أثير- نبيل المزروعي
لم تكن سلطنة عُمان إلا كما أرادها والدنا السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- حيث غرس بذور السلام في كل بقعة خطت إليها رجله، وأرسى قواعد الحب والاحترام مع البعيد قبل القريب، ضاربًا أروع الحكم والأمثلة في قيادةٍ حكيمة يتحدث عنها القاصي والداني في شتى بقاع الأرض، واضعًا لسياسته نبراسًا أضاء سماء عُمان، وجاعلًا منها قبلة للجميع من خلال السلام والتعاون الوثيق بين الأمم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وفض المنازعات بالطرق السلمية.

هكذا كانت عُمان في عهده – طيب الله ثراه-، وهكذا ستظل في عهد مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله-، وما جموع المعزين من كافة بقاع الأرض إلا مثال يُحتذى للحكمة “القابوسية” فكانت مسقط خلال اليومين الماضيين قبلة للمتخاصمين والمتنافسين قبل المتحابين فيما بينهم، مُتناسين ولو للحظة من الوقت همومهم ومآسيهم وأوجاعهم، فتوافدوا جميعًا من أجل تأدية واجب العزاء في فقيد “الأمة” كما يحلو لهم جميعًا تسميته.
فقد استقبل سلطان عمان المعظم هيثم بن طارق آل سعيد حكام دول ليسوا على وفاق في كثير من الأمور، كما استقبل مبعوثين من أمريكا وإيران، وكذلك الحكومة الفلسطينية وحركة حماس، بالإضافة إلى استقباله للفصائل اليمنية كلها، واستقبل أيضًا الحكومة المصرية إلى جانب عائلة مرسي وكذلك الحكومة العراقية وعائلة الفقيد صدام حسين.
