رصد – أثير
في كل يوم نسمع قصصًا جديدةً لها ارتباط بفيروس كورونا، تختلف تفاصيلها حسب معطيات كل قصة، لكن العبرة منها واحدة؛ فلا ندم ينفع “عندما يفوت الفوت”.
في السطور القادمة سنطرح قصة رصدناها من منشور للدكتور فهد الكندي -استشاري أول قلب وقسطرة- الذي تواصلنا معه وأكّد حدوثها في أحد مستشفيات السلطنة.
صحيحٌ أنها قصة قصيرة من حيث التفاصيل، لكن فحواها يدعو إلى عدم الاستهانة بفيروس كورونا، والالتزام بالتباعد الجسدي، والامتناع عن إقامة المناسبات والتجمعات؛ حتى لا يكون ضريبة ذلك رحيل أحباب لنا دون عودة!
بدأت القصة بفرحة زوج وزوجة تبلغ من العمر 34 عامًا بأول مولود لهما، ودون تفكير أو حس بالمسؤولية دعا الزوج زوجته إلى الاستعداد لاستقبال المباركين بعد خروجها من المستشفى.
كانت الزوجة خائفة؛ فهو أول مولود لها، وعمره لا يتعدّى أيامًا معدودة، ومناعته ضعيفة، فكيف لها أن تجعله يواجه كورونا لو أن أحد المبارِكين مصاب بفيروس كورونا ونقل لهم العدوى وأصاب طفلهم!
كتمت خوفها، وأكملت المشوار الذي طلبه منها زوجها، واستقبلوا المبارِكين، وتبادلوا التهاني فيما بينهم. انتهت الحفلة، وذهب الجميع، سوى زائر ثقيل لم يرضَ أن يُغادر إلا ويُحدث ألمًا دائمًا؛ فقد شعرت الزوجة بضيقٍ في التنفس، وحدث ما كانت تخاف منه، فقد أُصيبت بكورونا.
استدعت حالتها تنويمها في المستشفى، وأُدخِلت العناية المركّزة، وكان الليل طويلًا لزوجها الذي يُراقب حالتها وهي تزداد سوءًا، وكل أمنياته أن يعود بها إلى المنزل ليحتفل بسلامتها هذه المرة وحيدًا دون ضيوف، لكن انبلاج فجر اليوم التالي كان يحمل الخبر الصاعق: “عملنا كل ما نستطيع لإنقاذها، لكن عظّم الله أجرك في زوجتك”!
لا توجد كلمات نختم بها نهاية هذه القصة المأساوية سوى قوله تعالى “إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ”.