رصد – أثير
نشر حساب “دار الكلمة الطيبة” تعليقًا عن سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، وذلك حول ما أثير بشأن استلامه شهادة دكتوراة فخرية مؤخرا.
وحسب ما رصدته “أثير” من حساب الكلمة الطيبة (الدار المتخصصة في النتاج العلمي والفكري والدعوي) لسماحته، فقد جاء التعليق كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وجميع أتباعه وحزبه.
أما بعد؛ فقد أبلغت من جهات متعددة نصيحة قدمها إلي أخ كريم وناصح أمين، وهو موافق فواز الرويلي فيما يتعلق بما قدم إلي من شهادة فخرية من قبل ما يسمى بالمنظمة العالمية للسلام بناء على ما توصل إليه من كونها منظمة وهمية.
وإني إذ أشكره عميق الشكر على نصيحته الغالية أود أن أؤكد له ولكل من اطلع على نصحه بأنني ليس من شأني أن تستخفني هذه الشهادات، فعندما وصلتني ركنتها جانبا وتناسيتها، لأنها في نظري لا تقدم ولا تؤخر، ولو صدرت من مؤسسة علمية حقيقية معترف بها دوليا، فقبل برهة من الزمن قدمت إلي شهادة فخرية نظيرة لها من إحدى الجامعات التي تعد من أعرق الجامعات في البلاد العربية، ومع اعترافي بفضلها وفضل القائمين عليها وحسن نواياهم حرصت على التكتم عليها وتناسيها، لأنني من ناحية أكره هذه المظاهر، ولا أحب التطاول بها، ومن ناحية أخرى فإنني أرى أن الشهادة العلمية يجب أن تكون ثمرة لجهد تحصيلي في المؤسسات العلمية، لا تعطى إلا لمن جاوز مراحل التحصيل مرحلة مرحلة، وخرج منها جميعا بنجاح، كما هو معهود في نظام التعليم في المؤسسات التعليمية.
أما إن أعطيت من لم يقطع هذه المراحل ولم يبذل هذه الجهود ولم يذق نصب الطلب كما يريد أن يذوق عذوبة النجاح، فإن ذلك لن يتجاوز به أن يكون كلابس ثوبي زور، وإنني أعوذ بالله من أن أكون من الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، وكيف يتساوى من سعى وجدَّ حتى وصل، ومن قعد وتوانى فذوى وخمل؟! ومن قعدت به همته لم ينهض به افتخاره.
ولكنني مع ذلك فإن من طبعي كراهة جفوة أي أحد، ذلك لأن فطرتي تأبى علي أن أقابل الناس بالجفاء وأن أقابل ما يتصورونه إحسانا بالنكران، فلذلك أسارع إلى شكر كل من مد إلي يدا يتصورها بيضاء، وإن كانت في حقيقتها لا تلائم ما جبلت عليه من كراهة المظاهر الخلابة، وليس طبعي إلا من جنس ما قاله الشاعر الأبي عن نفسه:
ومـا كـل بـرق لاح لي يستفـزني ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
هذا؛ وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا للخير، وأن يتجاوز عن تقصيرنا وخطايانا، إنه على كل شيء قدير.