمون، وعودوا إلى الحقّ فإنه أقوم وأهدى لكم لو كنتم تعقلون.
أما حادثة الفجيرة فأنتم أعلم بخباياها وما إذا كانت عملاً تخريبيًا خارجيًا أم داخليًا يراد من ورائه إشعال الحرب في المنطقة واستجداء حليفكم، الذي أثبتت الأيام قدرته على خداعكم وإيهامكم بدور الحليف مع عدم تنازله عن دراهمكم التي شيّدت له قاعدة شعبية واسعة بسبب انتعاش اقتصاد بلاده الداخلي، وقد يكون وقوع حادثة الفجيرة لضعف وهشاشة وسائلكم الدفاعيّة التي لطالما تفاخرتم بها، أو لضعف وهشاشة الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية، وفي هذا فشل ما بعده فشل، بعدما وصلتم إلى بلدان عدة من آسيا وأفريقيا.
حادثة الفجيرة لا نراها إلا أكذوبة كذبتم بها على أنفسكم فصدقتموها، والدليل على أنها أكذوبة حالة السفن الأربع والتي ظهرت في الصور عبارة عن هياكل أو بقايا سفن قد انتهت صلاحيتها وأصبحت مجرد قطع غيار مستعمل، ثمّ إنكم وحليفكم الأكبر اثبتوا على رأي واحد، هل إيران هي من قامت بعملية التخريب، أم أنّ طرفًا آخر قام بذلك لحساب إيران، أم هو طرف ثالث لا علاقة له بإيران استغلّ التوترات الدولية في المنطقة فأراد استغلالها، ثم يا ترى من يكون هذا الطرف! ومن مصلحته إشعال المنطقة بحرب مدمّرة؟ إنه اتهام مبطن لأقرب القريبين لكم في الوقت الحالي.
كلمات أخيرة نقولها لكم ونوجزها في الآتي:
1. دعوا عُمان وشعبها في حالها وأبعدوها عن صراعاتكم ومؤامراتكم ودسائسكم، فإنها لن تُلقي بالًا لترّهاتكم ولن تغيّر مواقفها وثوابتها السياسية مهما حصل، فهي ضمن مقومات وعناصر سيادتها الوطنية واستقلال قرارها الوطني.
2. لا تجعلوا العالم يسخر منكم ومن مزاعمكم فاليوم كل شيء مكشوف ومعلوم للعالم، حتى إذا ما ولدت بغلة في بكين علم بها أهل واشنطن، ثم إنّ الشعوب لديها مخزون معرفي، فلا يمكن خداعهم بسفاسف القول من علاونة ومن كان على شاكلته.
3. اتقوا الله ولا ترهقوا المنطقة بحرب جديدة فإنها إن حصلت لا قدر الله فأنتم أول المتضررين منها ولا يغركم وجود حليفكم، فإن حصل على مصلحته في مكان آخر ترككم في الدور الأخير بدون مصعد، ولن تكونوا له أقرب وأفضل من حلفائه الأوروبيين فإنه ضحى وعلى استعداد التضحية بهم، قد يداهنكم قليلًا من الوقت حتى يسلب أكبر قدر من ثرواتكم.
يا قوم شرّقوا أو غرّبوا فغير هذا القول لن تجدوا، فانتبهوا لحالكم فإنكم والله إلى المجهول ذاهبون، ونقطة على السطر.