أثيريات

د.رجب العويسي يكتب عن الدبلوماسية التعليمية الدولية والحد من انتشار كوفيد 19

د.رجب العويسي يكتب عن الدبلوماسية التعليمية الدولية والحد من انتشار كوفيد 19
د.رجب العويسي يكتب عن الدبلوماسية التعليمية الدولية والحد من انتشار كوفيد 19 د.رجب العويسي يكتب عن الدبلوماسية التعليمية الدولية والحد من انتشار كوفيد 19

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

د. رجب بن علي العويسي- خبير الدراسات الاجتماعية والتعليمية في مجلس الدولة

في ظل ما يشهده العالم اليوم من حراك استثنائي وإجراءات وتدابير احترازية غير مسبوقة في تاريخ البشرية للحد من انتشار فيروس كورونا، مستفيدة من  التقنية الحديثة والمنصات الافتراضيةالموسعة والمقننة عبر خاصية تقنية الفيديو كونفرانس للتباحث والتحاور حول جهود الدول في التعاطي مع جائحة كوفيد 19، إلا أن واقع الدبلوماسية التعليمية الدولية الموجهة نحو التعاطي مع الجهود القطاعية المبذولة للحد من انتشار كورونا ما زالت تعيش حالة من الصمت، وما زال التعاطي  مع هذه الجائحة يتم من خلال منشورات توجيهية لا تعدوا أن تكون ضمن مرفقات المواقع الالكترونية لهذه المنظمات الدولية المعنية بالتعليم،  وهو أمر يضعنا أمام  طرح هذا الموضوع والتأكيد على أهميته، في ظل ما وفرته اللقاءات الافتراضية والتواصل عن بعد التي تتم  في القطاعات الصحية والاقتصادية والتجارية والسياسية وغيرها من قيمة مضافة لها أثرها الايجابي في الوصول إلى لغة مشتركة بين هذه القطاعات على مستوى الدول والجاهزية والاستعدادات والإجراءات المتخذة لديها في التعاطي مع هذه الجائحة ، وهو الأمر الذي يجب أن يكون له حضوره في القطاع التعليمي، وأن تصنع له الدبلوماسية التعليمية  الدولية موجهاته وترسم أطره لتخفف من وطأة الحزن الذي انتاب أجيال المستقبل والهواجس التي يعانيها أولياء الأمور،والتساؤلات التي يطرحها المجتمع حول مصير أبنائه، والحيرة التي باتت تراود مجتمع المتعلمين، وهم يبحثون عن مصيرهم المجهول الذي  لم تتضح رؤياه بعد  ليبقى يعيش في الخيال ضائع في تيه الأيام، في ظل تعليق الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية ومراحلها المتنوعة  الحكومية منها والخاصة، ليستمر الحال مع كل الفرص التعليمية والتدريبية  التي كانت تتم في أروقه المدارس والجامعات والمراكز التعليمية وغيرها، ليطرح واقع التعليم في ظل جائحة كورونا، الكثير من الهواجس والتساؤلات حول موقع التعليم من هذه الجائحة ودوره في التعاطي مع هذه الأوضاع، ومسؤوليتهفي البحث عن بدائل وأدوات تحفظ حياة المتعلمين وتبعدهم عن الخطر، وفي الوقت نفسه تضمن استمرار التعليم وأنماط التدريس وطرائقه قائمة  لا يعتريها الخلل أو يوقفها  انتشار الفيروس مستفيدة من التقنية وعبر استخدام منصات التعلم الالكترونية وتفعيل منظومة التعليم عن بعد، لرسم الابتسامة  في وجه أكثر من مليار طالب وطالبة أغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومراكز تعلمهم بسبب انتشار فيروس كورونا .

