أثير- تاريخ عمان
أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
تعد العمارة إحدى المفردات المادية لحضارة أي بلد وشعب، وكلما تنوعت هذه المفردات وتباينت كان دليلا على مدى الرقيّ والعراقة الحضارية لتلك البلد أو الأمة، وتمتاز السلطنة بالعديد من مفردات العمارة المتنوّعة والمتباينة بسبب تنوع البيئات المحلّيّة، ومدى تأثرها بالمؤثرات الحضارية الداخلية أو الخارجية في الفترات التاريخية المختلفة.
ومن يتجول في ولايات السلطنة ومدنها المختلفة يلاحظ أنماطا مختلفة من فنون العمارة وأشكالها من قلاع وحصون وأبراج وقصور وأسواق وحارات وغيرها، كلها تعكس التعاقب الحضاري فيها، وتباين المؤثرات من مدينةٍ لأخرى وانعكاس ذلك على نمط البناء.
وتعد ولاية مرباط من الولايات العريقة التي تتميز بكمٍ وافرٍ من فنون العمارة المختلفة بحكم موقعها وأهميتها كميناء تاريخي، وبحكم المؤثرات المتعاقبة على هذه المدينة التاريخية، ومن يتجول في حارات القسم القديم بالمدينة يشعر وكأنه وسط متحفٍ مفتوح حيث البيوت الكبيرة برواشينها، ونقوش شبابيكها الملوّنة، وبالكتابات التي تميّز أبوابها.
“أثير” تجول بكم في هذا التقرير وسط بيوت مرباط الكبيرة، للتعرف على ملامح من البيت المرباطي من حيث مراحل بنائه، والمواد المستخدمة فيه، وأقسامه، وخصائص العمارة التقليدية في المدينة.
“أثير”
تجول بكم في هذا التقرير وسط بيوت مرباط الكبيرة، للتعرف على ملامح من البيت المرباطي من حيث مراحل بنائه، والمواد المستخدمة فيه، وأقسامه، وخصائص العمارة التقليدية في المدينة.
مراحل البناء
مراحل البناء
يم البناء في مرباط بعدة مراحل تبدأ بتحديد الموقع والرقعة التي سيقوم عليها البناء، ثم يتم تحديد شكل البيت وتصميمه وارتفاعه وأجزائه وملاحقه، وأخيرا الاتفاق مع (الوستاد) وهو كبير العمال ومهندس البناء على تحديد تكاليف البناء والنفقات اللازمة وأجور العمال وغيرها، تم تبدأ مرحلة البناء الفعلي بعد حفر الساس واستخدام الحجارة القوية في الطبقة الأولى منه، وحتى الوصول إلى مرحلة التسقيف.
المواد المستخدمة
المواد المستخدمة
تستخدم في بناء البيت المرباطي العديد من المواد منها الأخشاب بقسميها المحلي كخشب النارجيل وخشب السّغوت وخشب الميطان وخشب الخُفوت وخشب السمر وغيرها، أو المستورد مثل خشب الساج والسيسم والخشب الجاوي.
كما تستخدم الأحجار وأبرزها حجر (القصّ)، وهو حجر رسوبي سهل النحت يتميّز بتكيّفه مع البيئة، وله خاصية العزل الحراري وعزل الرطوبة، والقوة والصمود.
وهناك (النّورة) التي تستخرج من معمل خاص يسمى محليا بالميفة، ويتم خلطها بالدبس أحيانا عند استخدامها في طلاء الجدران الخارجية لبعض البيوت الكبيرة كما هو الحال في بيتيّ بن سيدوف والحبشي.
أقسام البيت المرباطي
أقسام البيت المرباطي
يتكون البيت التقليدي المرباطي من عدة أقسام تبدأ بالدرب وهو فناء البيت الخارجي، ثم الضيقة وهي مدخل البيت التحتي الذي يفضي إلى الدرج، ثم الدهريز (دهليز)، وهي غرف صغيرة بالطابق السفلي للبيت متباينة الاتساع والاستخدام، ثم الخزانة وهي غرفة ضيّقة بالضيقة تستخدم غالبا لإيواء صغار المواشي وحفظ الأدوات.
بالدرب
الضيقة
الدهريز
الخزانة
وهناك المطهر ويسمى بيت الماء ويستخدم لأغراض الغسل وقضاء الحاجة، والحوش وهو في الخارج ملاصق للبيت، والتنور الذي يكون في الطابق السفلي أو خارجا في الحوش، وهو عبارة عن حجرة مبلّطة بالنورة يوضع الحطب فيها لصنع الخبز، والدّرَجالذي يفضي إلى الدور العلوي، والمروح وهو ممر داخلي بين الغرف، والمطول وهو غرفة مستطيلة كبيرة تستخدم لأغراض النوم والمجلس في الدور العلوي.
المطهر
والحوش
والتنور
والدّرَج
والمروح
والمطول
وهناك كذلك المربّعة، والمطبخ الذي يكون بالدور الثاني لأغراض التهوية، والعكرة وهي فتحة في الطابق العلوي للتهوية، والقصر وهو غرفة في الطابق الثالث وتعد من علامات الرفاه الاجتماعي، والروشان وهو غرفة في الدور الرابع، وأخيرًا العريش وهو غرفة فوق السطح تعد كملحق علوي.
المربّعة
والمطبخ
والعكرة
والقصر
والروشان
العريش
طلاء البيت
طلاء البيت
يتم جلب تراب أبيض من أحد الأودية القريبة من مرباط، ثم يطحن وينقع في الماء في تنكة أو زير فخاري، وبعد أسبوع يتم استخدامه كطلاء حيث توضع مقشّة ويدهن بها الجدران، وتقوم النساء عادةً بهذه العملية.
خصائص العمارة التقليدية في مرباط
خصائص العمارة التقليدية في مرباط
بحسب دراسة الباحث الدكتور أحمد بن عبد الرحمن بالخير التي تناولت “الموروث الشعبي لولاية مرباط” يلاحظ أن نمط العمارة المستخدم في مرباط ينتمي إلى مدرسة العمارة التقليدية في جنوب الجزيرة لتشابه صورها وأنماطها، كما أن هناك تفرّدا بأنماط تقليدية أقرب ما تكون إلى نمط القلاع والحصون، مثل بيت سيدوف، وبيت الحبشي على سبيل المثال، كما يلاحظ الانسجام مع البيئة حيث إن مواد البناء المستخدمة مستخرجة من البيئة المحلية وتتميز بجودتها وتكيفها مع المناخ المحيط ومقاومتها للتقلبات الجوية المختلفة، كذلك يلاحظ فيها شمولية الاستخدام وتعدده، فالبيت الواحد قد يحتوي على مخازن الغلال وحظائر المواشي، وقد يوجد فيه متجر أو ورشة صغيرة.
المرجع
المرجع
1- بالخير، أحمد بن عبد الرحمن. الموروث الشعبي لولاية مرباط، ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
1-
بالخير، أحمد بن عبد الرحمن. الموروث الشعبي لولاية مرباط، ندوة مرباط عبر التاريخ، المنتدى الأدبي، مرباط، 2012.
