أثير- مكتب صلالة
إعداد: سهيل العوائد
يقول الشاعر محمد بن قراطاس المهري :
سَمْحَانُ جئتُكَ باحتراقِ قَصَائدي
شوقًا أبثُ الوجدَ منْ أعلاكا
فَلطالما
حجّت إليكَ مشاعرٌ
لولاكَ كانت للمُحِبِّ هلاكا
سمحان الجبل الذي يتغنى به الشعراء، ويقصده عشاق التسلق والمغامرة والمشي.

جبل الشرق الشاهق، أو كما يحب البعض تسميته جبل النمور والسحاب واللبان ودم الأخوين.

إنه جبل سمحان أحد أهم الجبال الشاهقة في السلطنة، إذ يبلغ ارتفاعه حوالي ٢١٠٠ متر، ويقع في الجزء الشرقي من سلسلة جبال ظفار، وتتقاسمه إداريًا ولاية مرباط وولاية سدح، ويضم العديد من الممرات والأودية والمنحدرات الضيقة والعميقة.

يقصد هذا الجبل يوميًا الكثير من السياح والزوار والمقيمين، حيث الضباب و السحاب وإطلالات سمحان الفريدة.

ولا يكاد يمر يوم دون أن ترى أفواج السياح وهي تتجه من نيابة طوي أعتير إلى الطريق المؤدي إلى قمم وهامات وأعالي جبل سمحان، هناك حيث يقع كهف حيور في أعلى قمة الجبل.

ويعد كهف حيور من أجمل الأماكن السياحية في ظفار، حيث يقع على تخوم محمية جبل سمحان الطبيعية، كما يطل على مدينة مرباط التاريخية، إذ يحظى الزائر بإطلالة مميزة لمشاهدة شعاب ومنحدرات وأودية سمحان، التي تصب في بحر العرب، كما يمكن مشاهدة شواطئ وخلجان وتفاصيل مدينة مرباط في إطلالة فريدة قلما تجد لها نظيرًا في أرض العرب.
إضافة إلى المنظر البديع للسحاب والضباب الآسر وهو يتشكل تحت ناظريك، مثل هذا المكان السياحي جدير بالاهتمام ويستحق التطوير، فقد قامت شركة صلالة للميثانول من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية قبل ثلاث سنوات بتمويل مشروع لتطوير الكهف، حيث قامت بتطوير الطريق المؤدي إلى داخل الكهف وذلك بتوسيعه كممشى للزوار ووضع حواجز آمنة على جوانب الطريق، كما تم توسعة بعض الإطلالات الآمنة؛ لتتسع للمزيد من السياح.
وقبل أيام أعادت وزارة السياحة طرح مناقصة جديدة في الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف في منطقة كهف حيور، وتشير المناقصة إلى أعمال تطوير قد تشمل إقامة مطاعم، وطرقات، ومواقف سيارات، ومنطقة للتخييم، ومنصة مشاهدة مع مناظير، إضافة إلى ممشى للزوار وجلسات مظللة، وتجميل المسطحات، وأكشاك، وأماكن للصلاة، ودورات للمياة، إلى جانب إجراء الدراسات الطبوغرافية والجيولوجية اللازمة للموقع.
ويترقب المواطنون والمقيمون تفاصيل تنفيذ هذه المناقصة والاستمتاع بجمال هذا المكان والاستفادة من هذه المواقع الطبيعية في رفد السياحة بالمحافظة.
يذكر أن الطريق المؤدي إلى كهف حيور هو طريق معبد ويمكن الوصول إلى الكهف بسهولة مع التأكيد على أهمية التقيد بالسرعة المحددة للطريق؛ نظرًا لعبور الحيوانات في هذه المنطقة، كما ينبغي التأكيد على أهمية الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة بعدم المجازفة في تجاوز الحواجز الآمنة للمنحدرات الشاهقة، مع ضرورة مراقبة الأطفال والعوائل والابتعاد عن الأماكن الخطيرة قدر الإمكان.