 

على أن ما يطرحه المشهد التعليمي من تحولات في ظل أحداث كورونا ينطلق من تعظيم رسالته في الحياة القائمة على بناء الوعي الإنساني وترقية العيش في ظلال القيم وتأصيل روح  السلام  والتعايش والوئام في عالم متغير، وصناعة الإنسان للعيش في الظروف الصعبة،  وهي موجهات تستمد من رسالة التعليم وأنموذجهالمعتدل وفلسفة التوازنات في الحياة ، والتزامه مبدأ التعليم للجميع ومرتكزات التعليم الأربعة ومنها التعليم للعيش في الظروف الصعبة، وبما تمثله رسالة التعليم ذاتها من رابطة إنسانية مشتركة تتناغم حولها مختلف السياسات الدولية وتتقارب في رسم ملامحهاالانظمة العالمية المختلفة مهما اختلفت أيديولوجياتها أو تباينت أبعادها السياسية والاقتصادية وظروفها الاجتماعية والمعيشية؛ ولما كانت معطيات هذه الجائحة أكبر من اختصارها في جهد واحد، واكتمالها في استراتيجية  قطاعية معينة،  لذلك كانت فرضبة التعاطي الدولي معها المعزز بروح الإنسانية المتجردة من الأنانيات والمؤصلة لمشتركات القيم ؛ أولوية  يجب أن تحظى  باهتمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتعليم، بما يعني الحاجة إلى أن تمارس الدبلوماسية التعليمية دورها الاستراتيجي في خلق شراكات استراتيجية للتعليم في مواجهة كورونا وتوسيع دائرة التواصل والتنسيق والتكامل وتبادل الآراء وسرد تفاصيل الأحداث التعليمية بالشكل الذي يضمن وجود حوار عالمي مقنع  يتجاوز حدود الشكليات ليصل إلى العمق ويرسم مستقبل التعليم في ظلال الجوائح ويوجه الدول لبوصلة العمل القادم  بل ويفصح عما يدور في أروقة اليونسكو ومكتب التربية بجنيف وغيرها المنتشرة في الأرض حول مستقبل التعليم للوصول إلى إطار عالمي مشترك لضمان استمرارية التعليم وتقديم حزمة من الموجهات النوعية التي تصنع تحولات نفسية وفكرية  تنهض بمستقبل الطلبة في مواجهةحالة القلق والإحباط التي يعيشونها جراء هذا الانقطاع والخوف على مستقبلهم التعليمي؛  وتوجه الدول إلى الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها في هذا الشأن بما يتناسب مع طبيعة كل دوله وعبر توفير البدائل والحلول التي تقرأ فيها الدول فرص النجاح وبما يرسم لمناهج التعليم وأنشطته وبرامجه من فرص  العيش في الظروف الصعبة، وما تحتاجه من إعادة هندسة وتطوير ومراجعة تصنع من التعليم محطة إنجاز مشهودة لبناء إنسان المستقبل.

 

