أثير – مكتب صلالة
إعداد: محمد حاردان
يبدأ موسم الخريف في تاريخ 21 يونيو من كل عام، وهذا يعود إلى بداية فصل الصيف، حيث تتعامد الشمس على مدار السرطان في 21 يونيو من كل عام وهو بداية فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، ويمتد الحزام المداري الذي يحيط بالكرة الأرضية والمعروف ITCZ من “يعقوب أباد” في باكستان عبر جبال الحجر من شمال السلطنة ويمتد عبر صحراء الربع الخالي إلى الجنوب.
ويأتي موسم الخريف في موعده أو يتأخر حسب قوة الرياح الموسمية وهي تختلف من عام إلى آخر، كما أن قوة الخريف ونشاطه تختلف من موسم إلى آخر، فأحيانا يكون نشطًا وأحايين أخرى حول المعدل الطبيعي أو أقل منه.
وقد أكد الدكتور خالد بن أحمد النجار، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بظفار أن تسمية هذا الفصل مأخوذة من اللغة الشحرية بناءً على رأي الباحث علي محاش الشحري حول تفسير “خرف” باللغة الشحرية والذي أفاد بأنها تعني الماء والرطوبة أي إن الأشجار أصبحت لينة ورطبة.
وأضاف أن للأجداد معرفة بالفصول والمواسم وحساب النجوم ووقت دخولها وخروجها، مبينا أن لكل نجم ظواهر معينة تميزه عن غيره سواء بكثرة الرياح وآخر تهطل فيه الأمطار وغيره ترتفع فيه درجات الحرارة، مشيرًا إلى أنه يوجد أربعة فصول في محافظة ظفار حسب الحساب الخاص لفصول السنة والنجوم والمعروف (بحساب البحر) لولاية مرباط.
وبيّن النجار بأن دخول الفصول كالتالي:


وأوضح أن فصل القيظ في محافظة ظفار يقصد به الصيف وهو الفصل الذي تكون فيه الحرارة عالية وارتفاع نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية للمحافظة وينزح خلاله بعض سكان مناطق الساحل بمواشيهم إلى الجبال الأقل حرارة نسبيا ولتستظل المواشي تحت الأشجار.

كما أوضح بأن فصل الصرب يكون مع بداية صفاء الجو وإشراقة الشمس وتفتح الزهور الجبلية وفصل الحصاد لمختلف المزروعات كالدجر والحنطة والخيار وغيرها فضلا عن السمن المحلي الذي يكون في أفضل جودة بفضل رعي المواشي من العشب والحشائش الوفيرة والأشجار اليانعة ويُعد أحد أجمل الفصول في ظفار، مشيرًا إلى أن فصل الصرب هو “الدلو” الذي يستعد خلاله الصيادون لصيد مجموعات سمك السردين، حيث يقومون بتجهيز أنفسهم للصيد في هذا النجم.
بينما في نجم الحوت تكثر أنواع كثيرة من الأسماك وكذلك الصفيلح و”الفذاك” فواكة البحر.
وأشار إلى أن نجم النطح يلقب في ظفار”الحيمر”، وغالبا تكثر فيه الأمطار القوية ومع اقتراب هذا النجم تنتشر التحذيرات قديما في ظفار لسكان الأودية والشعاب ويتم إبلاغ رعاة الإبل بأخذ الحيطة والحذر للإيواء إلى الكهوف والابتعاد عن الأماكن الخطرة.
أما عند ظهور نجم “البطين”، يقوم المزارعون بريّ الأشجار والمزارع ويقال عنه “يطعم البطين ولو بالطين” ويقصد بالطين تسميد الأرض بمواد مغذية للتربة مثل سمك السردين وبقايا العظام وغيرها من الأسمدة المتوفرة.
وأوضح النجار بأن كل نجم وما يناسبه من ممارسات، ومثالا على ذلك نجم الثريا حيث يقوم المزارعون بزراعة البر وغيرها من الثمار، أما نجم البركان فيكون فيه موعد حصاد القمح.
وحدد الدكتور خالد النجوم وهي كالتالي: الهقعه والذي ينقسم إلى قسمين؛ الأول يشبه الصرب والآخر مشابه للشتاء.
وفي فصل الشتاء في ظفار فيكون موسم دخول البرد والهنعة هو بداية دخول البرد، أما الزراعي يصحبه برد مع جفاف الأشجار في الغالب فيما أن النثرة يعتبر أبرد نجم في هذا الفصل ويلقب بـ “برد النثرة”.
وتطرق النجار إلى بعض الأمثال الشعبية لبعض النجوم في ظفار، فعلا سبيل المثال: نجم “الطرف”: الطرف لا تخلي معوك ظرف أي أن في هذا النجم املأ معدتك كثيرا لمقاومة البرد.
وفيما يلي توضيح لمعاني بعض النجوم:
– نجما ” الجبهة والزبرة” يتشابهان بنفس الظواهر أهمها الهواء البارد، أما الصرفة فهو آخر الشتاء وفي نهايته يهدأ الجو مع بداية دخول الحر، وفصل القيظ محليا هو دخول الحر، أما العواء بداية دخول الهواء الساخن.
– نجم “الغفر” هو موسم قدوم طيور الزميم وهي من الطيور المهاجرة، و “الزبان” هو نجم الزرع، أما نجم الكليل يقال عنه قديما “حيمر وشيلة”؛ أي تنزل فيه الأمطار بإذن الله وغالبا ما تكون على شكل منخفضات، وأما نجم القلب يشتد فيه الحر، يليه نجم “الشول” من علاماته نهاية الحر وبداية دخول الخريف.
– نجم النعايم بداية الخريف، يليه نجم البلدة، ويشهد هذا النجم أمطارًا قوية ومتواصلة، ومن بوادر نجم سهيل أمطار خفيفة مع ظهور الفطر ويسمى باللغة الشحرية “فجوش أو القمباء”.
– نجم “بلع” تنفتح فيها السنابل والزهور، أما الذابح فتقطف السنابل أو تميل إلى الأسفل.
– نجم “خباء” نال نصيبه من الإطراء حيث يقال عنه “يرد العجايز صبا أو يقحم قحمة الضبي”وفي هذا النجم تتوقف الأمطار أو تكثر، أما المناصف يتناصف النجم إلى نصفين خريف والنصف الآخر صرب.
وأوضح أن فصل القيظ الذي يبدأ من 28 مارس إلى 26 يونيو حسب جدول حساب النجوم (جدول رقم 2) وحسب حساب البحر بولاية مرباط يبدأ من 21 مارس إلى 20 يونيو والذي يبدأ بعد فصل الشتاء مباشرة، حيث ترتفع فيه درجات الحرارة وتسجل فيه أعلى درجات حرارة في هذا الفصل في ولاية صلالة نتيجة هبوب رياح شمالية من الصحاري تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة.
أما بعد فصل الخريف فيبدأ فصل الصرب حسب حساب النجوم، وهو فصل الخريف الفعلي في نصف الكرة الشمالي والذي ينقشع فيه الضباب وتكون الرؤية جيدة والمناظر الطبيعية الخضراء والذي يفترض أن يكون فصل الخريف الفعلي حسب الفصول في نصف الكرة الشمالي، حيث تم تغيير أسماء الفصول بناء على المناخ السائد في المحافظة والذي يختلف عن بقية مناطق السلطنة والجزيرة العربية ويعد حساب البحر بولاية مرباط هو الأقرب لمناخ محافظة ظفار.