ومع الإشارة إلى ما اتخذته قطاعات التعليم في دول العالم المختلفة من إجراءات الاستفادة من  ما وفرته التقنية والفضاءات المفتوحة، وتبني برامج وأدوات  للتعليم عن بعد ودور المنصات التعليمية في رسم ملامح التحول في المنظور التعليمي القادم في التعامل مع الأزمات والجوائح، فإن ما يمكن أن تقدمه الدبلوماسية التعليمية الدولية وعبر اللقاءات المفتوحة وتوظيف العالم الافتراضي وتوفير حزمة من الأنشطة والقنوات الافتراضية والبرامج الداعمة، وتفعيل منصات التواصل الاجتماعي والترويج  للمنجز التعليميالدولي من خلال المناقشات العلنية مع الجمهور لبث الوعي ونشر المعرفة بمسؤولية التعليم في الحد من انتشار فيروس كورونا؛ سوف يصنع قيمة تنافسية ويحفز جهود الدول نحو تبني سياسات اكثر نضجا وفاعلية في برامجها ومنصاتها التعليمية  المقدمة لطلابها في مختلف المراحل؛ إلا أن مسؤولية الدبلوماسية التعليمية لا يجب أنتقف عند هذا الحد، بل أن تتجه إلى تبي إطار عالمي في آلية التعامل مع كورونا من خلال تقوية خطوط التأثير الفكرية والنفسية والاجتماعية ومسارات الوعي، وعبر مساهمة الدول في إعادة انتاجالأنماط التعليمية السائدة بطريقة تتناغم مع ما فرضه كورونا من  أحداث وأوجده من ممارسات، وتبني هيكلة عالمية لتأصيل فقه التنويع في مسارات التعليم وإعادة  أنتاج الواقع التعليمي بطريقة أكثر اقترابا من ظروف المجتمعات وارتباطا بأحوال السكان والتزاما بتحقيق تعلم يضمن تحقيق أساسيات العيش  وتكييف البرامج التعليمية لأجل تكوين متعلمين مؤهلين للعيش في الظروف الاستثنائية كالأزمات والجوائح والأوبئة وتدني فرص الأمن والسلام ، وتوجيه التعليم عبر برامجه ومناهجه وطرائق التدريس وأساليب التعلم  في  المساعدة على حل المشكلات الوطنية  خاصة فيما يرتبط بالباحثين عن عمل  وتغيير القناعات السلبية وتوجيه  المخرجات إلى الدخول في الممارسة المهنية والاعتماد على النفس، هذا التحدي الذي يواجهه التعليم والذي ينبغي ان يكون منصة حوار وتواصل بين هذه المنظمات الدولية والمكاتب التعليمية الإقليمية وقيادات وقادة  التعليم ومؤسساته في العالم  يرتبط  أيضا بقدرته على  انتشال مجتمع المتعلمين من حالة القلق والخوف والإحباط والسلبية التي يعيشونها في ظل انقطاع الفرص التعليمية وما تسببه من مشكلات نفسية واقتصادية وفكرية توجب على التعليم البحث في تأهيل مخرجاته وإعدادها  النفسي والفكري للعيش في ظروف الأزمات والتعامل مع أحداثها بواقعية وإيجابية.

 

ويبقى أن نشير إلى أن صناعة القوة في دور التعليم عبر تكييف برامجه للعيش في الظروف الصعبة، يعني البحث عن استراتيجيات قادمة يجب أن يصنعها التعليم في رسم مستقبل الشعوب، بحيث  يجد في جائحة كوفيد 19 مدخل استراتيجي لإعادة توجيه المسار وترقية منصات التفاعل والعمل بين التعليم والسياسة وعبر جهود الحكومات في الحد من انتشار فيروس كورونا، لتضع انعزالية المنظمات التعليمة الدولية والمكاتب الإقليمية المعنية بالتعليم عن المشهد التعليمي وما يعايشه من تحديات وتعقيدات وظروف غامضة  في الكثير من دول العالم؛ أمام علامات استفهام  كبيرة وتساؤلات عليها أن تجد لها في ظل رهان الدبلوماسية التعليمية مدخلات تفاؤلية لنقل التعليم من حالة الانطوائية والعزلة التي يعيشها، وصفة الانسحاب التي اتجه إليها في أحلك الظروف واصعب المواقف التي  تحتاجه فيها المجتمعات، فهل ستضع أحداث كورونا الدبلوماسية التعليمية الدولية امام المحك في تحمل المنظمات الدولية والمكاتب الإقليمية لمسؤوليتها في ردم الهوة وإزالة حاجز الانهزامية والسلبية التي يعيشها قطاع التعليم في ظل جائحة كورونا، وهل ستقدم الدبلوماسية التعليمية الدولية مبادرات جادة في توظيف المنصات الافتراضية على أعلى المستويات لتشمل وزراء التعليم وقياداته في الصفوف الأمانين والممارسين التعليمين في الميدان، للحديث عن التعليم وقضاياه كما هو حاصل في القطاعات الأخرى للوصول إلى لغة عمل دولية مشتركة للتعليم في مواجهة كورونا؟

 

Your Page Title